‘المرشح لـعمدة العالم: القرب من الناس والاستمرار بالعمل رغم أصعب الظروف وآليته عوامل حاسمة في ترشحي’

1 أكتوبر، 2016

رغداء زيدان ـ خاص السورية نت

رشحت مؤسسة “أفضل عمدة بالعالم” رئيس المجلس المحلي في مدينة حلب المحاصرة بريتا حاج حسن لنيل جائزتها لعام 2016.

وصرح حاج حسن لـ”السورية نت” أن ترشحه لنيل الجائزة “معنوي ومهم جداً لحلب في ظل الظروف التي تعيشها اليوم، ومهم للثورة عموماً حيث تسليط الضوء بشكل غير مسبوق على مؤسسة أنتجتها الثورة، وهو انتصار حقيقي لأنه يقلب المفاهيم كافة بأن الثورة سلاح ومجموعة مسلحين”.

وأضاف حاج حسن بأنه لم يكن عنده أي تفاصيل عن الجهة التي رشحته ولكنه عرف بعد مراسلة موقع المؤسسة المعنية بالجائزة، وهي مؤسسة حيادية لا تتبع أي جهة واسمها مؤسسة أفضل عمدة بالعالم، وأنشئت عام 2003م، وهي تهدف لتسليط الضوء على رؤساء البلديات في جميع أنحاء العالم وتكريم أولئك الذين خدموا مجتمعاتهم بشكل جيد والذين قدموا مساهمات لرفاه مدنهم وطنياً ودولياً.

 

ويتابع حاج حسن حديثه لـ”السورية نت”: من خلال ردهم قالوا إنه “تم ترشيحي للجائزة بناء على اقتراح الكثير من الأشخاص وكانت المؤسسة حاضرة في مؤتمر صحفي لي بفرنسا تكلمت فيه عن المجلس المحلي بحلب من حيث الانتخاب والترشيح وآلية العمل والمهام والتجربة الديمقراطية الموجودة في ظل هذه الظروف الصعبة، والخدمات التي يقدمها المجلس من نظافة وكهرباء ومياه وصرف صحي والاهتمام بالعملية التعليمية والطبية”

وأضاف: “وبعد ذلك عملوا أبحاثاً عن المجلس المحلي بشكل عام وعني بشكل خاص، ضمن معايير صعبة جداً ومعقدة وبعدها تم قبول ترشيحي”.

وبيّن حاج حسن أن عملهم في المجلس هذه الدورة تميز بالنشاط، ولم تنقطع رواتب الموظفين نهائياً خلال هذه الدورة، وكانت أكثر دورة غنية بالمشاريع اللازمة لعمل المجلس لمختلف الاختصاصات بما فيها رفع القدرات والحوكمة. كما تميزت هذه الدورة بالشفافية والتشاركية مع الناس والمساءلة وهذه هي أحد المعايير التي تم الاعتماد عليها في ترشيحه لجائزة عمدة العالم.

وبخصوص عمل المجلس المحلي في حلب قال حاج حسن: “مجلس حلب مجلس منتخب ويتألف من هيئة عامة ممثلة عن 63 مجلس حي وعدد من الفعاليات الثورية والنقابات المهنية مهندسين ومحامين وأطباء وعدد من المستقلين. عدد الأعضاء 25 عضو مجلس مدينة، يتم انتخاب 8 أعضاء منهم للمكتب التنفيذي ورئيس مجلس ونائب رئيس مجلس، ولكل عضو مهام واضحة ومحددة بالإشراف والمتابعة ووضع الخطط اللازمة لعمل الدائرة المشرف عليها، كما يتضمن المجلس 600 موظف ثابت مقسمين على الخدمات التي يقوم بها المجلس”.

وتابع: “هناك عضو مكتب تنفيذي لشؤون الادارة المحلية وهو مشرف على أعمال الخدمات والنظافة، وعمله يضم دائرة صيانة الكهرباء والماء والصرف الصحي والطرق وشعبة رفع الأنقاض، ودائرة النظافة وتضم ست قطاعات موزعة بشكل جغرافي ليخدم كل منها بقعة جغرافية معينة ليغطي كامل القسم المحرر، دائرة الآليات وهي داعمة لكل أعمال المجلس”.

