بعد عام على تدخلها بريف حمص الشمالي...روسيا فشلت عسكرياً وسياسياً


مضى على تدخل روسيا في ريف حمص الشمالي، من خلال مناصرتها لنظام الأسد بالغارات الجوية القاتلة. وبالرغم من ذلك لم تسطع أن تغير شيئاً في الواقع.

وعلى العكس كان العام الماضي أفضل بالنسبة للمعارضة فقد تمكن الجيش الحر من السيطرة على نقاط جديدة ولم تمنعه الغارات الروسية من التقدم.

ومن جهة أخرى فشلت كل المحاولات الروسية في المفاوضات والهدن ليضاف لفشلها في ريف حمص فشل سياسي.

أما الشي الوحيد الذي تغير منذ التدخل الروسي في ريف حمص فهو ازدياد عدد الشهداء من المدنيين وارتفاع نسبة الدمار، خاصة وأن الروس شنوا خلال العام الماضي قرابة 600 غارة جوية في مدن ريف حمص الشمالي بحسب إحصائيات وثقتها المكاتب الإعلامية في الريف.

وبحسب مراسل "السورية نت" في حمص يعرب الدالي فقد تضمنت الإحصائيات أيضاً عدد الشهداء من المدنيين الذين  سقطوا بسبب الغارات الروسية، وقد بلغ عددهم 350 شخصاً، منهم 25 رجلاً مسناً و 70 طفلاً، بالإضافة 35 امرأة. وكان بين الشهداء أسر كاملة سقطت منازلهم عليهم أثناء نومهم، خاصة وأن الطيران الروسي يشن أغلب غاراته ليلاً.

وقد بدأ الطيران الروسي مؤخراً باستخدام الأسلحة الحارقة والفوسفور الأبيض، وشن 20 غارة  حتى الآن بالإضافة إلى مثلها من الغارات بالقنابل العنقودية على مناطق في الريف الشمالي لحمص.

هذا التصعيد والمجازر التي ارتكبها الطيران الحربي الروسي لم يحقق أي مكاسب تذكر ولم يستطع جيش نظام الأسد استراجع أي نقطة من النقاط المحررة الخاضعة لسيطرة الجيش الحر. بحسب الملازم أول أبو حيان الحمصي وهو قائد فصيل في الجيش الحر يرابط على جبهات الريف الغربية.

وفي حديثه لـ"السورية نت" أضاف أبو حيان أنهم اعتادوا على كثافة الغارات قبل التدخل الروسي. وقال: "بذلك كانت طائرات الروس عاجزة عن منعنا من التقدم، وعلى العكس تماماً سيطرنا على نقاط جديدة في ريف حمص فقد حررنا الزارة وحر بنفسه وتقدمنا نحو ريف حماة الجنوبي أكثر واليوم نحن على مشارف المحطة الحرارية أهم النقاط الاستراتيجية للنظام في ريف حمص".

وتابع: "وفي جهة الشرق تقدمنا نحو 6 حواجز من خلال عمليات الكر والفر والتسلل ليلاً للحواجز وقتل من فيها واغتنام الأسلحة الموجودة بداخلها ثم الانسحاب وهذا تكتيك لا تنفع معه الغارات ولا الطيران".

وبيّن أبو حيان أنه في أحيان كثيرة "بعد انسحابنا يأتي الطيران الروسي وطيران النظام ليدمروا الموقع الذي حررناه وبذلك يصعب على جنود النظام العودة إليه أساساً، فإما نستقر به نحن أو يصبح موقع فصل ليس لنا ولا للنظام".

وأضاف "بالمحصلة لم تساعد الطائرات الروسية النظام في أي شيئ عسكري اطلاقاً مع أنهم استعملوا ضدنا أهم الأسلحة وأحدثها من النابلام والعنقودي والفراغية والموجه وأسلحة أخرى بالإضافة إلى طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية وكل هذا بدون جدوى، فنحن نقاتل في مناطقنا ونعرفها جيداً ونعرف كيف نتحرك فيها وكيف نتحصن دون أن تؤثر فينا طائرات الروس والنظام".

وأوضح أبو حيان قائلاً: "بدأنا نطور أنفسنا كي نتصدى لغارات الروس وقد أسقطنا 3 طائرات استطلاع حتى الآن بحسب ما نملك من قدرات وبالتأكيد سوف نتفوق عسكرياً أكثر ونصبح قادرين على إسقاط الطائرات الروسية وطائرات النظام كما حصل في الشمال السوري".

حتى سياسياً فشلت روسيا أيضاً في تحقيق أي شيئ أو تقدم مع المعارضة في ريف حمص الشمالي مع أنها حاولت التواصل معهم بشكل مباشر وقد سبق أن تحدثنا في "السورية نت" عن هذا من خلال تقارير سابقة.

ولم يكن فشل الروس في المفاوضات في مدن ريف حمص الشمالي بل أيضاً تعدى ذلك ان تضطر لنقض عهود أبرمتها مع بعض المناطق التي قبلت العرض الروسي بالهدن، كما حصل في مناطق جواليك وسنيسل.

فقد أظهر الإعلام الروسي صوراً وفيديوهات عن توقيع هدنة في هاتين المنطقتين وأن الأهالي عادوا إليها وأعلن مركز المصالحات في حمييم انضمام هاتين المنطقتين لبرنامج المصالحات في سورية لكن هذا لم يدم طويلاً حتى عاد الطيران الروسي وطيران النظام ليقصفوا هاتين القريتين وقتلوا من المدنيين فيهما 20 شخصاً منهم نساء وأطفال في إعلان لفشل برنامجهم في المصالحات.

فالروس لم يستطعيوا منع النظام من قصف هذه المدن ولم يستطيعوا منع القرى الشيعية الموالية القريبة أن تقصف هذه القرى خاصة وأن الميليشيات الموجودة في هذه القرى هي ميليشيات تسليحها وولاؤها ليس لنظام الأسد بل لإيران.



المصدر