المدنيون يدفعون ضريبة تدمير الجسور بدير الزور


%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%8a%d8%af%d9%81%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b6%d8%b1%d9%8a%d8%a8%d8%a9-%d8%aa%d8%af%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b3%d9%88%d8%b1-%d8%a8%d8%af

نصر القاسم: المصدر

تضرر الأهالي في ريف دير الزور بشكل كبير جراء استهداف طائرات التحالف الدولي للعديد من الجسور الحيوية في ريف دير الزور الشرقي خلال شهر أيلول/سبتمبر المنصرم، والذي أدى على خروجها عن الخدمة.

ومن تلك الجسور (جسر العشارة – جسر الميادين – جسر بقرص الزراعي – جسر الشيخاني – جسر الرمادي – جسر الصالحية – جسر العباس) وغيرها من الجسور التي تم استهدافها في وقت سابق.

وأدى خروج هذه الجسور عن الخدمة إلى جمود اقتصادي، وشلل في الحركة البشرية، وانقطاع شبه تام لحركة المواصلات، بعد فصل الريف الشمالي وقسمه إلى قسمين، خط الشامية وخط الجزيرة، وانقطاع جزء منه عن مدينة دير الزور.

وأكد أحد تجار مدينة الميادين بريف دير الزور، لـ “المصدر” أن أسواق الميادين باتت شبه خالية من البضائع والسلع التجارية والمنتجات، إضافة إلى جمود كبير في الحركة، وخلو الأسواق من المستهلكين، حيث يعتمد سوق الميادين التجاري في عملية الشراء والبيع على أبناء القرى المجاورة، كقرى (الطيانة – الشنان – وغرانيج – وهجين)، وكثير من أهالي القرى الأخرى.

كما تسبب خروج الجسور عن الخدمة بتوقف عمل أكثر وسائل المواصلات والسفر، وأصبحت كراجات مدن الميادين والبوكمال والعشارة بريف دير الزور خالية من الزبائن، حيث يصعب السفر بشكل مباشر، فللسفر من مدينة دير الزور إلى الميادين يجب السفر إلى مدينة الرقة أو منطقة الشولا، ثم العودة عن طريق ترابي من قرية الشولا إلى حقل التيم، ثم إلى قرى وبلدات خط الشامية، للوصول أخير الى مدينة الميادين.

ويتنقل الأهالي بين قرى خط الشامية وقرى خط الجزيرة عن طريق سفن للعبور إلى الضفة الثانية، مستخدمين معابر بلدة موحسن أو المريعية أو البوعمر أو عن طريق معابر مائية من جهة خط الجزيرة، كمعبر قرية خشام الواصل بقرية الطابية شامية.

وتشكل تلك المعابر المائية خطراً كبيراً على حياة المدنيين لقرب معابر الشامية من مطار دير الزور العسكري، وسهولة إصابته بقذائف الهاون، كما أن بعض السفن غرقت بسبب حمولتها الزائدة، وازدياد عددها والتصادم فيما بينها.

ويدفع الأهالي مبالغ مالية للتنقل المائي عن طريق السفن، حيث يتم اقتطاع مبلغ 100 ليرة على الشخص الواحد، وعلى الدراجة النارية 200 ليرة، وعلى نقل السيارة مبلغ 5000 ليرة سورية، وكل ذلك يعود لحساب تنظيم “داعش”، فالتنظيم لم ولن يتضرر من استهداف الجسور، فهو يستطيع التنقل بين العراق وسوريا عن طريق البادية مستفيداً أيضاً مما يجنيه من نقل المدنيين عبر السفن، وذلك بفرض ضرائب على أصحاب تلك السفن، أما الخاسر الوحيد في تدمير الجسور فهم المدنيون أبناء دير الزور.

ومع حلول فصل الشتاء وارتفاع مستوى مياه نهر الفرات وفيضانه، والأمطار الغزيرة، سيعزز كل ذلك من معاناة الأهالي، ويتسبب بشلل تام في ريف دير الزور الشرقي.



المصدر