حوار مثير جدا مع سياسي لبناني: كلينتون ستكون صقراً.. وهذا مصير الأسد!


 ميكروسيريا- متابعة:

قال المحامي اللبناني (روجيه أده) رئيس حزب (السلام) إن ” إيران ولي الفقيه تهدف لتحقيق روايات «خرافية» مستندة إلى فهم خاص بها. هي تريد «إشعال فتنة الشام» وحسمها في الكوفة بنصرة «الإمام الخرساني» ومن ثم الزحف وإظهار «المهدي المنتظر»! ”

واعتبر إده أن: “مصير الأسد لا يعني إيران سوى مطية، مؤقتة، وشريك بين عديد من الشركاء في إشعال حرائق «فتنة الشام» لتحقيق أهداف إيران المذهبية “.

ورأى السياسي اللبناني في حوار أدلى به لصحيفة (الجزيرة) السعودية أن سورية “لن تقسم إذا عملت الإدارة الأمريكية التي ستنتخب قريبًا على إنهاء نظام الأسد وتوحيدها مجدداً في نظام اتحادي (كونفدرالي) بين المحافظات”. لكنه لام العرب جميعًا بأنهم لم يدعموا كفاية المعارضة السورية وطلب من تركيا والعالم العربي «مواجهة مشروع إيران ميدانياً على جبهات الفتنة جميعها». فيما رأى أن الحرب في اليمن لن تنتهي قبل أن تنتهي في سوريا.

وفي اعتراف شجاع بأن الدور الروسي هو “مسيحي قيصري” قال إده في حواره المطول: ” الدور الروسي، هو مسيحي، قيصري، لا علاقة له بمشروع ولاية الفقيه، بل إن تدخّله في سوريا هو منسق مع إسرائيل وإدارة أوباما، لتهميش الدور وتعطيل مشروع إيران الفتنوي والمذهبي، الذي لا يعني روسيا بوتين إطلاقًا. إن ما يأمله فلاديمير بوتين هو أن يكون شريكًا في صنع النظام الدولي الجديد على غرار اتفاق سايكس-بيكو البريطاني-الفرنسي الذي مهد لتنظيم عالم ما بعد سقوط الخلافة العثمانية والإمبراطورية الجرمانية النمساوية- المجرية فجر القرن العشرين! وهذا ما يفّسر ثنائي كيري – لافروف! لكن ضعف أوباما وانعزاليته، ومقاومة إيران وتحركها الميداني بقيادة قاسم سليماني، وتردد أوباما في الحسم في سوريا والعراق، أضعفت حظوظ نجاح هذه الثنائية، لكن الفكرة قد تنجح في عهد الرئيس ترامب أو الرئيسة كلينتون، التي قد تكون صقرًا بالمقارنة مع أوباما”.

وذهب (إده) إلى قراءة العلاقات الروسية الأمريكية في المرحلة المقبلة، فقال: ” ضعف الدول الأوروبية المرحلي، وشخصية بوتين الإرادية والقوية تجعل من روسيا شريكًا ثانويًا لأمريكا العهد المقبل، على غرار ما كانت فرنسا الشريك الثانوي لبريطانيا العظمى بعد الحرب العالمية الأولى للقرن المنصرم”.

وردا على سؤال حول “التقسيم المذهبي في سورية” ونقل للسكان في بعض الأماكن الآن تحت أنظار الأمم المتحدة والعالم.. قال السياسي اللبناني ملقيا الضوء على أدوات هذا المشروع وجذوره التاريخية: ” التقسيم وإعادة رسم الخرائط في سوريا ولبنان، هي خطة نظام الأسد البديلة إن عجز عن قمع ثورة الشعب السوري مع حليفه الإيراني وأدواتهما وبرغم التدخل الروسي.. لذا يتحدثون عن «سوريا المفيدة» التي تمتد من ساحل سوريا الشمالي لحماة وحمص ودمشق جنوبًا حتى الحدود الإسرائيلية، وغربًا لضم «الأقضية الأربعة» التي ضمت إلى لبنان الحكم الذاتي في العهد العثماني حين أعلنت دولة «لبنان الكبير» وانتدبت «عصبة الأمم» الدولة الفرنسية، العظمى في حينه، لتأسيسها كدولة – كيان، بحدود معترف بها دوليًا، لا تزال هي نفسها لغاية يومنا هذا.

وتعتمد الخطة التقسيمية هذه على أدوات إيران المعسكرة كحزب الله والتنظيم العسكري العلوي في شمال لبنان، وتنظيم فلسطيني يمده المحور الإيراني – الأسدي بالمال والدعم اللوجستي، والحزب القومي السوري؛ أما حلفاء الأسد وحزب الله مثل ميشال عون وتياره وبعض القيادات الدرزية والسنية المحسوبة في خانة تيار 8 آذار فلن يشاركوا في نظري في مشروع كهذا لأن جمهورهم ينهيهم سياسيًا وينقلب عليهم. لذلك، لا أعتقد أن مشروع التقسيم قابل للتنفيذ لا سوريًا ولا لبنانيًا، لا سيما أن ضخامة اللجوء السوري في لبنان يرجح معادلة القوة ضد أدوات إيران والنظام السوري!

لكنّ هنالك حرصًا روسيًا ودوليًا على حماية الأقليات والمصالح الجيوسياسية، في سوريا ولبنان. لذلك أتوقع أن يكون سايكس-بيكو جديد بعد نهاية عهد أوباما، يؤدي إلى تطبيق القرار الأممي 2254 وإنهاء نظام الأسد، مع الحفاظ على الدولة السورية بحدودها المعترف بها دوليًا، لكن في نظام ديمقراطي، اتحادي (كونفدرالي) بين المحافظات، مع الحد الأدنى من المركزية والحد الأعلى من اللا مركزية”! ودعا روجيه إده العرب إلى دعم المعارضة السورية التي رأى أنها “أهملت عربيا” مذكرا إياهم أن الهجوم أفضل وسيلة للدفاع، وأن ” أفضل دفاع، كان ويبقى الهجوم .. ثم الهجوم.. ثم الحسم مهما كلّف الأمر” وختم بالقوةل: “المعارك التي لا تخاض تخسر سلفًا.