سوريا تباد على مرأى ومسمع العالم: رسالة من العاملين في المنظمات والشركات المنفذة للبرامج الأمريكية والبريطانية والأوروبية
سوريا تباد على مرأى ومسمع العالم: رسالة من العاملين في المنظمات والشركات المنفذة للبرامج الأمريكية والبريطانية والأوروبية
السيد باراك اوباما، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
السيد فرانسوا هولاند، رئيس الجمهورية الفرنسية
السيدة تيريزا ماي، رئيسة وزراء المملكة المتحدة
السيدة أنجيلا ميركل, مستشارة ألمانيا
السيد جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية
السيد دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي
السيد جون كيري، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية
السيد جان مارك ايرولت، وزير خارجية الجمهورية الفرنسية
السيد بوريس جونسون، وزير خارجية المملكة المتحدة
السيد فرانك ولتر شتاينمير, وزير خارجية ألمانيا
السيدة فيديريكا موغيريني، الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي
منذ بضعة أشهر قمنا نحن، السوريون العاملون داخل وخارج سوريا في المنظمات والشركات المنفذة للبرامج الأمريكية والبريطانية والأوروبية، بتوقيع رسالة تضمنت تحذيراً حول الخطر الذي طرأ على برامجنا جراء تصاعد ضربات نظام الأسد والضربات الروسية. منذ ذلك الحين وحتى الآن، خرج الوضع في سوريا عن السيطرة بالتزامن مع زيادة طفيفة فقط في نبرة التحذيرات المتخاذلة الصادرة عن ما يسمى أصدقاء سوريا. خلال نفس الفترة حوصرت مدينة حلب التي تأوي أكثر من ثلاثمائة ألف نسمة مرتين من قبل نظام الأسد مما أدى إلى تدهور غير مسبوق على صعيد الأمن الغذائي والطاقة. بدءاً من الأسبوع الماضي، أطلق نظام الأسد مدعوماً بحليفه الروسي حملة جوية بربرية جديدة على مدينة حلب أسقطت، وما تزال، عدداً غير مسبوقاً من القذائف التي تضمنت مؤخراً صواريخ ارتجاجية من شأنها أن تجعل الملاجئ تحت الأرض أماكن غير آمنة. أكثر من مائة مدني يقتلون بشكل يومي وسطياً في مدينة حلب المحاصرة لوحدها! خرج أكبر مشفيان في المدينة عن الخدمة جراء القصف خلال اليومين الماضيين.
وبالمثل، ألهبت حرائق النظام وحليفه الروسي كل من ادلب ودير الزور ودرعا وريف دمشق نتيجةً لاستخدام أسلحة النابالم والأسلحة الفوسفورية المحرمة دولياً، مع الاستمرار باستخدام الأسلحة الكيماوية في أكثر من مكان في سوريا. كما وسع النظام نطاق حملة التطهير السياسي من خلال ممارسات التهجير القسري وإفراغ مدن كاملة من سكانها كما حدث مؤخراً في داريا في ريف دمشق، ويحدث حالياً في الوعر في حمص.
لا يمكن لبرامجنا أن تستمر بالعمل منكرةً الواقع الذي تشهده سوريا والسياسات الفاشلة التي يتبعها “أصدقاء سوريا”. في الوقت الذي نسعى به، كسوريين، للتحكم بمستقبلنا، أضحت سوريا مكاناً للحرب بالوكالة، وأضحينا نحن بالكاد متفرجين بينما يقوم المجتمع الدولي بتقرير مصائرنا تحت شعار “منطق القوة” السائد.
