(الشركة الخماسية) بدمشق من منشأة صناعية إلى ثكنة عسكرية
2 أكتوبر، 2016
عدي عودة: المصدر
في إطار الحرب التي يخوضها النظام على شعبه، استخدم كل الوسائل المتاح سخر كامل إمكانيات البلاد لهذه الحرب المفتوحة التي كلفته مليارات الدولارات، ولم يعد تحويب منشأة اقتصادية أو سياحية إلى ثكنةٍ عسكريةٍ بالأمر الذي تفكر فيه قيادة النظام كثيراً، فنقاط تمركز قوات النظام باتت على رأس هرم الأولويات، بغض النظر عن الخسائر.
إحدى ضحايا وزارة الدفاع في حكومة النظام كانت الشركة التجارية الصناعية المتحدة في دمشق والمعروفة باسم “الخماسية” الواقعة شرقي العاصمة والملاصقة لكراج النزول (كراج انطلاق البولمان)، تقع بين كل من حي القابون من جهة المنطقة الصناعية وحي جوبر من جهة طيبة، والتي تبعد عن فرع المخابرات الجوية حوالي كيلومترين كما وتبعد عن ساحة العباسيين وسط العاصمة دمشق نحو كيلومترين أيضاً.
تعد شركة الخماسية من أقدم وأضخم معامل القطن والنسيج في إنتاجها وضخها لباقي المحافظات السورية قبل اندلاع الثورة السورية، وكان يوجد بداخلها استراحة للسياح القادمين والذاهبين من وإلى كراج انطلاق البولمان.
منذ بداية الثورة السورية حولها النظام إلى ثكنة عسكرية تقوم بمداهمة المنازل والأحياء الملاصقة لها حيث كانت تجمع كبيراً لقوات النظام في حال خرج أهالي القابون أو جوبر بمظاهرة تقوم مجموعة منهم بالذهاب إلى مكان التظاهر لقمع المظاهرة.
ويوجد بداخلها أكثر من 40 دبابة وقواعد لصواريخ الفيل والتي يقوم النظام بها بقصف مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية إضافة إلى عشرات العساكر وضباط النظام بشكل مكثف بعد سيطرة قوات النظام على المنطقة الصناعية لحي القابون في منتصف عام 2013 حيث تكثف قوات النظام من دباباتها وعناصرها في هذه الشركة خوفاً من تقدم ثوار القابون وجوبر نحو العاصمة دمشق، وكراج انطلاق البولمان المجاور متوقف منذ سنتين خلال المعارك الحاصلة في المنطقة.
وعند سيطرة قوات النظام على المنطقة الصناعية لحي القابون منتصف عام 2013 قام النظام رغم الدمار في المنطقة بهدم كافة المنازل والمحالات التجارية في المنطقة حيث قام بهدم نحو 1200 محلٍ تجاريٍ و800 منزل بالجرافات بحجة أن النظام يريد تنظيم المنطقة، في حين كان القصد هو كشف أماكن تمركز الثوار ورصد تحركاتهم من بعيد.
ويدعي إعلام النظام أن الشركة الخماسية مؤخراً ما زالت مستمرة في إنتاجها بصنع القطن والنسيج بالرغم من ان المعارك مستمرة حوالي المنطقة، ومنذ ثلاثة سنوات لم تتوقف من جهة حي جوبر.
بانوراما حرب تشرين
أيضاً عند مدخل مدينة دمشق في أقصى الشرق تقع بانوراما حرب تشرين التحريرية بتصميم بنائي مستلهم من فن العمارة التي تبدو في قلاعنا العربية. ووسط حديقة كبيرة مساحتها حوالي/62700/متر مربع يقع تمثال برونزي لحافظ الأسد بلباسهِ العسكري وهو يضم لوحة بطول 125 متراً وعرض 14، تمثل المعركة التي تمت في تشرين الأول 1973 في منطقة الجولان، وأقيم المرصد عام 1998 بهدف توثيق حرب تشرين، وكان الاهالي والسياح يقبلون عليها قبيل انطلاق الثورة السورية للتنزه فيها، أما الآن باتت منطقة عسكرية “ممنوع الاقتراب والتصوير”.
ويوجد في داخلها عددٌ من الدبابات والطائرات الأثرية، وخلال سنوات الحرب تمركزت بداخلها أكثر من ستة دبابات وعدة قواعد لراجمات الصورايخ وعدد من الاليات العسكرية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، والتي يقوم النظام بها بقصف الأحياء المجاورة لها كحيي القابون وجوبر وباقي بلدات الغوطة الشرقية.
وباتت “البانوراما” التي شيدت على أساس أنها معلم سياحي، ثكنةً عسكريةً لتخزين أسلحة النظام، وتقوم بإرسال مؤازراتها إلى جبهات حي جوبر لأنها تعد ثاني أقرب نقطة عسكرية لقوات النظام عن حي جوبر من جهة كراجات حلب.
[sociallocker]
[/sociallocker]