إعلان تدريس القرآن في إسبانيا يثير ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي
4 أكتوبر، 2016
في سابقة لها، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مواقع وزارة التربية والتعليم في إسبانيا، قوانين عمل جديدة أحدثت ضجة كبيرة على كل صفحات الفيس بوك وعلى التويتر أيضا لدى الكثير من الإسبان ومن العرب المقيمين في إسبانيا وخاصة الجالية المغربية الكبيرة جدا اذ قررت الحكومة الإسبانية مع بداية العام الدراسي الجديد 2017 تخصيص مادة يومية لتدريس القرآن للطلاب المسلمين في كل مدارسها الموزعة على كافة المدن الإسبانية في المرحلتين الأولى والثانية من التدريس، بالإضافة إلى مرحلة السنتين اللتين تسبقا الصف الأول، ونشرت هذا القرار على موقع الوزارة بالتفصيل، إذ أعلنت وزارة التربية في الأسبوع الماضي أنها ستقوم بتخيير الطلبة المسلمين بمدارسها لتعلم القرآن على أساس فهم معتدل وبعيد عن أفكار التطرف التي تروجها التنظيمات المتشددة، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة التربية والتعليم أنه سيتم تخصيص ساعة يومياً لدراسة الدين الإسلامي في كل المراحل الدراسية المجانية في إسبانيا.
ستقوم وزارة التربية الإسبانية بتخيير الطلبة المسلمين في مدارسها لتعلم القرآن على أساس فهم معتدل وبعيد عن أفكار التطرف التي تروجها التنظيمات المتشددة
وقد نشرت الحكومة الإسبانية بالتعاون مع وزارة التربية دليلا لتلك الحصص الممولة بشكل كامل من قبل الدولة الإسبانية للمدارس الابتدائية والإعدادية ولسنتي الروضة، أي أن تدريس القرآن سيبدأ من عمر الأربع سنوات للطالب المسلم في إسبانيا، طبعا إذا أراد أهله ذلك.
ونقلا عن صحيفة إكسبرس البريطانية، فإن تلك المناهج ستدعو للاعتراف بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم لكل الأنبياء والمرسلين، وأن القرآن هداية لكل العالمين.
يذكر أنه مع بداية عام 2005، بدأت الحكومة الإسبانية بتدريس الدين الإسلامي بعدد من المدارس في المدن الإسبانية الكبرى، في إطار “قانون الإصلاح التربوي” الذي سنته الحكومة الاشتراكية الجديدة في 2004.
وقد كان ذاك القانون يقضي باعتماد تدريس الدين الإسلامي في المدارس الإسبانية في المدن التي تشهد وجودا مكثفا للأقلية المسلمة، ومن أهمها برشلونة والعاصمة مدريد، إضافة إلى إقليم الأندلس كاملاً، والذي يشهد وجوداً كبيراً للمهاجرين المسلمين، أغلبهم مغاربة. علما أن المنهج التعليمي حول الإسلام الذي كان قد تم اعتماده في عام 2004 لم يكن يتعدى في البداية دروسا بسيطة للتعريف بالإسلام وأركانه العامة، باعتبار أن الدروس ستلقى على جميع التلاميذ وليس المسلمين فحسب.
ولم يثر حينها مضمون ذلك المنهج جدلاً يذكر بين الحكومة الاشتراكية وهيئة اتحاد المنظمات الإسلامية في إسبانيا، حيث اتفق الطرفان على أن يكون التعريف بالإسلام ومبادئه الأساسية هو محور هذا المنهج. كما أن المنظمات الإسلامية في إسبانيا كانت تركز جهودها على محو الأفكار السيئة المسبقة التي توجد لدى عدد كبير من الإسبان حول الإسلام.
ولكن الكثيرين الآن يعتبرون أن القرار الإسباني الجديد هو ردة فعل ذكية على امتصاص التوتر الحاصل بعد التفجيرات الأوربية من خلال الإشراف على شكل تدريس الدين وسحب البساط من تحت أقدام المدارس الإسلامية المتشددة الخاصة التي بدأت تنتشر في البلاد، والتي هي في أغلبها عبارة عن أماكن عبادة يتم فيها تدريس القرآن واللغة العربية، والتي سيتم إقفالها كلها لاحقا، مما يجعلها تتخوف من عواقب ذلك مستقبلا على أجيال المهاجرين، خصوصا أن شبح تفجيرات باريس وبلجيكا وألمانيا الأخيرة جعل المسؤولين الإسبان يحاولون احتواء المهاجرين بدلا من مطارتهم والتضييق عليهم، في حين يرى آخرون أن هذا قد يزيد من عزلة الإسلامين المقيمين في إسبانيا، وربما يزيد من خطر التحول لخلايا إرهابية، وهذا ما أثار الجدل الكبير في الأوساط الإعلامية والتربوية، وما جعل وزارة التربية ترفق مفصلا كاملا حول وجهة نظرها وحول ساعات التدريس وكيفية ونوعية التدريس التي سوف تكون خاضعة لمراقبة كاملة لكل صفحات المنهاج ولكل الآيات التي سوف تدرس ضمن هذه الساعات الخاصة.
وقد لاقت هذه الخطوة ترحيباً كبيراً جداً من الجالية العربية المقيمة في إسبانيا، وخاصة الجالية المغربية الكبيرة، بالإضافة إلى ترحيب من اللاجئين السوريين المسلمين الموجودين الآن في إسبانيا.
[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]