إن برامجنا لا تبشر بالكثير إذا لم تقترن بتحركات سياسية وعسكرية من شأنها أن تحمي المدنيين، وتضمن مكانة المجتمع المدني السوري ونظم الحوكمة المحلية في سوريا المستقبل. في حقيقة الأمر، قامت منظمات المجتمع المدني السورية بتعليق نشاطاتها فعلاً في مدينة حلب بسبب هجمات النظام و حلفائه الروس عليها والتي تدمر مراكزها وتقتل طواقمها. خلال اجتماعاتنا مع كبار المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين والأوربيين، تم إعلامنا بأنه لن تحدث أية تغييرات على السياسة تجاه سوريا قبل استلام الإدارة الأمريكية الجديدة زمام الحكم. نتساءل هنا ما الذي سيبقى من سوريا ومن السوريين من أجل حمايتهم ودعمهم بالبرامج حتى ذلك الحين؟
لا تكفي كلمات التقريع العلني ضد النظام و روسيا كما لم تكن كافية في أي وقت، ومن دون استخدام القوة فنحن في طريق محتوم نحو الهلاك. خلال الخمسة أعوام الماضية لم يتوقف النظام والروس عن ممارسة وحشيتهم -وبشكل مؤقت- إلا عند التلويح باستخدام القوة، كما هو الحال عندما صدرت تهديدات بقصف أهداف للنظام عقب استخدامه للسلاح الكيماوي عام 2013، أوعندما تم التهديد بإسقاط المساعدات الانسانية على داريا والتي أثمرت عن دخول أول قافلة مساعدات لداريا بعد حصار دام لخمس سنوات.
ولكي نستمر في عملنا، يتوجب علينا حماية شركاءنا من القصف الجوي إما عن طريق فرض حظر جوي، أو منطقة خالية من القصف، أو من خلال الصواريخ المضادة للطيران. لا نطلب، ولم نطلب مسبقاً، بتدخل بري. كل ما نطلبه هو الحماية من الموت و الدمار الذي يهطل علينا من السماء. يجب أن تكون السماء خالية من طيرانهم.
يتوجب علينا أيضاً أن نكسر الحصار المفروض على مدينة حلب و بشكل فوري وإلا سنشهد سيربرينيتشا جديدة و مجازر تنال من مئات الآلاف و ليس ثمانية آلاف فقط.
لا يمكن أن يكون هناك سوريا مستقبلية مع وجود نظام الأسد. أظهرت لنا السنوات الخمس الماضية مراراً وتكراراً أن سوريا الأسد هي سورية الخالية من المجمتع المدني ونظم الحوكمة المحلية. سوريا الأسد لن تكون سوى أنقاض، لن تكون سوى بلد خالية من سكانها و مسوّاة بالأرض. في الحقيقة فإن نظام الأسد يقوم بالتلاعب بالقوانين والمعاهدات الدولية للسماح للمزيد من المعتدين بالدخول إلى سوريا، كما هي الحال بالنسبة لروسيا وايران، هادفاً إلى قتل المزيد من المدنيين السوريين وتدمير المزيد مقدّراتهم. قامت روسيا بتصنيف كل من يُنظر له على أنه من معارضة النظام تحت خانة الإرهاب، يتضمن ذلك الأبطال من أصحاب الخوذ البيضاء، لتبرير محوهم عن الوجود. في النهاية٬ فإن نظام الأسد يقوم بتحقيق وعده للسوريين وللعالم، الأسد أو نحرق البلد.
لا يمكن الوصول إلى سوريا المستقبل بوساطة روسية، روسيا التي تعتبر طرف معتد فعال وثاني أكبر القاتلين لمدنيي سوريا بعد نظام الأسد.
بالنسبة لنا، فإن عملنا ليس بالعمل التقليدي النمطي، أوالمؤقت ريثما تصبح خططنا البديلة جاهزة للهجرة إلى أوربا. فالقضية تتعلق بأرواحنا وطموحاتنا و مستقبلنا و وطننا. فإذا لم يكن هناك نية لدى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا للتحرك وإنهاء هذا الكابوس الذي يسمم حياتنا اليومية، فإننا نطلب منهم الانسحاب من سوريا وإنهاء مهزلة مفاوضات الحل السياسي ووقف إطلاق النار. دعوا السوريين دون أن توهموم بأن عملنا هذا سيحقق، يوماً ما، مرادنا ببناء بلد تعددي، أو بأن من نعتقد أنهم أصدقاؤنا سيتحركون فور مناشدتنا لهم.
30/09/2016
وٌقِّعَت من قبل 181 سوري/ة يعملون في البرامج الممولة من قبل: وزارة الخارجية الأمريكية, USAID, FCO, DFID, ECHO, EU, Aid Resilience and Stabilization, وزارة الخارجية الدنماركية, وزارة الخارجية الفرنسية, وزارة الخارجية الألمانية, وزارة الخارجية السويدية, وزارة الخارجية الهولندية.