(سانا) تحجب نسختها العربية عن معظم أنحاء العالم


%d9%83%d9%84%d9%86%d8%a7-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%a1-%d8%b3%d8%a7%d9%86%d8%a7

معتصم الطويل: المصدر

أقدمت وكالة أنباء النظام الرسمية (سانا) على حجب النسخة العربية منها عن الظهور في معظم أنحاء العالم، في حين أبقت على نسخها الأخرى ببقية اللغات متاحة للمتابعين في معظم الدول.

قرار الوكالة غير المعلن بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، حين بدأت النسخة العربية تختفي تدريجياً في بلدان عدة، فقد رصدت “المصدر” حجب الوكالة في معظم الدول الأوربية، وأكد متابعينا في ألمانيا وتركيا ورومانيا عدم مقدرتهم على تصفح موقع الوكالة.

كما أكد متابعي “المصدر” في الصين وهونغ كونغ أيضاً أنهم لم يعد بإمكانهم الوصول إلى النسخة العربية للوكالة، وبقي بإمكانهم الوصول إلى النسخة باللغة الإنكليزية وغيرها من اللغات، ما يؤكد ان الوكالة ذاتها هي التي تمنع الوصول إلى موقعها وليس سلطات الدول المذكورة.

وفي المقابل، وفي الولايات المتحدة، ما زال بإمكان القاطنين هناك تصفح موقع الوكالة بجميع اللغات.

وتبث الوكالة الرسمية أخبارها باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والروسية والإسبانية والتركية والفارسية والعبرية.

وتركز النسخة العربية من (سانا)، والتي تأخذ الحيز الأكبر، على الأخبار المحلية والتطورات الميدانية، وأيضاً ما يجري داخل أجهزة النظام من مراسيم تشريعية وقرارات وزارية. في حين تركز نسخها ببقية اللغات على تطورات الموقف الدولي تجاه الوضع في سوريا، من وجهة نظر النظام.

ويقول مراقبون إن حجب النسخة العربية عن الظهور في معظم الدول هو اعتراف ضمني من قبل إدارتها بعدم مهنية ما يكتب باللغة العربية، وتورد الوكالة عشرات الأخبار يومياً عن (الانتصارات) المزعومة، التي يحققها الجيش العربي السوري على الأرض في سوريا، وكل متابع للوكالة يعتقد أن قوات النظام سيطرت خلال أعوام الصراع في سوريا على مساحةٍ تبلغ أضعاف مساحة سوريا بمرات.

وفي المقابل، تنشر الوكالة اتهامات يومية بتجاوزات من قبل كتائب الثوار أو من تسميهم “الإرهابيين”، معظمها مبالغٌ فيه بدرجة غير مقبولة، في الوقت الذي تغطي فيه أهم وسائل الإعلام العالمية كلّ شاردة وواردة تجري في البلاد.

مبالغاتٌ أخرى تنشرها الوكالة حول أعداد من يسلمون أنفسهم من المطلوبين لأجهزة النظام، وتنشر الوكالة أرقاماً يومية بالعشرات، وأحياناً بالمئات، ومع هذا العدد اليومي يكون عدد المطلوبين للنظام الذي سلموا أنفسهم يومياً لأجهزة الامن من رتبة الملايين.

كلّ هذه المبالغات والأخبار الكاذبة التي تبثها تستهدف فيه جمهور الموالين للنظام، الذين يمكن أن يقتنعوا بكل ما يقال على وسائل إعلامه، أما إتاحة هذا المحتوى للجمهور عامةً خارج البلاد، والذين يتابعون ما يجري من خلال وسائل إعلامٍ أخرى، يجعلهم يدركون مدى المبالغات التي تبثها الوكالة، لذا لم تفضل إدارة الوكالة الوصول إليهم باللغة العربية.

في حين تحرص الوكالة في نسختها الإنكليزية مثلاُ على بثّ الأخبار المحلية التي تتمتع بدرجة جيدة من الدقة والموضوعية، وهي بطبيعة الحال لا تشكل سوى نسبة 20 في المئة من إجمالي الأخبار المنشورة باللغة العربية، ولذا فهي ما زالت متاحة للمتابعين من معظم أنحاء العالم.

%d8%a8%d8%af%d9%88%d9%86-%d8%b9%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%86



المصدر