وأضاف: “هناك عضو مكتب تنفيذي لشؤون الموارد البشرية وفيها أيضاً عدة دوائر حيث تقوم بإجراء المسابقات والتعيين والأمور الإدارية من عقوبات وإجازات وتوصيف المهام والملاكات. وهناك عضو مكتب تنفيذي لشؤون الصحة والبيئة، وأعضاء تنفيذيين لمكاتب أخرى خدمية تهم المواطنين”

وفيما يخص أعمال المجلس في هذه الظروف أوضح حاج حسن أن المجلس “يقوم بكافة أعماله وفق خطة طوارئ وضعها سابقاً، وتم إدراج مكاتب استثنائية لم تكن سابقاً، مثل هيئة مختصة بالزراعة وتضم المنظمات والجمعيات ذات الشأن ومشرف من المجلس عبر مكتبه الزراعي. كما توجد هيئة إغاثية عليا كذلك بتشاركية مع المنظمات والجمعيات ذات نفس الاختصاص والدائرة الإغاثية بالمجلس. بالإضافة لهيئة الأفران وهي من أهم الهيئات في ظل القصف والحصار المستمر منذ ثلاثة أشهر بشكل فعلي وهي تقوم بتأمين تشغيل كافة أفران المدينة وايصال الخبز إلى أكثر من 300 ألف شخص في المدينة”.

وأضاف: هناك “هيئة خاصة بالرقابة والأسعار وهي غير فاعلة بشكل جيد لكثرة محتكري المواد وشحها في ظل هذه الظروف. أما أعمال الكهرباء والمياه والصرف الصحي والنظافة وفتح الطرقات ورفع الأنقاض (مع الدفاع المدني) فهي مستمرة ولَم تتوقف”.

وأشار حاج حسن أنه “يوجد تنسيق جيد جداً مع المديريات كالصحة والتربية والدفاع المدني والأحوال المدنية عبر أشخاص مختصين ومكلفين” منوهاً إلى أن “التعليم في ظل هذه الظروف متوقف بسبب القصف الهمجي غير المسبوق ويتم تأجيل البدء به لحين تحسن الظروف علماً أنه تم إجراء امتحانات الشهادات وتصحيح الأوراق الامتحانية وإعلان النتائج وهذه الأعمال تقوم بها مديرية التربية بالتنسيق مع وزارة التربية بالحكومة المؤقتة، ودور المجلس إشرافي”.

وتحدث حاج حسن عن نقطة مهمة جداً وهي “إحداث مكاتب جديدة للمجلس لم تكن موجودة في الدورات السابقة، وهي مكتب شؤون المرأة ويملك مراكز للمشاركة ورفع قدرات المرأة في أكثر من منطقة. ومكتب الإحصاء الذي قدم احصائيات لعمل المجلس وخدمة حلب ككل، حيث بلغ عدد سكان حلب الشرقية بناء على الإحصاء 326480  شخصاً من بينهم 155.48 امرأة، و20 ألف طفل دون السنتين، وهذا مفيد جداً لوضع الخطط وتقديم الاحتياجات”.

وأشار حاج حسن لمكتب الزراعة الذي أُحدث خلال الحصار وهو يعمل حالياً لزراعة كافة الأراضي الفارغة في المدينة وشرفات المنازل والحدائق وممثلات الطرق لمواجهة نقص المواد الغذائية وحصار النظام كون حلب مدينة سكانية تجارية صناعية ولكن في ظل هذه الظروف أصبحت الزراعة ضرورة ملحة.

وأشاد حاج حسن بالصمود غير المسبوق لكادر العمل في المجلس وعده العامل الأساس في النجاح، كما نوه بالعمال الأبطال الذين تحملوا القصف والحصار وحر الصيف وبرد الشتاء ليقوموا بكافة الخدمات.

ترك حاج حسن عمله مع النظام في بداية الثورة، وقام مع رفاقه بإنشاء تجمع للمهندسين معني بإعادة الإعمار ودراسة البنية التحتية، ومن ثم عمل في مجلس المدينة للدورة الأولى كمسؤول مكتب إدارة المشاريع، وفي الدورة الثانية كان نائباً لرئيس المجلس، وبعدها عمل لمدة عام ببرنامج تمكين، وكان مديراً لحلب وريفها في البرنامج، ثم شغل في الدورة الرابعة منصب رئيس مجلس مدينة حلب.

وأكد حاج حسن على أن عمل المجلس ككل والقرب من الناس والاستمرار بتقديم الخدمات رغم أصعب الظروف وألية العمل التي تعامد مبادئ الحوكمة المتمثّلة بالتشاركية والشفافية والمحاسبة ونجاح العلاقة مع المنظمات الدولية والمانحين ونقل التجربة والحديث عنها بشكل واقعي وجيد في المقابلات الرسمية بفرنسا كانت العوامل الحاسمة في ترشيحه لجائزة عمدة العالم.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]