الدبلوماسية تحتضر في حلب..وروسيا ترسل مزيداً من الأسلحة لسورية


ذكرت صحيفة روسية اليوم أن موسكو أرسلت المزيد من الطائرات الحربية إلى سورية لتكثيف حملتها من الغارات الجوية في حين قالت الولايات المتحدة إن الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب هناك باتت "على جهاز الإعاشة" وإن كانت لم تمت.

واحتدم القتال بعد أسبوع من هجوم جديد لنظام الأسد بدعم من روسيا لاستعادة السيطرة على كبرى المدن السورية.

وتجاهلت موسكو وحليفها بشار الأسد وقفاً لإطلاق النار هذا الشهر لشن الهجوم الذي يحتمل أن يكون أكبر المعارك وأكثرها حسماً في الحرب السورية التي تمر بعامها السادس حالياً.

وقال وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" إن موسكو مستعدة لبحث سبل إضافية لتطبيع الوضع في مدينة حلب السورية.

لكنه انتقد في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي "جون كيري" إخفاق واشنطن في الفصل بين الجماعات الإرهابية والمعارضة المعتدلة في سورية مما سمح لما كانت تعرف بـ"جبهة النصرة" بانتهاك الهدنة التي توسطت فيها موسكو وواشنطن.

وجاء الاتصال بعد يوم من إعلان "كيري" أنه لا جدوى من الاستمرار في مزيد من المفاوضات مع روسيا بشأن سورية "في ظل القصف الجاري".

وأوضحت الولايات المتحدة الجمعة أنها لن تنفذ الآن تهديدها الذي أعلنته يوم الأربعاء بوقف الاتصالات الدبلوماسية مع روسيا إذا لم تتخذ موسكو خطوات فورية لوقف العنف.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "مارك تونر" إن الولايات المتحدة لا تزال "على وشك" تعليق الاتصالات الثنائية مع روسيا بشأن سورية. لكنه قال إن هناك أساساً كافياً للمحادثات يجعل واشنطن غير راغبة في الانسحاب منها بعد.

وأضاف في إفادة صحفية أن العملية الدبلوماسية بين البلدين بشأن سورية "على جهاز الإعاشة لكنها لم تمت بعد."

وتتهم الدول الغربية روسيا بارتكاب جرائم حرب قائلة إنها استهدفت عن قصد المدنيين والمستشفيات وشحنات المساعدات في الأيام القليلة الماضية لسحق إرادة 250 ألف شخص محاصرين داخل القطاع المحاصر الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب.

وتقول موسكو والنظام إنهما لا تستهدفان سوى المسلحين. وقتل مئات الأشخاص في القصف وأصيب عدة مئات دون أن تكون هناك إمكانية تذكر للعلاج في المستشفيات التي تفتقر إلى المستلزمات الأساسية.

ويقول سكان إن الغارات الجوية لم يسبق لها مثيل في ضراوتها إذ استخدمت فيها قنابل أثقل وزناً سوت بالأرض مبان على رؤوس أصحابها.

وانضمت روسيا إلى الحرب تحديداً قبل عام مرجحة ميزان القوى لصالح حليفها الأسد الذي يلقى أيضاً دعماً من القوات البرية الإيرانية وفصائل شيعية مسلحة من لبنان والعراق.

وقال الكرملين أمس إنه لا يوجد إطار زمني لعملية روسيا العسكرية في سورية. وقال المتحدث باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف" للصحفيين إن النتيجة الرئيسية لضربات روسيا الجوية في سورية على مدى العام المنصرم هي "عدم وجود الدولة الإسلامية أو القاعدة أو جبهة النصرة الآن في دمشق."

وقال الممثل الخاص لبريطانيا إلى سورية "جاريث بايلي": "أصابت روسيا منذ أول غارة جوية لها على سورية مناطق مدنية وتستخدم على نحو متزايد أسلحة غير دقيقة بما في ذلك الذخائر العنقودية والحارقة".

وتابع: "الواقع يوم في سورية كابوس. فحلب محاصرة من جديد والضرورات الحيوية مثل المياه والوقود والدواء في طريقها للنفاد لمئات الآلاف. البنية الأساسية المدنية بما في ذلك المدارس والمستشفيات تتعرض للهجوم."

وذكرت "إزفستيا" أن عدداً من المقاتلات من طراز (سوخوي-24) و(سوخوي-34) وصلت إلى قاعدة حميميم الجوية.

ونقلت عن مسؤول عسكري قوله "إذا دعت الحاجة ستعزز القوة الجوية خلال ما بين يومين وثلاثة أيام (...) طائرات سوخوي-25 المقرر أن تتجه إلى حميميم اختيرت من وحداتها وأطقمها في حالة الاستعداد بانتظار أوامر القادة."

وسوخوي-25 هي مقاتلة ثنائية المحرك جرى اختبارها في حروب في الثمانينات أثناء الحرب السوفيتية في أفغانستان. ويمكن استخدامها أيضاً لمهاجمة أهداف على الأرض من ارتفاع منخفض أو كقاذفة.

وبعد شهور من الدبلوماسية المكثفة مع روسيا- أجريت برغم تشكك مسؤولين آخرين كبار في الإدارة الأمريكية- توصل "كيري" إلى اتفاق قبل نحو ثلاثة أسابيع بشأن وقف إطلاق النار. لكنه انهار خلال أسبوع وشرعت دمشق وموسكو سريعاً في أحدث تصعيد.

ويعتقد مسؤولون غربيون أن قرار موسكو تجاهل الهدنة يشير إلى اعتقاد الكرملين أن حكومة الأسد قادرة حالياً على تحقيق انتصار حاسم في ساحة المعركة بعد سنوات من الحرب الجامدة في أغلب الأحيان أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتشريد نصف السكان.

ومن بين جماعات المعارضة جماعات تستلهم نهج القاعدة أو ترتبط بها. وساهم الصراع في صعود تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي سيطر على أراض في سورية والعراق.

وتقول روسيا- المتحالفة مع الأسد وأبيه منذ الحرب الباردة- إن السبيل الوحيد لهزيمة التنظيم هو دعم الأسد. وتقول واشنطن وحلفاؤها الأجانب إن يد الأسد ملطخة بالدماء ويجب أن يترك السلطة حتى يتسنى توحيد البلد ضد المتشددين.

وتعارض واشنطن- التي تساعد في تنسيق تسليح جماعات المعارضة بأسلحة من السعودية وغيرها- إرسال صواريخ مضادة للطائرات خشية سقوطها في أيدي المتشددين.

وقال مصدر بالمعارضة السورية المسلحة على اطلاع بتفاصيل الدعم العسكري الأجنبي إن المعارضة تلقت وعوداً بأسلحة جديدة لكن لم تتلق حتى الآن شيئاً ذا تأثير يذكر.

وقال المصدر "إذا لم يعطونا مضادات للطائرات فلا فائدة منهم".



المصدر