Written by
MICRO SYRIA ميكروسيريا
on
on
بين المهانة و "النصر المزيف" بيع الجولان
إن فن تحويل الهزيمة والمهانة إلى نصر هو مزاج لا يمتاز به سوى الخطاب الرسمي العربي، فجميع الحروب العربية الإسرائيلية هي ردود أفعال، أصبغ عليها الإعلام الرسمي بمهنية عالية طابع الفعل ليحولها لنصر يثبّت به حكمه وشعبيته المعطوبة في درجة من السكون تفوق معدلها الطبيعي.
ففي العاشر من حزيران 1967 سقط الجولان، في أكثر الحروب العربية الإسرائيلية فظاعة، والتي خلقت مزاجاً عدائياً توّاقاً لتغيير الحكم في البلاد لولا تحولات نوعية وتسويات سريّة قلبت الموازين وثبتت الحكم القائم لـ 30 عاماً.
فالمهانة التي أحس بها السوريين عقب الهزيمة لم تترك خياراً أمام حافظ الأسد صانع تلك الهزيمة إلا التورط في حرب جديدة خصوصاً مع تصاعد الحمى الشعبية ضد ما جرى. ليعاد وبعد ست سنوات استرجاع بعضاً مما احتله الإسرائيليون واخضاعه للسيادة السورية في حرب وصفت "بالتحريكية " وعرفت في أدبيات حزب البعث بحرب "تشرين التحريرية"، في اطار تسوية سياسية - عسكرية هي الأطول والأكثر غموضاً بين الطرفين حتى اليوم، خسرت سورية خلالها 3 آلاف شهيد، و 800 دبابة، و 160 طائرة، فضلاً عن عشرات القرى التي خسرتها.
قبل الهزيمة
قبل النكسة لم تكن المؤسسة العسكرية في البلاد بأفضل أحوالها، فقد تعرضت لحملات واسعة من التصفية الطائفية من قبل حزب البعث طالت تسريح أكثر من 4000 ضابط سني من مدن مختلفة ممن خضعوا لتدريب على أعلى المستويات في بلدان مختلفة مثل الاتحاد السوفييتي وأمريكا وفرنسا والمانيا وغيرها، في حين لم يبق سوى الضباط الصغار ليديروا المؤسسة العسكرية، ومن كان يُخشى من نشاطه كانت تتم مراقبته من قبل عناصر مخابرات حزب البعث أو اعتقاله وتسريحه. كما تم تصفية البرجوازية المتوسطة في البلاد بذريعة تطبيق قوانين التأميم الاشتراكي، واغلاق عشرات الصحف والمجلات لترتيب الوضع السوري ليكون ملائماً لمقاس حافظ الأسد و لحكم عسكري ديكتاتوري قادم.
وبعد أكثر من سنة وأربعة أشهر من تقلده منصب وزيراً للدفاع، وسنتين وسبعة أشهر من وجوده في رئاسة سلاح الطيران، وقعت هزيمة الخامس من حزيران عام 1967 وسقط الجولان. كان السقوط مدوياً، و صفعة قوية لوجه القومية العربية، بطريقة أثارت ولا زالت تثير جدلاً لليوم، ودون محاسبة أحد على التقصير.
كتب المفكر السوري د. سامي الجندي في هذا الصدد في كتابه (أتحدى وأتهم) في نهاية الستينيات : "سقط الجولان ولم يُحاكَم إنسانٌ واحد من الذين يجب أن يتحملوا مسؤولية الهزيمة، ذلك أن البدء بالمحاكمات يفضح الكثير من الأسرار .. إن أي عسكري مبتدئ يعرف أن طبيعة الأرض في الجولان تسمح للجيش السوري أن يصمد لأشهر، ومع ذلك سقط بساعات".
فالتحصين العالي لهضبة الجولان وطبيعة الهضبة المعقدة تضريسياً ووجود أعداد كبيرة من الجيش السوري وبقيادة ضباط على مستويات ذات خبرة عالية لم يكن لأحد أن يتوقع سقوطها بهذه السرعة وبهذه الطريقة المخزية.
البيان 66 والانسحاب الكيفي
"وصلنا للقنيطرة من دون أي عائق تقريبًا ... كان هناك غنائم في كل مكان حولنا. كل شيء كان لا يزال يعمل. محركات الدبابات لم تتوقف، معدات الاتصال لا تزال في وضع العمل، وقد تم التخلي عنها. سيطرنا على القنيطرة دون قتال".
