نم يا حبيبي ولا ترفع يديك .. قدمك البوصلة


ماذا بعد وهل من متسع للكلام أو للوجع بل لصرخة تهزّ أركان السماء؟

في حلب ينام الأطفال ويلتحفون جدران بيوتهم، لا سماء في حلب بل حمم تتساقط لا ماء في حلب بل صواريخ وبراميل تفجّر ينابيع دم، لا قصص في حلب غير مقصّ الأيدي والأرجل وكاتم الصوت. لا خبز في حلب غير أرغفة الدم المعجون بالنار والبارود وطحين الأبنية.

في حلب ينام الأطفال على صوت الطائرات ويستيقظون تحت الركام. هذا الطفل لم يجد وسيلة ليقول ما يستحق هذا العالم غير قدم في وجهه البشع والحاقد.

هذا الطفل كأنّه وهو يدافع برأسه ضد جدران الحقد المتهالكة عليه من كل صوب،  يفضح هذا العالم، قدمه التي تنبت بين الركام هي أقدس ما في هذا العالم، هي وردة ونخلة ونخوة وأكثر من شهيد. نَم يا حبيبي نَم، ولا تعطي عينيك المغمضتين لمن خذلوك ولا ترفع يديك، تكفي قدمك لتقول ما يجب قوله، لتشير إلى ما لا نجرؤ أن نصوب نحوه، لتدين من يرفع راية غير راية حلب، لتركل الخانع والمستكين.

يا ابن حلب قدمك أقوى من طائراتهم وأشرف من عمائمهم وأطهر من أطهرهم.  أيّها النائم بجسده المعجون بدم ورماد، دلنا كيف نحيا دلنا كيف نطلع من قبورنا أحياء.
قدمك في قلوبنا حياة وثورة وبوصلة في زمن عاشوراء. يا ابن الحسين لك في حفيد الرسول حصة وله فيك امتداد الحق ومدد عاشوراء.

“جنوبية”