on
في ذكرى التدخل الروسي… الكرملين: لولا روسيا لوصل الإسلاميون لدمشق
إياس العمر: المصدر
منذ بدأت الغارات الجوية الروسية على سوريا في 30 أيلول/سبتمبر من العام المنصرم، روّج المسؤولون الروس أن التدخل يأتي لمحاربة الجماعات “الإرهابية”، بعد فشل التحالف الدولي في محاربة تنظيم “داعش”، كما أن الإعلام الروسي إبان الحملة الجوية بدأ بالترويج لسقوط العاصمة دمشق بيد مقاتلي تنظيم “داعش” المنتشرين جنوبي العاصمة، والحديث بأن الحملة الروسية ستستمر ما بين ثلاثة أو أربعة أشهر.
اليوم، وفي الذكرى السنوية الأولى للتدخل الروسي في سوريا، تناقلت صفحات ومواقع موالية للنظام تصريحات الناطق باسم الكرملين (دميتري بيسكوف)، حيث قال “لولا التدخل العسكري لوصل المقاتلون الإسلاميون إلى دمشق”، ونقلت (دمشق الآن) عن الرئيس الروسي بوتين قوله “لم يحدد سقفناً زمنياً للعملية العسكرية الروسية لمكافحة الإرهاب في سوريا”.
خلال العام المنصرم من التدخل الروسي، كان الاستهداف يتركز على التشكيلات المؤثرة في الثورة السورية، خصوصاً في محيط العاصمة دمشق، وهي تشكيلات متعارف عليها على أنها “معتدلة”، ففي 25 كانون الأول/ديسمبر، استهدفت غارة جوية مقراً لجيش الإسلام في الغوطة الشرقية، مما تسبب بمقتل قائد جيش الإسلام (زهران علوش)، علماً أن جيش الإسلام هو من أبرز التشكيلات الثورية التي منعت تنظيم “داعش” من الوصول إلى مشارف العاصمة، وخاض عشرات المعارك ضده، بينما قدّم الروس الدعم لقوات النظام خلال الحملة على مدينة داريا، والتي أسفرت عن تفريغ المدينة من سكانها وثوارها نهاية شهر آب/أغسطس الماضي، بعد أربعة أعوام من الحصار، علماً أن المدينة لا تضم أي مقاتلين من فصائل إسلامية أو حتى مقاتلين من خارج المدينة.
واستمرت حالة الهدنة خلال العام الماضي بين قوات النظام ومقاتلي تنظيم “داعش” جنوبي العاصمة دمشق، وذلك في سعي النظام لتفريغ محيط العاصمة من تشكيلات الجيش الحر، فقوات النظام ركزت مؤخراً على كل من (معضمية الشام – قدسيا – الهامة).
التدخل الروسي في محافظة حمص لم يختلف كثيرا، فالروس ركزوا على إتمام عمليات التفريغ السكاني، ولا سيما في حي الوعر، وعقب التدخل الروسي بأيام وفي 15 تشرين الأول/أكتوبر من العام المنصرم، اغتال الروس النقيب (رواد الأكسح) أبرز قادة الجيش الحر في ريف حمص الشمالي، وقائد عمليات تير معلة بحمص.
ولم يختلف الحال كثيراً في محافظات حلب وحماة وإدلب ودرعا جنوبا، فخلال عام من التدخل الروسي لم تكن محاربة تنظيم “داعش” من أولويات الروس، بل على العكس، كان الهدف الرئيس هو تفريغ محيط العاصمة والعمل على تأمين خطوط إمداد آمنة للنظام من العاصمة نحو الساحل السوري، بالإضافة لفتح خطوط إمداد جديدة في الجنوب السوري للنظام.