عامٌ من سفك الدماء… روسيا قتلت 3264 سوريا بينهم 1530 طفل وامرأة


international-syria-support

رصد: المصدر

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الذي يلخص عاماً من التدخل الروسي في سوريا وما نتج عنه من سيل دماء السوريين، حيث قتلت القوات الروسية خلال هذا العام أكثر من 1500 طفل وامرأة، من بين ما يقارب من 3300 سوري قضوا على يد الروس.

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن عام التدخل الروسي قد شهد اتفاقيتين لوقف الأعمال العدائية، وبرعاية روسية، الأولى في 27/ شباط/ 2016 والثانية في 12/ أيلول/ 2016، إلا أنَّ القوات الروسية خرقت بنود الاتفاقيتين.

وبحسب ما ذكر التقرير فقد لوحظ انخفاض في وتيرة الهجمات الروسية بعد الاتفاقية الأولى، استمر قرابة شهر كامل، وبخاصة بعد أن أعلن النظام الروسي في 14/ آذار انسحاب قسم من قواته من سوريا، لكن تلك القوات عادت في نهاية آذار إلى التصعيد تدريجياً، وإلى ارتكاب المجازر وعمليات القصف العشوائي والمتعمد على الأحياء السكنية، لتعود وتيرة القصف تدريجياً إلى ما كانت عليه قبل بيان وقف الأعمال العدائية، ولينهار البيان بشكل كامل في نهاية تموز 2016.

وأضاف فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان “ساندت روسيا النظام السوري منذ اليوم الأول لاندلاع الثورة السورية، إعلاميا ودبلوماسياً وقدمت له أربعة فيتو، الأول منها كان في تشرين الثاني/ 2011 والأخير في عام 2014، منعت إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأمَّنت له حصانة كاملة عن جرائمه ضد الإنسانية التي مارسها بحق الشعب السوري، وغطَّت على جميع انتهاكاته الصارخة لكافة قرارات مجلس الأمن الصادرة عن سوريا بعد عام 2011، لكن جميع ما ذكر في جانب، وبعد 30/ أيلول/ 2015 أمر مختلف تماماً، وذلك عندما هاجمت قواتها البرية والجوية والبحرية الشعب السوري وقتلت ودمرت وارتكبت جرائم حرب، وبناء على حجم الجرائم التي سجلتها الشبكة، فمعظم الشعب السوري يعتبر روسيا عدواً مباشراً، لا يقبل بحال من الأحوال أن تكون في الوقت ذاته راعية لعملية السلام، كما لن تكون مصالحها واستثماراتها بعيدة الأمد في مأمن من الانتقام وردود الأفعال، ما لم تُغير روسيا نهجها بشكل كامل، وتسحب قواتها، وتعتذر عن الجرائم، وتُعوِّض الضحايا وجميع المراكز التي قصفتها”.

شمل التقرير حصاد الهجمات والعمليات العسكرية التي نفذتها قوات يعتقد أنها روسية بين 30/ أيلول/ 2015 حتى 29/ أيلول/ 2016، كما استعرض أبرز الحوادث التي تم توثيقها سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة أو مناطق سيطرة تنظيم داعش.

وثق التقرير مقتل 3264 مدنياً، بينهم 911 طفلاً، و619 سيدة كما سجل ما لا يقل عن 169 مجزرة ارتكبتها قوات يعتقد أنها روسية في المدة التي يغطيها التقرير، وبحسب التقرير فإنه من بين الضحايا 32 شخصاً من الكوادر الطبية، و11 شخصاً من كوادر الدفاع المدني، و12 شخصاً من الكوادر الإعلامية.

ووَرَدَ في التقرير أن ما لا يقل عن 147 هجمة بالذخائر العنقودية تم تسجليها منذ 30/ أيلول/ 2015، 144 منها حصلت في مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة، مقابل 3 هجمات حصلت في مناطق تحت سيطرة تنظيم داعش.

وبحسب التقرير فقد استخدمت قوات يعتقد أنها روسية أسلحة حارقة ما لايقل عن 48 مرة في مختلف المحافظات وقد تركَّز هذا الاستخدام في أشهر حزيران وتموز وآب.

وسجل التقرير ما لا يقل عن 417 مركزاً حيوياً مدنياً تعرضت للاعتداء، 25 منها تعرض للاعتداء أكثر من مرة.

وأكَّد التقرير أن عمليات القصف والتدمير والقتل التي ارتكبتها القوات الروسية أدّت إلى تشريد مئات الآلاف من منازلهم، وتحويلهم إلى نازحين ولاجئين، وقد رصد التقرير تضرُّرَ 59 ألف شخص بشكل مباشر من الهجمات الروسية، في محافظات حلب وحمص وإدلب واللاذقية، استقر بعضهم في مخيمات حدودية أو في قرى تتعرَّض لوتيرة قصف أقل وتم تسجيل عودة بعضهم إلى مدنهم التي نزحوا منها.

كما أكدت الشبكة في تقريرها أن القوات الروسية خرقت بشكل لا يقبل التشكيك قرار مجلس الأمن رقم 2139 وقرار مجلس الأمن رقم 2254، كما خرقت عبر جريمة القتل العمد المادة الثامن من قانون روما الأساسي، ما يُشكل جرائم حرب.

كما أكدت أن القصف قد استهدف أفراداً مدنيين عزل، وبالتالي فإن القوات الروسية انتهكت أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحمي الحق في الحياة. إضافة إلى أنها ارتكبت في ظل نزاع مسلح غير دولي فهي ترقى إلى جريمة حرب، وقد توفرت فيها الأركان كافة.

وطالب التقرير مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعد مرور قرابة عام على القرار 2254 الذي نصَّ بشكل واضح على التوقف الفوري عن أي هجمات موجهة ضد المدنيين والأهداف المدنية في حد ذاتها، بما في ذلك الهجمات ضد المرافق الطبية والعاملين في المجال الطبي، وأي استخدام عشوائي للأسلحة، بما في ذلك من خلال القصف المدفعي والقصف الجوي.

وأوصى بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بما فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه بارتكاب جرائم حرب، وطالب التقرير أيضاً بإحلال الأمن والسلام وتطبيق مبدأ مسؤولية حماية المدنيين، لحفظ أرواح السوريين وتراثهم وفنونهم من الدمار والنهب والتخريب.

وأكد التقرير على ضرورة قيام الحكومة الروسية بفتح تحقيقات في الحوادث الواردة في التقرير، وإطلاع المجتمع السوري على نتائجها، ومحاسبة المتورطين إضافة إلى تعويض كافة المشافي المتضررة وإعادة بنائها وتجهزيها من جديد، وتعويض أسر الضحايا والجرحى كافة.

وشدَّد التقرير على أهمية التوقف التام عن قصف المشافي والأعيان المشمولة بالرعاية والمناطق المدنية واحترام القانون العرفي الإنساني.

شملت توصيات التقرير مطالبة المفوضية السامية بتقديم تقرير إلى مجلس حقوق الإنسان وغيره من هيئات الأمم المتحدة عن هذه الحوادث الضخمة الموثقة ضمنه.

وأخيراً دعا التقرير إلى تطبيق مبدأ مسؤولية الحماية (ICRtoP)، بعد أن تم استنفاذ الخطوات السياسية عبر اتفاقية الجامعة العربية ثم خطة السيد كوفي عنان، وبالتالي لابُدَّ من اللجوء إلى الفصل السابع وتطبيق مبدأ مسؤولية الحماية (R2P)، الذي أقرَّته الجمعية العامة للأمم المتحدة.

385d245869



المصدر