بروباغندا التصنيع العسكري الإيراني .. الكذب على المكشوف


ميكروسيريا – آلما عمران

فيما تحرص إيران على تأكيد أهمية ما تصفه “إنجازات” كبيرة في مجال الصناعات العسكرية إلى درجة أن منتجاتها من الصواريخ المضادة للجو وطائراتها المسيرة تضاهي الروسية والأمريكية.فإن المحللين لا يرون فيها أكثر من كونها “مبالغات” للاستهلاك المحلي.

أخر تصريحات “البروباغندا” الإيرانية، جاءت على لسان قائد مقر الدفاع الجوي في الجيش الايراني العميد “فرزاد إسماعيلي”، إذ أعلن السبت الماضي أن مدى منظومة صواريخ “باور 373” للدفاع الجوي محلية الصنع، يتعدى مدى صواريخ “إس 300” الروسية 1.5 مرة. في حين وصف قائد سلاح الجو في الحرس الثوري العميد “حاجي زادة” منتجاً حربياً إيرانياً آخر  بـ “الأحدث” في العالم، وهي طائرة “صاعقة” رغم أنها مستنسخة عن الطائرات الأمريكية “RQ-170” إلا أن العميد “حاجي” أصر على اعتبارها أحدث الطائرات المسيرة “من دون طيار” في العالم.

المثير أكثر أن المسؤول الإيراني،يعتبر  أن بلاده استناداً إلى هذا “الإنجاز” صارت بمثابة “القرين” للولايات المتحدة في صناعة الطائرات المسيرة الخفية.

لم يكن العميد “حاجي زادة” هو الوحيد الذي أطلق هذه الإدعاء المكشوف، حيث سبقه إلى ذلك عام 2013 الرئيس الإيراني آنذاك محمود أحمدي نجاد، حين صنف “مقاتلة” القاهر F – 313 الخفية التي كانت أعلنت عنها طهران في حينه بأنها من الطائرات الأكثر تقدما في العالم. فيما أوردت “مجلة المصلحة” الأمريكية في  تقرير نشرته خلال العام الجاري  أن “استعراض طهران لما عدته طائرة شبح عام 2013 قوبل بالسخرية من خبراء الدفاع وشؤون الطيران في جميع أنحاء العالم”.

وأشار التقرير الأمريكي إلى أنه في الوقت الذي كانت تصر فيه إيران على أن مشروعها حقيقي وأن المقاتلة حلقت بالفعل، عد الجميع تقريبا خارج حدود إيران ذلك، بحسب المجلة، عرضا هزلياً،

أضاف تقرير المجلة أن “مشروع الطائرة الشبح غريبة المظهر التي “تزعم الحكومة الإيرانية أنها متفوقة على الـ F – 22 والـ F – 35 الأمريكيتين، وأنها ستصبح جاهزة في المستقبل القريب، قد اختفى منذ ذلك الحين”.

المجلة، كشفت عن سبب اختفاء هذا المشروع من الوجود بالقول “إن مشروع القاهر ” F – 313 ” ما هو سوى تزييف غير متقن، وكان واضحاً حتى وقت عرض “القاهر” أول مرة أن النموذج لم يكن أكثر من حيلة دعائية سيئة التنفيذ هندسياً وهي للاستهلاك المحلي”.

وبينت المجلة، أنه “يتضح على الفور حتى بعد فحص سريع لصور وأشرطة فيديو الطائرة العديدة التي توصف بأنها مزودة بمقطع راداري عرضي صغير جداً، بأن التصميم غير جدي وهو في أحسن الأحوال “نموذج اختباري مصغر”، والمقطع العرضي الرداري، الذي أشارت إلية المجلة  مهمته إخفاء الطائرات والسفن عن الرادارات، ويجعل انعكاسها صغيراً جداً، بحيث تبدو الطائرات المقاتلة بحجم عصفور.

كما لفت التقرير إلى أن هيكل الطائرة ضئيل، ولا يبدو أن هناك مجالا لأجهزة الطيران الإلكترونية ولا للوقود، ناهيك عن الأسلحة، بحسب تعبير المجلة.

لم يقتصر تقرير المجلة على تلك الملاحظات حيث شكك  بوجود محرك مثبت بجسم الطائرة الإيرانية المذكورة من أساسه، وذلك لعدم وجود فوهة الحرارة ومدخلين صغيرين للهواء، إذ لفت التقرير إلى أن قمرة القيادة بدت هي الأخرى صغيرة جداً بالنسبة للطيار، إضافة إلى  “الرؤية” تكون سيئة نظراً  للمواد المستخدمة في صناعهتا والتي أعلنت إيران عنها.

 المجلة وصلت إلى حد التشكيك، بعدم وجود أجهزة تحكم وسيطرة أو فجوات أسلحة داخلية بهيكل الطائرة الإيرانية المسماة “بالشبح”، مؤكدة من أن تصميم طائرة الشبح أكثر تعقيداً من تمتعه بأشكال ذات رصد منخفض، بل يعتمد على مواد علمية مطورة لسطح الطائرة ولطلائها، بالإضافة إلى الحاجة إلى أدوات تحليلية متقدمة لتشكيل الحواجز الداخلية وغيرها في الهيكل.

ما استنتجه مجلة “المصلحة القومية” الأمريكية، لخصته بنفيها وجود شواهد توحي بأن إيران أتقنت بالفعل تصنيع وإنتاج مثل هذه التقنيات الحديثة والمتقدمة جداً.