أدنى مستوى للإسترليني منذ 31 سنة


واصل الجنيه الإسترليني هبوطه أمس مسجلاً أدنى مستوياته في 31 سنة أمام الدولار، في مؤشر إلى قلق المستثمرين منذ الإعلان أخيراً عن إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وسجلت العملة البريطانية 1.2762 جنيه للدولار، ما يعد أدنى مستوياتها منذ العام 1985، كما سجلت أدنى مستوياتها في أكثر من 3 سنوات أمام العملة الأوروبية الموحدة، إذ بلغت 87.76 بنس لليورو.

ويدل تدهور الجنيه، الذي بدأ منذ مطلع الأسبوع، على تجدد المخاوف حول قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي بعدما أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنها تريد تفعيل آلية الخروج من الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية آذار (مارس) المقبل. وأثار خطابها مخاوف لدى المستثمرين من «خروج قاس من الاتحاد الأوروبي»، أي من دون تسوية مع بروكسيل، ما قد يشكل أسوأ سيناريو لأوساط الأعمال مع احتمال خسارة احتمال الوصول إلى السوق الموحدة.

وكان وزير المال البريطاني فيليب هاموند حذر من «اضطرابات» مقبلة، مؤكداً أن على البريطانيين أن يتوقعوا ذلك أثناء عملية التفاوض على الخروج من الاتحاد الأوروبي. وأكدت ماي في خطاب أن تفعيل آلية الخروج من الاتحاد سيتم بحلول نهاية آذار المقبل، ما يضع بريطانيا على طريق الخروج مطلع عام 2019، ويفتح الطريق أمام مفاوضات مؤلمة بين لندن وشركائها في الاتحاد الأوروبي. وأشارت إلى استعداد البلاد للخروج من الاتحاد لضمان ضبط دخول المهاجرين إلى أراضيها من دول الكتلة الأوروبية.

من جهة أخرى، أعلن متعاملون أن البنك المركزي المصري أبقى على سعر الجنيه مستقراً أمام الدولار في العرض الدوري الذي طرحه أمس لبيع 120 مليون دولار. وجاء استقرار سعر الجنيه في السوق الرسمية بعدما قفزت الاحتياطات الأجنبية للبلاد 3.028 بليون دولار خلال أيلول (سبتمبر) الماضي إلى 19.582 بليون دولار، في وقت تشهد مصر فورة تكهنات محمومة بتعويم وشيك للجنيه.

ويعمد البنك المركزي إلى ترشيد احتياطاته الدولارية من خلال مبيعات أسبوعية منتظمة ليحافظ على الجنيه قوياً في شكل مصطنع عند 8.78 جنيه في مقابل الدولار. ويشهد الجنيه هبوطاً مطرداً في السوق السوداء، حيث قال متعاملون إنهم باعوا الدولار بأسعار في نطاق 13.80-14 جنيهاً، مقارنة بـ 13.10 الأسبوع الماضي.

وتتصاعد الضغوط على «المركزي» المصري لخفض قيمة العملة، في وقت تسعى مصر جاهدة إلى إنعاش الاقتصاد الذي تضرر من اضطرابات سياسية وأمنية أدت إلى عزوف السياح والمستثمرين الأجانب، وهما مصدران مهمان للعملة الصعبة. ويرى خبراء اقتصاد أن لا مفر من خفض قيمة الجنيه، لكن التوقيت هو العامل المهم لتقليص الأثر التضخمي، خصوصاً بعد فرض ضريبة القيمة المضافة الشهر الماضي.

وهبط سعر الذهب إلى أدنى مستوياته في أكثر من أسبوعين أمس مع صعود الدولار، بعد نشر بيانات اقتصادية إيجابية في الولايات المتحدة. وانخفض الذهب 0.3 في المئة في التعاملات الفورية إلى 1307.70 دولار للأونصة، بعدما سجل 1307.15 دولار، وهو أدنى مستوياته منذ 16 أيلول الماضي. وتراجع سعر المعدن الأصفر في العقود الأميركية الآجلة 0.2 في المئة إلى 1310.70 دولار. وانخفض سعر الفضة إلى 18.68 دولار، والبلاتين إلى 996.95 دولار، والبلاديوم إلى 709.10 دولار.



صدى الشام