كيف بات الانحطاط الاخلاقي أبرز عامل لتهجير ما تبقى من المسيحيين في دمشق؟


unbenannt

رصد: المصدر

كشف تقريرٌ لقناة (نورسات) اللبنانية والمختصة بشؤون المسيحيين، أن عشرات العائلات المسيحية في دمشق القديمة هاجرت بسبب تحول مناطقهم في الآونة الأخيرة إلى مرتع للمقاهي الليلية والنوادي ومركزًا لانحطاط القيم والسّلوك الأخلاقي.

وقال تقرير القناة إن الطّريق المستقيم، وسط دمشق الذي يتميّز بجمال تراثه وغناه المسيحي الإسلامي، والذي شكل محط أنظار ومركز استقطاب للكثير من السّياح، وتتمركز فيها البطريركيات الثلاث: الروم الأرثوذكس، الروم الملكيين الكاثوليك، السريان الأرثوذكس بالإضافة إلى الكنائس الأخرى التي تتميز بالعراقة والأصالة؛ هذا الطريق أضحى مرتعًا للمقاهي الليلية والنوادي ومركزًا لانحطاط القيم والسّلوك الأخلاقي على مرأى ومسمع الجميع.

كاهن كاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك، مكاريوس قلومة روى قصّة هذه الظّاهرة اللاأخلاقية عبر شاشة “تيلي لوميار ونورسات” ووصفها بالإرهاب الداخلي وبؤرة الفساد قائلًا: ” لقد اضمحلت القيم في هذه المنطقة ولقد اندثرت الحضارة الأثرية العالمية وتحولت الى بؤرة للفساد.

وأضاف: “نحن نعلم أن هناك تهجير مسيحي ممنهج إن كان بشراء اﻷراضي أو البيوت أو الممتلكات، أدى إلى هجرة العديد من الناس إلى دول أكثر أمانًا، لكننا لن نقبل بأن تتهجر البقية الباقية فعل عوامل السكر والفساد بعد أن صمدت وصبرت طوال السنوات الست من عمر اﻷزمة السورية”.

واوضح الأب قلومة، أنه ومع تزايد وتيرة الفساد وسماع الموسيقى الصاخبة حتى ساعات متأخرة من الليل، وإثارة المشاكل بعد حالات السّكر، ما أدى إلى نفور أهالي المنطقة وجعلهم يتوسلون الكنيسة من أجل بيع بيوتهم والمغادرة إلى مناطق أخرى حفاظًا على قيمهم وعائلاتهم. ومن هنا كانت الدعوة إلى الصلاة وإضاءة الشموع في باحة بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك بحارة الزيتون دمشق.

كما تساءل الأب مكاريوس: “بجانب الطّريق المستقيم يوجد شارع يسمى شارع اﻷمين أغلبية وبالقرب منه أيضا يوجد الجامع الأموي ويتميّز بموقعه الجميل ومساحاته الشاسعة فلماذا لم يصار إلى فتح المقاهي والبارات والمطاعم هناك؟”

وختم: باختصار لن نقبل بأن يصبح المقر البطريركي في دمشق إشارة دليل سياحي للوصول إلى النوادي والمقاهي الليلية، وأن يرتبط اسم المقر ببؤرة الفساد”.

وغير بعيد في حي باب توما وسط دمشق أيضاً، كان لتهجير المسيحيين طريقة أخرى، من خلال تحويله إلى خط مواجهة مع كتائب الثوار شرقي دمشق، فكان البديل عنهم الشيعة العابرون للحدود.

في الحي الدمشقي المعروف، ذي الغالبية المسيحة، لاحظ الأهالي حركة مكثفة للإيرانيين (نساء ورجالاً) بدأت منذ أكثر من عامين رغم عدم تواجد أي وجود لمقامات شيعية أو أي شيء يستدعي وجود الإيرانيين والشيعة في ذاك الحي، ما جعل أهالي باب توما المسيحي بحالة حيرة واستغراب حول تنامي وجود الايرانيين في الحي، خاصة وأنهم بشراء المنازل والعقارات هناك.



المصدر