روسيا لأميركا: من غير الممكن مكافحة الإرهاب في سورية بدونكم


قال ديميتري بيسكوف الناطق باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) اليوم الأربعاء، أنه من غير الممكن "مكافحة الإرهاب بشكل فعّال في سورية دون التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية".

وجاءت تصريحات بيسكوف في مؤتمر صحفي عقده في مقر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو، حيث أعرب خلاله عن استعداد بلاده للتعاون مع واشنطن في هذا الخصوص قائلاً: "نحن مستعدون للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، لأننا نعتقد بأنه من غير الممكن مكافحة الإرهاب بشكل فعّال في سورية دون التعاون معها، لكن المشكلة التي تعترض هذا التعاون تكمن لدى شركائنا الأمريكيين".

ورداً على سؤال حول ما إذا كان التعاون بين موسكو وواشنطن سيبدأ مجدداً حيال الملف السوري، أجاب بيسكوف بالقول، إنّ هذا السؤال يجب أن يُطرح على شركائنا في الولايات المتحدة الأمريكية.

من جانب آخر أوضح كونستانتين كوساجيف رئيس لجنة العلاقات الدولية في البرلمان الروسي في تصريحات صحفية، أنّ بلاده ستنسحب من سورية بعد إحلال القانون والنظام فيها.

 وأردف قائلاً: "لن نتدخل في الشؤون الداخلية لسورية مطلقاً، وروسيا ستنسحب من سورية فور استتباب القانون والنظام فيها".

وتشكك المعارضة السورية في نية روسيا سحب قواتها من سورية، إذ يعتزم البرلمان الروسي بحث مسألة بقاء دائم للقوات في سورية.

وعززت موسكو شكوك المعارضة بعدما قالت ببداية حملتها العسكرية إن مهمتها في سورية ستمتد بين 3 إلى 4 أشهر، لتعلن بعد ذلك أنه ما من مدة محددة لتلك المهمة.

وكانت واشنطن قد أعلنت، الاثنين الفائت، تعليق المشاركة في المباحثات الثنائية مع موسكو  حول سورية، بعد أن هدد وزير الخارجية الأمريكي، الأسبوع الماضي، نظيره الروسي، سيرغي لافروف، بوقف الولايات المتحدة تعاونها مع موسكو بخصوص الأوضاع في سورية، إذا لم توقف روسيا ونظام بشار الأسد فوراً غاراتهما على مدينة حلب شمالي البلاد، والعودة إلى وقف الأعمال العدائية.

وفي 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، توصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين، وبعد صموده 7 أيام يبدأ التنسيق التام بين الولايات المتحدة وروسيا في قتال تنظيم  "الدولة الإسلامية" وجبهة "فتح الشام"، وشملت الأهداف الأولية للاتفاق السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.

ومنذ إعلان النظام انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام، تشنّ قواته ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

وتعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حصاراً برياً من قبل قوات النظام ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من شهر، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية، ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني موجودين فيها.




المصدر