on
طائرات الرّوس تحرق ريف إدلب بالفوسفور في ذكرى تدخلهم
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
ودّع أهالي معرّة النعمان ضحاياهم بعد غارات طائرة حربية روسية على المدينة، مع نهاية يوم الثلاثين من شهر أيلول/سبتمبر، بعد يوم طويل من الغارات الجوية الروسية على ريف إدلب، شملت العديد من المناطق، كان بينها غارات بقنابل فوسفورية.
إنه ليس معرضاً للطائرات الحربية الروسية وهي تجوب السماء، وليس موعداً للكرنفال السنوي في روسيا، إنها سماء سوريا وسماء ريف إدلب، حيث يستيقظ المدنيون باكراً في ريف إدلب على أصوات عدّة طائرات حربيّة، إنه موعد يعلمه السوريون جيداً، وهو اليوم الذي دخلت فيه طائرات حربية روسية إلى جانب قوات النظام وطائراته.
رحلة البحث عن “الإرهابيين” من الأطفال والنساء في سوريا، لم تنته في عام واحد، فقد قتلت الطائرات الحربية الروسية خلال عام /3291/ مدنياً، ومن بينهم 911 طفلاً و619 امرأة، وذلك حسب إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، كما دمّرت مئات المؤسّسات الإنسانية والخدمية، وشهدت مدن كبرى في سوريا نزوحاً شبه كامل بسبب الغارات الجوية الروسية.
ويوم أمس، وفي ريف إدلب، أحيت الطائرات الحربية الروسيّة الذكرى الأولى لدخولها أجواء سوريا بعشرات الغارات الجويّة، وكان الجديد في هذه الغارات عدّة غارات بالقنابل الفوسفورية الحارقة، واستهدفت الغارات الروسية مدن وبلدات (سراقب وخان شيخون ومعرة النعمان والتمانعة والسكيك والركايا والمردم وعابدين وتلعاس).
وفي حديث لـ “المصدر”، قال الناشط الإعلامي عبد القادر البكري: “لقد شهدنا اليوم تصعيداً كبيراً بالغارات الجوية على ريف إدلب، وتم استهدف العديد من المناطق بالقنابل الفوسفورية، وتم تسجيل أكثر من عشرة غارات جوية على بلدة التمانعة لوحدها، وكان قسم من الغارات الجوية الروسية بالقنابل الفوسفورية الحارقة”.
وشهد أمس تصعيداً كبيراً في الغارات الجويّة الروسيّة، حيث كانت تحلّق عدّة طائرات حربية روسيّة في آن واحد في سماء محافظة إدلب، بالإضافة إلى طائرات النظام الحربيّة، فشوهدت في سماء المنطقة طائرات حربية بأشكال مختلفة وبأحجام مختلفة، فكانت الكبيرة والصغيرة، وكانت البيضاء والزرقاء والسوداء، وزادت الغارات الجوية على ثلاثين غارة، وكان القسم الأكبر منها بالقنابل الفوسفورية، بحسب “البكري”.
وقال المرصد العسكري “أبو عبدو محردة” لـ “المصدر”: “تزامنت الغارات الجوية الروسية مع تشويش على القبضات اللاسلكية من قبل طائرة استطلاع روسية كانت تحلق في ريف إدلب، وأيضاً كان معها تشويش من قبل الشبيحة في المناطق الموالية للنظام في ريف حماة، على القبضات اللاسلكية”.
ويزداد الوضع في سوريا تعقيداً يوماً بعد يوم، وتزداد معه آلام السّوريين، ومع دخول العام الثاني للتدخل الروسي في سرويا، واستباحة دماء السوريين من أكبر دول العالم، ينتظر السّوريون اليوم الذي تغيب فيه صوت الطائرات، وتغيب عنهم مناظر الدماء.