on
بعد فقده عائلته… طفلٌ حلبيٌ يبحث عن حضنٍ دافئٍ ولا مجيب
محمد أمين ميرة: المصدر
تتوالى المشاهد الإنسانية المؤلمة القادمة من حلب المحاصرة، مع ارتفاع حدة القصف من طيران النظام وحلفائه على المناطق السكنية، تزامناً مع محاولة قوات النظام اقتحام الأحياء المحاصرة.
آخر تلك اللقطات تسجيل مصور لطفلٍ صغير قتل جميع أفراد عائلته بقصف طائرات النظام لمنزل عائلته في حلب المحاصرة، تشبّث بالممرض الذي حاول علاجه ورفض الابتعاد عنه، ذارفاً دموعاً ممزوجة بالحيرة والحرقة والخوف، باحثاً عن الأمان.
وأظهر التسجيل، الدماء على وجه الصبي الصغير، الذي أصيب بصدمة، وشعر بذعر كبير مما حدث لعائلته، فتمسك بالممرض بحثاً عن حضن دافئ ينسيه ولو قليلاً قساوة هذا العالم، عالم يعاقبه لأنه رضيع صغير لا حول له ولا قوة.
ونقلت الجمعية الطبية الأميركية السورية “SAMS“، عن الممرض السوري وصفه ما يجري في حلب خلال علاجه للطفل قائلاً: “مدينتنا في طي النسيان، لقد تخلى العالم عنك يا حلب، لم نعد نستطيع وصف المعاناة، خاصة حين يتشبث بك طفل يرفض التخلي عنك خلال علاجه من هول الصدمة التي تعرض لها”.
وفي الوقت الذي تتكرر فيه اللقطات المأساوية لأطفال حلب، لا تبدوا صور عمران أول ولا آخر القضايا التي تهز العالم أجمع، لكنها ربما تؤكد أن المجتمع الدولي، يرصد ما يريد ويسلط الضوء على ما يشاء مشاهدته، بحسب أحد المتابعين لخبر الطفل ويدعى “زكوان بج”، مضيفاً في منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “عندما يخرج طفل صغير من بين الركام الذي خلفته الطائرات الروسية في حلب، ويرفع إصبعيه بعلامة النصر، ندرك جميعاً أن القرار هو قرار أطفال سورية المستقبل”.
ويرى الناشط الإعلامي “عمر أبو الجود”، في حديثٍ لـ “المصدر”، أنّ “الجميع اعتاد على أصوات القصف والرعب والحرب، ولاسيما الأطفال منهم، فأصبحت هذه الأشياء لدى الأطفال أشياء اعتيادية يومية، فتشاهد بعد كل غارة جوية وبعد كل برميل متفجر خروج الأطفال لكي يلعبوا ويمرحوا، فمهما كثر القصف الحياة ستستمر”.
ويعيش أطفال حلب أوضاعا سيئة، بعد إغلاق بعض المدارس ومراكز الدعم النفسي أبوابها، نتيجة للغارات السورية والروسية التي تستهدف الأماكن الحيوية في المدينة، ولكن رغم قسوة الحرب التي تطحن رُحاها عظامهم وتقتل آباءهم وتفرق جموع عائلاتهم، يبقى لدى أطفال حلب قليلٌ من الأمل، يتبخر بالكاد مع وصل الحلول السياسية والدولية إلى نفق مسدود.