on
سيلفي والفوسفوري خلفي… عنوان صمود أهالي حلب أمام القصف والحصار
محمد أمين ميرة: المصدر
يتناقل ناشطون سوريون بين الفينة والأخرى، صوراً لدمار وغاراتٍ وصواريخ لم تنفجر، يصر السوريون أن يكسروا من خلالها ألم القصف والحصار بمشاهد ولقطات تؤكد أنهم صامدون رغم كل ما تتعرض له مدينتهم المنكوبة.
تخبئ الصور أوجاع وأحزاناً تفوق طاقات الأهالي، لكن أطفالهم ورجالهم يصرون على الصمود وإرادة الحياة والتحدي رغم كل ما جرى ويجري من مجازر وحملات إبادة جماعية.
بعض تلك اللقطات التي أخذت طريقة السلفي ليس للاستمتاع ولا الاستجمام إنما لإثبات روح التحدي في أخطر مدن العالم، وأظهرت أحد الإعلاميين تحيط به مشاهد الدمار وخلفه السلاح الفوسفوري الذي استخدمه النظام وحلفاؤه بحق أبناء مدينته والذي مازالت آثاره واضحة من خلال اشتعال النيران فيه.
فيما رسمت صورٌ أخرى أملاً لأطفال حملوا هموما وأوجاعاً أكبر من عمرهم، ليضعوا صواريخ النظام تحت أقدامهم، ويؤكدون أن طريق الحرية مهما طال لا بد له من وصول.
ووسط كل لحظات الموت والدماء، تبرز قصص الصمود، في تلك البقعة المكلومة من العالم، لتؤكد تمسك الأهالي بإرادة الحياة، ما يصلح ليكون درساً لبقية النوع البشري في معنى التشبث بالأمل لتحقيق الحلم الذي قامت الثورة السورية من أجله منذ أعوام.
واختصرت صورة الطفل الحلبي عمران دقنيش سابقاً المأساة الانسانية التي تشهدها سوريا وحمام الدم الذي تغرق به مدينة حلب الرازحة تحت قصف همجي لا يرحم حتى براءة الأطفال.
وحسبما يرى كثيرون فإنّ الصور المؤلمة التي تخرج يومياً في الصفحات وشاشات التلفزة والتي تتصدر واجهات الصحافة تحمل عشرات الأسئلة عن صمت العالم مما يجري، وقد يكون أصعبها إلى متى ستصمد مدينة حلب في وجه هذه الهجمة من النظام السوري وحلفاءه؟
وفي الوقت الذي تتكرر به تلك الصور تبقى الآلاف منها لا يسمع بها أحد، ولا تصل إلى وسائل الإعلام، وربما كان أحد أكبر الأخطار التي يخبئها المستقبل أن تضيع هذه الحكايات، ولا تجد من يدوّنها ويحفظها من الضياع.