‘“أكويفا” طبيبة ثائرة تُقلق روسيا العظمى و”قيصرها”’
5 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
عماد أبو سعيد – ميكروسيريا
أمينة أكويفا “34” عاماً، طبيبة لكنها ثورية أيضاً، وفوقها زوجة “أدم عثمايف” أحد المتهمين بمحاولة اغتيال الرئيس الروسي فلايمير بوتين.
أمينة هذه، التي أكملت دراسة الطب في جامعة “أوديسا” بـ “أوكرانيا”ولدت بنفس المدينة، بيد أنها “شيشانية” الأصل، كما زوجها، وليست أقل منه إثارة للقلق الروسي.
لم تكن الطبيبة الثائرة معروفة، قبل اندلاع أحداث “الميدان الأوروبي” في أوكرانيا، والتي أسقطت الرئيس الأوكراني “فيكتور يانكوفيتش” عام 2014.
وبحسب “روسيا اليوم” فإن أول ظهور لـ “أكويفا” كان في أحداث “كييف”، إذ عكفت هناك على تطبيب المصابين والجرحى في الصدامات التي وقعت بين المتظاهرين والشرطة، عدا عن إثارة حماس المتظاهرين، إلى درجة “صارت
تلتقطها عدسات الكاميرات في كل صدام واشتباك عنيف في كييف بما يعزز صورتها مناضلة فاعلة في جميع الساحات” على حد تعبير “روسيا اليوم”، التي أضافت بأن أمينة “لم تتوقف عند هذا الحد من “الكفاح”، حيث خرجت إلى جنوب شرق أوكرانيا في إطار ما كتيبة “كييف-2” التطوعية التابعة للداخلية الأوكرانية، كم صار الحجاب علامتها الفارقة إلى جانب بندقية “كلاشنكوف” الآلية والبزة العسكرية، ولم تعد تفارق صورتها ومشاهدها شاشات التلفاز ووسائل الإعلام الأوكرانية”.
هذا النشاط لـ أمينة “الأوكرانية – الشيشانية، عزز فكرة أن “كفاح أوكرانيا من أجل مستقبل أوروبي يحمل طابعاً متعدد القوميات والديانات، ولا يقتصر على الأوكرانيين”، الأمر الذي يسبب صداعاً للقيصر بوتين.
ما بعد أحداث “الميدان الأوروبي” في كييف، استمرت “أكويفا” في نشاطها ، لكن ضد روسيا وقيادتها بشكل مباشر هذه المرة، حيث أصبحت أشهر من نار على علم في ساحات ومواقع التواصل الاجتماعي تكرس معظم وقتها في مناهضة روسيا، وتكشف مسؤوليتها عن سوء الأوضاع في أوكرانيا، نتيجة التدخل الروسي المتواصل في شؤونها الداخلية.
ولعل أكثر ما يزعج السلطات الروسية هو توقعاتها المستندة إلى التحليل السياسي، بانهيار روسيا وتفككها في المستقبل القريب، لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، وتحت ضغط العقوبات الاقتصادية الأوروبية والأمريكية المفروضة عليها.
“أمينة” تراهن على أن تشديد العقوبات الاقتصادية، من شأنه أن يدفع بأقاليم “الاتحاد الروسي”، إلى الانفصال عنه الواحد تلو الآخر، بما فيها “القرم” التي ستكون أول من يتراجع عن قراره بالانفصال عن “اوكرانيا”.
كما تتوقع الناشطة والطبيبة، أن جمهوريات شمال القوقاز ومنها “داغستان وأوستيا والشيشان” وغيرها ستطالب بدورها بالانفصال عن “روسيا”، تتبعها الأقاليم والكيانات الأخرى”. بيد أنها دائماً ما تبدي تعاطفها مع المواطنين الروس، وما يعانوه من قيود، وكمّ للأفواه، وانتهاك للحريات.
لا تزال “أمينة” رغم فشلها في دخول البرلمان الأوكراني، تعتبر مناضلة على مستوى “أوكرانيا”، بل تعززت شعبيتها من جديد حين اختارت العودة إلى شرق أوكرانيا، للعمل تحت شعار “مجد أوكرانيا”، وتعاود نشاطها كجندية في صفوف كتيبة “البوابة الذهبية”وهو ما يلقى تأييداً وترحيباً كبيرين بين الأوكرانيين، خصوصاً أنها تعسكر منذ شهر آب/ أغسطس /2014، في منطقة “لوهانسك”، التي يسيطر الانفصاليون على أجزاء واسعة فيها.
تقول “أكويفا”، في حوار نشره موقع أوكرانيا برس:( مشاركتي في الحرب واجب وطني وديني، فروسيا اعتدت على دولتنا الآمنة أوكرانيا، واعتدت قبلها على دول القوقاز جميعاً، ولهذا سأبقى في مكاني، كما كانت الصحابيات يقمن بدور دعم الجيش .. سأقاتل وأعالج الجرجى ما استطاعت).
يُذكر أن أمينة، ولدت في مدينة “أوديسا” الأوكرانية لأبوين شيشانيين، ثم انتقلا في مرحلة لاحقة من طفولتها إلى موسكو، قبل أن يعودا بها بعد فترة قصيرة التي لم يستقرا فيها لأمد طويل، إلى وطنهما الأم في الشيشان.
لكن مع بدء اجتياح الجيش الروسي الشيشان، في الحرب الثانية، غادرت أمينة بلادها عائدة إلى “أوديسا” حيث ولدت، حيث أنهت دراستها في كلية الطب هناك، كما تزوجت الشيشاني آدم عثمايف الذي سجن في حبس أوكرانيا مدة سنتين وتسعة أشهر، بتهمة التخطيط لاغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.