on
(الخوذ البيضاء) على رأس القائمة… من ينال (نوبل) للسلام؟
رصد: المصدر
ينتظر العالم يوم الجمعة (7 أكتوبر/تشرين الأول) الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، وليس الغريب فقط في ترشيحات جائزة نوبل للسلام لعام 2016 ضخامة عدد المرشحين ولكن الغريب أن من بين المرشحين المحتملين من هو يخشى من تبعات الفوز وأضراره علي مستقبله السياسي.
ماما ميركل كما يلقبها اللاجئون أو المستشارة أنجيلا ميركل في مسماها الرسمي تخشى من الفوز بجائزة نوبل التي يتهافت عليها السياسيون في كل مكان حسب تقرير موسع لصحيفة الغارديان البريطانية حاول التكهن بمن سيفوز بالجائزة، بحسب “هافينغتون بوست عربي”.
الطريف أن ميركل تتنافس رغماً عن إرادتها مع مجموعة من المنقذين السوريين والبابا فرنسيس ومجموعة من سكان الجزر اليونانيين.
حسب التقرير فإنه تم ترشيح عدد قياسي من الأشخاص والمنظمات هذا العام للفوز بجائزة نوبل للسلام عن عام 2016 . إذ تضم قائمة المتنافسين 376 مرشحاً، منهم 228 فرداً و148 منظمة.
دائماً ما يكون اختيار الفائزين بجائزة نوبل أمراً محاطاً بالسرية، ولا يتم الإعلان عن أسماء المرشحين الخاسرين إلا بعد مرور خمسين عاماً على إعلان الفائز بالجائزة، مما يجعل التنبوء بالفائز أمراً صعباً، ولكن الكتاب بصحيفة الغارديان يعتقدون أن المرشحين التاليين يمتلكون فرصةً أكبر في الفوز.
منظمة أصحاب الخوذ البيضاء السورية
خلال الخمس سنوات الأخيرة من الحرب في سوريا، كان أصحاب الخوذ البيضاء –وهم مجموعة من عمال الإنقاذ المتطوعين– يهرعون باتجاه القنابل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا، وذلك لإنقاذ عشرات الآلاف من الأشخاص –في بعض التقديرات تمكنوا من إنقاذ 60 ألف شخص حتى الآن– من بين الحطام وساحات القتال.
لم يكن هناك مؤخراً مكانٌ في العالم أكثر خطورة من سوريا للقيام بأعمال الإنقاذ، مما يصعب مهمة أصحاب الخوذ البيضاء كونهم المستجيب الأول في معظم الوقت. ولهذا خسرت صفوفهم –والتي تتكون من مواطني الطبقة الوسطى بسوريا قبل الحرب– حوالي 160 فرداً، قُتِلَ معظمهم بسبب طائرات النظام التي تعود لاستهداف المباني التي قصفتها مرة أخرى.
هم أول من يستجيب في حالة حدوث أية ضربات جوية، تراهم يبحثون بين الأنقاض، يحملون الموتى والمصابين، ويرتدون خوذاتهم البيضاء التي جاء منها اسمهم. شعارهم في هذا الصراع المدمر بسوريا هو “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جميعاً”.
يمثل أصحاب الخوذ البيضاء إحدى علامات الأمل النادرة في حرب مدمرة وقاسية ومليئة باليأس. وأشادت بهم أوروبا ومناطق الثوار في سوريا كمثال على التعاون المجتمعي والتعايش، وأيضاً كمثال للنجاح.
في المقابل كانت الهجمات الروسية وهجمات النظام السوري على المراكز الطبية تحاول أن تحرم المصابين من الرعاية اللازمة، إلا أن أصحاب الخوذ البيضاء تحدوا ذلك، موفرين الراحة والرعاية اللازمين في أماكن لم يستطع غيرهم فيها فعل ذلك.
نتيجة لمجهوداتهم، أصبح أصحاب الخوذ البيضاء هدفاً عسكرياً ثميناً بالنسبة للقوات الموالية للنظام السوري، والتي دائماً ما تهاجم عربات الإسعاف فور وصولها لمواقع الغارات الجوية. ولكن هذه التهديدات لم تكن رادعاً بالنسبة لأصحاب الخوذ البيضاء، فبالنسبة لهم كان هذا دافعاً أكبر ليستمروا في عملهم.
