on
بدايتها الشّلل ونهايتها الموت… متلازمة (غيلان باريه) تنتشر بريف إدلب
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
مع البراميل المتفجرة والموت والدّمار في سوريا، وإضافة إلى آلام وأحزان لم يجد السوريون مكاناً لها، يأخذ الموت شكلاً أخر هذه المرّة، حيث ينتشر في ريف إدلب مرض جديد بدايته جائحة عابرة، ولا يلبث حتى يتحول إلى مرض عصبي خطير، ينتهي بالموت.
وهذا المرض يدعى (متلازمة غيلان باريه)، والذي تم اكتشافه مع تسجيل بعض الحالات في ريف اللاذقية والتي انتهت بالوفاة، وتبعها تسجيل حالات مماثلة في ريف إدلب، منذ نهاية شهر آب/أغسطس الماضي، وتمّت معاينة الحالات من قبل أطباء مختصّين، والذين قاولوا إن سبب المرض مجهول، وقد يكون سببه جرثومي أو نقص مناعة.
وسجلت 16 حالة في ريف إدلب حتى الآن، ويتم تحويل المرضى إلى مستشفيات مختصة، بسبب غياب العلاج لهذا المرض، في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام.
وشخّص الأطباء هذا المرض بأنه عصبي يصيب جميع الخلايا العصبية في الجسم، ويصيب جميع الفئات العمرية، ولكن يزداد تأثيره على الأطفال، ويؤدي إلى شلل في الأجزاء المصابة من الجسم، ومن ثم ينتشر ليشمل كافة أعضاء الجسم، وينتهي بالموت في أغلب الحالات.
وفي حديث لـ “المصدر”، قال الطبيب “محمد السّعيد”: “المرض العصبي الجديد (متلازمة غيلان باريه) هو اعتلال عصبي متعدّد مكتسب متناظر، يصيب الجذور العصبية ويصيب كل الأعمار، ويزداد حدوثه عند الأطفال، ويبدأ المرض على مستوى الجذور العصبية، ثم يمتد إلى الأعصاب المحيطة.
وعن أعراض المرض، قال الطبيب “السّعيد”: “يبدأ المرض باضطراب حسّي خفيف في رؤوس أباخس الأصابع، ثم يليه ضعف عضلي صاعد يصيب العضلات، ويبدأ المرض خلال ساعات ويتطوّر خلال أسابيع، ويليه فقدان القدرة على المشي، وضعف في الوظيفة التنفّسية”.
ويتم تحويل المرضى المصابين بالمرض العصبي الجديد (متلازمة غيلان باريه) إلى تركيا، وجزء من المصابين يتم تحويلهم إلى مناطق ضمن سيطرة النظام، في مستشفيات العاصمة دمشق، على الرغم من خطورة الذّهاب إليها، وتكاليف العلاج المرتفعة، والتي تصل لآلاف الدولارات.
وفي ظلّ الحروب تكثر المحن، حيث تعاني المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام من غياب الرّعاية الصحية الكاملة، بسبب عدم وجود الأجهزة الطّبية الحديثة، ونقص في الأطبّاء الاختصاصيين والخبرات الطبّية، وغياب الأدوية الفعّالة.