تسجيل مُسرب لـ “كيري” يفضح السيناريو .. الأسد باقٍ ويتمدد !


سعد هائل – ميكروسيريا

ترجم موقع “جنوبية”، ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية “أمس” الجمعة 30 أيلول، وهو أهم ما جاء في “تفريغ صوتي”  مدته 40 دقيقة، يوثق اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأميركي بعدد من “الناشطين” السوريين وذلك بتاريخ 22 أيلول في مقر البعثة الهولندية في الأمم المتحدة.

كيري، يُشير خلال كلامه أنّ الروس هم من لا يحترمون القانون الدولي بعكس القيادة الأمريكية التي تحترمه، كما لفت أنّ عدم اكتراث نظام الأسد سوف يدفع إلى خيارات جديدة وأنّ هناك محادثات تجري منذ أحداث حلب. “مبيناً” أنّ التدخل الأمريكي لتسليح المعارضة أو انخراطها في القتال قد ينعكس سلبياً.

كما أكّد كيري أنّ أمريكا لن تقاتل حزب الله مع تصنيفها له كمنظمة إرهابية، إذ أنّه لا يتآمر ضدها.

اللافت في ما ترجمه “جنوبية”، هو تشديد كيري  على “الحل السياسي والحكومة الانتقالية”، لكن اللافت أكثر، هو اقتراح مشاركة المعارضة في الانتخابات التي سيترشح إليها “بشار الأسد” “بحسب المنشور”، منوهاً أنّها سوف تكون تحت أدق “المعايير” وسوف يتمكن ملايين اللاجئين السوريين المسجلين الذي هربوا منذ بدء الحرب عام 2011 من المشاركة بها، يحسب “تبشير كيري”.

“ميكروسيريا” لن يتساءل عن هؤلاء “الناشطين”على اعتبار أن “الناشط” غالباً هو عمل أو صفة من ليس له عمل أو صفة أصلاً ،  أي باب “ارتزاق” على حساب هذه الثورة ودماء ناسها ، لكن ما قيل “أمامهم” قبل أيام فقط و”نسوا” الحديث فيه أو حوله هو خطير، رغم الإشارة إليه مرات عديدة، إذ يعني أن موسكو وواشنطن بحثا وقررا مصير بشار الأسد، وليس صحيحاً ما تردده موسكو سواء عبر “الكرملين” أو “الخارجية الروسية” من أن مصيره لم يبحث بعد، بل إن الكلام المُسجل والمترجم عن “نيويورك تايمز”، يُعطي تصوراً كاملاً عم جرى ويجري طبخه في جنيف، وهو معروف وتناولته مئات التعليقات والتحليلات، لكن للمرة الأولى يفصح عنه الوزير كيري بهذا الوضوح، وعليه تكون مكونات الطبخة هي ذاتها “رؤية بوتين” حكومة “وحدة وطنية” يرأسها الأسد بدلاً من “هيئة الحكم الانتقالي”، و”الأسد” مرشحاً للانتخابات بدلاً من الإحالة إلى محكمة الجنايات الدولية. بالتالي كل ما يحدث من  سياسة الأرض المحروقة عبر “الصواريخ والقنابل والقذائف” الروسية المحرمة دولياً، هدف تمرير معادلة أن بشار الأسد “باق ويتمدد” على كامل مساحة سورية، أو الأسد ملكاً متوجاً على “سوريا المفيدة”.

لكن وراء هذه الطبخة الفاسدة، التي لا يبدو أنها ستكتمل وسيهنأ “بوتين” بإطعامها للسوريين… ثمة من يلفت النظر إلى أمرين أساسيين:
الأول: أن كيري ومقترحاته وتنازلاتة وتواطؤه، بات ينتمي إلى إدارة أمريكية انتهت صلاحياتها، ولم يعد بإمكانها اتخاذ أي قرار خارج جولات ومحادثات ملء الفراغ الانتخابي.
الثاني: أن كثرة التسريبات والفضائح التي باتت تنشرها الصحافة الأمريكية عن إدارة أوباما، توضح مدى امتعاض الأمريكيين منها.. وأنهم يريدون ان يودوعها بالفضائح واللعنات.. وهو ما يعزز إمكانية حدوث  “انقلاب” في سياسة الادارة القادمة على مخازي أوباما وفضائح كيري.