أنغيلا ميركل.. لماذا تخشى الفوز؟
فوز المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بجائزة نوبل للسلام سيمثل عبئاً شديداً عليها. فعندما كانت إحدى المرشحين الأقوياء للحصول على جائزة نوبل للسلام عام 2015 على ضوء سياسة الأبواب المفتوحة التي اتخذتها بخصوص اللاجئين، كانت هناك معارضة شديدة لفوزها بالجائزة داخل ألمانيا، إذ كان يظن 73% من المواطنين بألمانيا طبقاً لإحدى الاستفتاءات أنها لا تستحق الجائزة.
ويظن البعض أن ميركل نفسها ارتاحت لعدم حصولها على الجائزة، لاعتقادها أن جائزة كتلك ستؤثر على عملها بالمستشارية.
وما زالت النخب بألمانيا تدرس ما إن كان المسار الذي قادت ميركل ألمانيا فيه هو المسار الصحيح، وإن شعر جمهور الناخبين في ألمانيا قبل الانتخابات القادمة أن المجتمع الدولي يضغط من أجل إعادة انتخاب ميركل فإن أمراً كذلك سيؤثر بشكل عكسي على موقفها.
تُعَد سياسات اللاجئين التي تُمدَح لأجلها ميركل خارج ألمانيا إحدى القضايا الهامة التي يقلق بشأنها المواطنون في بلادها.
فهم يتساءلون ما إن كان تدفق اللاجئين لألمانيا –أكثر من مليون لاجيء في عام 2015، ومئات الآلاف في نهاية هذا العام (2016)– سيجعل موطنهم مكاناً أقل أمناً. وهم قلقون أيضاً بشأن تأثير اللاجئين على قضايا الاندماج داخل المجتمع الألماني والمساواة بين الجنسين وجودة الخدمات العامة واستيعاب سوق العمل.
تعمل ميركل تحت ضغط كبير لإثبات أن حكومتها قادرة على التعامل مع هذه المخاوف. وفي خطابه في قمة اللاجئين بالأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر، قدم باراك أوباما شكره لميركل ولمواطني ألمانيا على مجهوداتهم في التعامل مع أزمة اللاجئين، وهو ما يوضح الضغط المعنوي والأخلاقي الذي تتعرض له ميركل وهي تحاول عدم التراجع عن مواقفها بخصوص اللاجئين مع الضغوط الداخلية المتزايدة الواقعة عليها في ألمانيا.
ويعتقد معدو تقرير الغارديان “أن ميركل لا تريد فعلاً الفوز بجائزة نوبل للسلام، فهي لا تريد زيادة الضغط الذي تتعرض له. وعلى هيئة الحكام أن تنتظر على الأقل حتى اعتزالها، فهو الأمر الأفضل لها ولألمانيا”.
البابا فرنسيس.. تعليقات متطرفة
لم يفز أي من الباباوات من قبل بجائزة نوبل للسلام، ولكن البابا فرنسيس هو أحد المرشحين بقوة لنيل الجائزة هذا العام.
فمنذ توليه البابوية منذ ثلاث سنوات ونصف، كسب قلوب ملايين الأشخاص –ليسوا فقط من الكاثوليكيين– حول العالم لمواقفه القوية التي اتخذها بشأن قضايا اللاجئين والفقر وتغير المناخ.
إذ ناشد فرنسيس رؤساء الدول والمواطنين مراراً وتكراراً أن يقوموا باستقبال اللاجئين والترحيب بهم. وفي أبريل/نيسان 2016، زار البابا فرنسيس جزيرة ليسبوس اليونانية وتحدث مع اللاجئين الذين قدموا للجزيرة في رحلة برية وبحرية محفوفة بالمخاطر قائلاً “أنا هنا لأقول لكم: لستم وحدكم”. وأكد معنى هذه الرسالة باستضافة اثني عشر شخصاً من اللاجئين بالفاتيكان، ليصطحبهم إلى هناك على متن الطائرة البابوية.
أما فيما يتعلق بتغيرات المناخ، فقد وصف تدمير الإنسان للبيئة بالخطيئة، واتهم البشرية بتحويل الكوكب إلى “أرض مقفرة وملوثة، مليئة بالحطام والخراب والقذارة”.
