حملة إغلاقٍ طالت 38 منها… الملاهي الليلية تنتعش في جرمانا


unnamed-2

معتصم الطويل: المصدر

أيامٌ قليلةٌ فقط تفصل بين إغلاق الملاهي الليلية والبارات في مدينة جرمانا بريف دمشق، وإعادة فتحها بسلطة أصحابها المتنفذين في حكومة النظام، الأمر الذي تكرر عشرات المرات وسط غضبٍ شعبيٍّ.

قبل أيام فقط، وبعد أن ضجّ ساكني المدينة بما يحدث فيها، حيث أصبحت مقصداً للمئات من عناصر شبيحة النظام ليقضوا أوقاتاً ممتعةً فيها، قامت سلطات النظام بحملة إغلاقٍ للملاهي الليلية في المدينة، وبلغ عددها 28 ملهىً ونادٍ ليليٍ، ليعود موالي النظام في المدينة ليؤكدوا أن بعضها عاد إلى العمل في اليوم التالي لإغلاقة.

وسائل الإعلام الموالية أشارت إلى أن حملة الإغلاق التي حدثت ليلة الثلاثاء-الأربعاء، جاءت بعد مطالبات عديدة من فعاليات شعبية ودينية واجتماعية بعد تكرار حوادث الشغب وإقلاق راحة السكان في محيط هذه الأماكن، في حين علّقت الشبكات الموالية على الموضوع ذاته بأن هذا الإغلاق لن يستمر، بناءً على التجارب السابقة.

في حملةٍ مشابهةٍ خلال العام 2015 الماضي، أغلقت سلطات النظام 38 ملهىً ليلياً في جرمانا، إثر ضغوطات شعبية مشابهة، ورفض الناس أن تكون مدينتهم وجهةً لـ “الزعران”، أو مقصداً للدعارة، إلا أن الإغلاق لم يدم سوى أياماً وعادت الملاهي لتزدهر في المدينة التي يقطنها مئات الآلاف.

وكانت نشرت شبكة أخبار جرمانا في وقت سابق تحقيقا وصف بـ “الجريء” عن انتشار ظاهرة الملاهي الليلية في مدينة جرمانا بشكل مريب وبتغطية من مسؤولين متنفذين، وحمل التحقيق عنوان “الملاهي الليلية في جرمانا… قذارة تملأ الاحياء وصمت مريب”.

ويصف التحقيق أصحاب هذه الملاهي بأنهم من ضعاف النفوس والقذرين ممن عبدوا المال ونسوا سمعة البلدة والناس، عندما افتتحوا محلات للسهر والدعارة والخمر في وسط المدينة وذلك بمساعدة بعض الفاسدين والمرتشين والصغار في المجلس المحلي والدوائر الرسمية للمحافظة وبعض المتنفذين في بعض أجهزة النظام.

الملاهي تحمل أسماء مغرية ومشبوهة على مرأى ومسمع الجميع في أحياء القوس والروضة والجناين والشارع العام والوحدة والبلدية ويستطيع المارون أن يميزوا هذه المحلات من أصوات الصخب ومناظر البنات والراقصات والشباب رواد وزبائن تلك الصالات، هذه المظاهر التي كانت فيما سبق غريبة عن تقاليد واعراف المجتمع السوري.

وتجاوز الامر في بعض منها أكثر من ذلك من حيث تنظيم حفلات الرقص والسكر والدعارة واستئجار بعض فناني الكازينوهات ليقوموا بإحياء الليالي الحمراء في ذاك المكان بحماية بعض “الحثالات”، على حدّ وصف شبكة أخبار جرمانا الموالية للنظام.

المستفيدون والداعمون

ويكشف موالو النظام في جرمانا أن كل ملهى ليلي أو كازينو او بيت دعارة يستمد قوته من أحد المتنفذين الفاسدين في حكومة النظام، الذين لا يستطيع مجلس المدينة ان يواجههم أو يكسر كلمتهم، وقد يكون هذا المتنفذ مسؤولاً كبيراً أو قد يكون موظفا في مجلس المدينة حتى، أو أحد مسؤولي دوائر القرار المهمة، وفي بعض الأحيان يكون أحد متزعمي ميليشيات الشبيحة ومعظمهم من أصحاب السوابق، الذين يستطيعون بقوة سلاحه منع سلطات النظام من إغلاق هذه المحلات.

وقد شهدت كثير من هذه المحلات مشاجرات جماعية استخدم في بعضها السلاح وبعضها الآخر أدى إلى قطع الطرقات، عدا عن تصرفات المخمورين الخارجين من الملاهي.



المصدر