سياسة واشنطن وإطالة عمر نظام الأسد على حساب مأساة السوريين!!
4 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
لعل الكثير من السوريين باتوا على يقين بأن واشنطن أسهمت إلى حد كبير في إطالة عمر الأسد ونظامه، وفي إطالة أمد المعاناة السورية.
وبدأت مؤخرا تعلو أصوات المعارضة السورية صراحة متهمة واشنطن بمحاباة نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين على حساب معاناة الشعب السوري.
ومن تلك الأصوات كان المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية “رياض حجاب”، الذي اتّهم واشنطن صراحة باتخاذها موقفا مترددا حيال سوريا، ومحاباة الإيرانيين والروس على حساب المعاناة السورية.
وقالت مصادر أمريكية مطلعة على كيفية إدارة اوباما للملف السوري، إنّ واشنطن ضغطت على دول خليجية كي لا تقوم بتزويد المعارضة السورية بمضاد الطيران، وذلك إرضاء لموسكو.
وسرّبت صحيفة ذا ديلي بيست الأمريكية فضيحة مفادها بأنّ واشنطن كانت على علم مسبق بغارات سيشنها نظام الأسد على مراكز الدفاع المدني المعارض في حلب، لكنها لم تفعل شيئا يحول دون ذلك، وهو حال مستمرّة منذ اندلاع الثورة السورية.
الإدارة الامريكية ترفض، وفق مصادر تركية، إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري؛ في الوقت الذي تمنع فيه طائرات الأسد من التحليق فوق الأماكن التي يسيطر عليها حلفاء واشنطن من الأكراد.
وقالت الكاتبة والصحفية، نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “سميرة مسالمة”، في حديث لـ”صدى الشام”، أنّ سياسة واشنطن أسهمت في إطالة عمر الأسد ونظامه وفي إطالة معاناة السوريين، أوّلا بميوعتها إزاء التعاطي مع بيان جنيف، وثانياً بتسامحها مع مجازر النظام، لا سيّما معركة الكيماوي، وثالثا بتراجعها عن قصة أنّه على الأسد أن يرحل، ورابعا بعدم سماحها بقيام منطقة آمنة أو فرض حظر جوي، وخامسا بتغاضيها عن التدخل المباشر لإيران وروسيا إضافة لحزب الله اللبناني.
وحول تزويد المعارضة بالسلاح النوعي، قالت مسالمة: “إن تزويد المعارضة بالسلاح لا يكفي لإنهاء المعركة، ربما يسهم بالدفاع عن النفس، لكن كل الدول تتعمد عدم الحسم بالسلاح لأي طرف كان”، مضيفة “القصة ليست سلاح ولا جنود على الأرض كما تفعل إيران، ولا قصف بالطيران كما تفعل روسيا، القصة بفرض وقف القصف ووقف القتل وإراقة الدم، والقصة تكمن في وقف تدخل إيران وروسيا”.
وأكّدت مسالمة على وجوب أن يكون هناك “قرار دولي بوقف قصف النظام والروس وإيران على الشعب السوري، فالسلاح ضرورة لاستمرار الصراع، وهم لن يقدموا سلاحا لحسم المعركة ولكن فقط لاستمرارها، لذلك الحسم الحقيقي اليوم يكون بقرار دولي يوقف العدوان على الشعب السوري ويجبر النظام على حل سياسي عادل”.
وقال الناشط البارز في الثورة السورية “خالد أبو صلاح” لـ”صدى الشام”، إنّ “الاستراتيجية الأمريكية عمدت منذ البداية لتحويل الثورة في سوريا إلى صراع، ومن ثم إدارة هذا الصراع. فكانت مواقفها في بداية الحراك السلمي تشجيعية لاستمرار الحراك سيما بعد زيارة السفير الأمريكي فورد لمدينة حماة بتاريخ ٨/٧/٢٠١١، والتي تحمل رسالة ضمنية واضحة لتشجيع الناس وطمأنتهم على أن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لن يسمح للأسد بقمع الانتفاضة بوحشية أو استخدام الأسلحة الثقيلة لقتل الناس. من ثم تركت السوريين لمصريهم ومنعت عنهم أسباب الدعم الحقيقية لإنهاء النظام، سيما الأسلحة النوعية التي وافقت عدة دول على منحها للسوريين فووجهت بمعارضة أمريكية شديدة”.
وأضاف أبو صلاح: “الموقف الأمريكي هو موقف براغماتي بحت ينطلق من المصالح الأمريكية، والسبيل الوحيد لتغييره هي بلورة مشروع وطني يمتلك رؤية واضحة لخلاص سوريا، يضم الفصائل العسكرية والقوى السياسية. عندها تتغير المعادلة السورية بشكل جذري، ووقتها يتغير الموقف الأمريكي لأننا سنصبح القوة الأكبر في سوريا ومن مصلحة جميع الدول التعامل والتفاهم معها”.
وقال الناطق باسم حركة تحرير الوطن المعارضة للنظام “صهيب العلي” لـ”صدى الشام”: “إنّ مهمّة الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما كانت تمديد عمر النظام من خلال التصريحات الرنانة والتهرّب من وعوده بدعم الجيش الحر، ورعاية التغيير الديمغرافي من خلال تهجير أصحاب الأرض”.
وأكّد العلي أنّ الحل الرئيسي للرد على سياسة أوباما يكون بتقديم أسلحة نوعية للجيش الحر، وأهمّها مضاد طيران، من أجل أن يكون هناك توازن عسكري ليكون هناك حل سياسي حقيقي، منوها إلى أنّ “الجيش الحر ليس مجرما حتى يهاجم المدنيين إن كان في الساحل أو غير الساحل”.
وشدد العلي على أنّ “النظام مجرم حرب وقد قامت روسيا بانتشاله من موت محتوم، بضوء أخضر أمريكي”، منوها إلى أنّ “جميع ما يحصل الآن من قتل للمدنيين هو برعاية أمريكية دولية، ولو كانت أمريكا صادقة لقامت بحظر الطيران فوق سورية كما فعل التحالف فوق مناطق الكرد”.
ورأى العلي بأن أمريكا تستخدم الملف سوريا لتمرير مصالحها الشخصية مع إيران من أجل النووي، ومع روسيا من أجل القرم، حيث باتت سوريا كالكعكة التي يريدون تقاسمها.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد صرّح بأنه على علم بالانتقادات التي توجه لسياسة إدارته في الملف السوري، منوها إلى أنّه لا يمكن فعل شيء في ظل عدم قدوم جميع الفاعلين إلى طاولة الحوار واستمرار الحرب، مشددا على أنه لن يقوم بإرسال قوات برية إلى سوريا.
[sociallocker] [/sociallocker]