وفي منشوره المسمى بـ”لاوداتو سي” طالب الدول الأغنى أن تسدد دينها الاجتماعي الكبير ناحية الفقراء، قائلاً إن العالم أصبح يشبه “كومة من القذارة” بسبب تهور الصناعة وقلة الإجراءات الحاسمة من قبل الدول. كما وصف الرأسمالية بـ”روث الشيطان”.
حسب تقرير الغارديان فإن تعليقاته المتطرفة أفزعت بعض التقليديين بالكنيسة، ولكن في الوقت نفسه هناك الكثير من الليبراليين الذين يرون أن تعاطفه مع الفقراء وتصريحاته بشأن البيئة لا تهم كثيراً في مقابل دعمه الذي لا يتزعزع للتعاليم الكاثوليكية التقليدية بشأن الإجهاض وتحديد النسل.
سكان الجزر اليونانية
رغم أزمتهم الاقتصادية الحادة، إلا أن سكان الجزر اليونانية باتوا يشغلون الخط الأمامي للحركة الإنسانية الأكبر في العصر الحديث.
فسكان جزيرة ليسبوس –واحدة من عدة جزر يونانية تقوم بنفس الدور– مرشحون للفوز بالجائزة لاستقبالهم للاجئين السوريين في بيوتهم رغم الأزمة الاقتصادية التي يعيشونها بسبب اقتصاد اليونان الموشك على الانهيار.
ومع أن اللجنة المسئولة عن جوائز نوبل لا تعلن عن أسماء المرشحين، إلا أنه من المعروف أنه تم ترشيح ثلاثة أشخاص لجائزة نوبل للسلام كممثلين للمتطوعين اليونانيين. اثنان من هؤلاء الأشخاص من قرية سكالا سكامنياس، إحدى القرى الصغيرة قرب السواحل التركية، والتي شهدت العديد من عمليات الإنقاذ في عام 2015.
أحدهم السيدة إيمليا كامويزي، صاحبة الـ85 عاماً، والتي شاهدت الكارثة من بيتها المطل على البحر. جسدت إيمليا –والتي جاء أبوها إلى اليونان مهاجراً عام 1922– التعاطف الهائل الذي يمتلكه السكان المحليون بالجزيرة حينما تم تصويرها وهي تطعم أحد الأطفال الرضع السوريين.
وصرحت لصحيفة الغارديان قائلةً “مساعدة هؤلاء الأشخاص تسري في دمائنا. نحن جميعاً بشر، وهذا هو الشيء الصائب”.
من المرشحين أيضاً للجائزة اليوناني ستراتيس فالياموس –الذي يبلغ من العمر 40 عاماً ويعمل بالصيد– لإنقاذه مئات الأشخاص من الغرق أثناء صراع قواربهم مع الماء في رحلتهم البحرية الخطيرة قادمين من تركيا. ويقول عن ذلك “يقول لي الناس أنَّنِي بطل، ولكن هذه ليست بطولة، إنه الشيء الطبيعي الذي ينبغي علينا فعله”.
كما تم ترشيح الممثلة سوزان ساراندون للجائزة، وذلك لقضائها عيد الميلاد على جزيرة ليسبوس، ومثلت آلاف المتطوعين والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الخيرية التي هرعت إلى الجزيرة في أوج أزمة اللاجئين.
وعلق نائب وزير الخارجية اليوناني للشئون الأوروبية نيكوس كونتيس على الأمر قائلاً “لنأمل أن يفوزوا بالجائزة. فما رأيناه كان مجموعة من الأشخاص العاديين، بلا سلطة أو نظام يحركهم، يحترمون التقاليد ويتصرفون فقط من منطلق الكرم والتضامن. ما فعلوه يظهر أفضل ما في الإنسانية بأبسط طريقة ممكنة”.
لوم متأخر لبوتين
ومن بين المرشحين الآخرين للجائزة التي تبلغ قيمتها ثمانية ملايين كورونة سويدية (934 ألف دولار) سفيتلانا جانوشكينا الناشطة الروسية المدافعة عن حقوق الإنسان .
وقال كريستيان بيرج كاربفيكن مدير معهد بحوث السلام في أوسلو إن جانوشكينا هي المرشحة الأوفر حظاً من وجهة نظره وإن كولومبيا تأتي في المرتبة الثانية مشيراً إلى أن فوز الناشطة الروسية سيكون بمثابة توبيخ تأخر كثيراً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على القيود على حقوق الإنسان وعلى ضمه لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014.