بهذه الكلمات وصف الإسرائيلي جيرمي بوين - في كتابه (ستة أيام: كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط) - دخول القوات الإسرائيلية القنيطرة دون قتال. والسبب وبوصف كل من عاصر وشارك في تلك المعركة هو حافظ الاسد وزير الدفاع صاحب بيان الانسحاب الشهير والذي أعلن فيه سقوط القنيطرة قبل ثلاث ساعات من سقوطها الفعلي.
فبعيد اذاعة راديو دمشق لبيان الهزيمة في التاسعة والنصف من يوم السبت في العاشر من حزيران، فقدت القوات المقاتلة في الهضبة كل الاتصالات وانفرط عقد السيطرة القيادية الذي كان ينظّم الوحدات كلها، و أخذ كل من القادة الصغار يتصرف وفق أوامره وبما يحلو له، فجاءت الأوامر لجنودهم بالهروب.
"… والقلائل جداً - كما يقول الرائد مصطفى خليل - وهم من غير البعثيين صمدوا وقاتلوا وأظهروا بطولات فردية..."
فقد نشرت مجلة "التايم" الأمريكية وقتها تقريراً تقول فيه: " خان راديو دمشق جيشه بإعلان سقوط مدينة القنيطرة قبل ثلاث ساعات على سقوطها. ذلك البيان المتحدث عن استسلام مركز قيادتهم حطم معنويات الجنود السوريين الذين بقوا في منطقة الجولان ".
كبار الضباط البعثيين في الجبهة في مقدمة من انصاعوا للأوامر وبدأ الانسحاب. "أحمد المير" ترك قيادة الجبهة وركب حماره متجهاً إلى دمشق،, قائد الجيش اللواء "أحمد سويداني" هرب إلى دمشق عبر مدينة نوى تاركاً خلفه وحدات الجبهة ووحدات احتياط الجيش دون قيادة، العقيد "عزت جديد" قائد اللواء السبعين والكتائب التي يقودها كل من المقدم "رئيف علوان" والنقيب "رفعت الأسد" تركت جميعها ساحة القتال وعادت إلى دمشق.
بينما الضباط في الرتب الصغيرة من غير البعثيين في حيرة، فعلى الأرض السيطرة لهم، والجولان تحت قبضة جنودنا، وعلى الراديو عالم آخر وأوامر من وزارة الدفاع يرويها البيان 66 لكل قائد وحدة أو كتيبة "الانسحاب كيفياً" وفق الطريقة التي يراها مناسبة.
"عبد الرحمن الأكتع" وزير الصحة حينذاك والذي كان في جولة ميدانية جنوب القنيطرة يقول : " سمعت نبأ سقوط القنيطرة يذاع من الراديو، وعرفت أنّه غير صحيح لأننا جنوب القنيطرة ولم نر جيش العدو، فاتصلت هاتفياً بحافظ الأسد وزير الدفاع وقلت له: المعلومات التي وصلتكم غير دقيقة، نحن جنوب القنيطرة ولم نر جيش العدو، فشتمني بأقذع الألفاظ ومما قاله لي: لا تتدخل في عمل غيرك يا (......)، فعرفت أنّ في الأمر شيئاً. وهكذا فقد أعلن حافظ الأسد وزير الدفاع سقوط القنيطرة قبل سقوطها فعلاً، ولم تدخلها قوات الجيش الإسرائيلي إلا بعد هذا البيان المخزي بسبعة عشر ساعة، بعد أن تأكدت انسحاب وفرار كافة القوات البعثية، وأنّها لن تواجه أية مقاومة من أي نوع .."
فيما يسمى "حركة تصحيحية"
دائماً في الحروب كانت البلاغات تذاع وتتحدث عن انتصارات لم تحدث لرفع معنويات الجنود، بينما هنا اختلف الأمر وذيع لأول مرة بلاغ عن خسارات وسقوط قطع جغرافية في يد العدو لم تحدث بعد، وهذا بحد ذاته فضيحة عسكرية.
فأبناء القنيطرة من المدنيين اصابتهم بلبلة وحيرة بالغة، هم موجودين في القنيطرة ولا أثر لجندي إسرائيلي واحد فيها وأخبار تذاع هنا وهناك عن سقوط مدينتهم. ورغم ذلك مرت أكبر نكسة قومية مرور الكرام و لم يحاسب حافظ الأسد، ولم يحاسب عليها أحد، وكأن دماء أكثر من 2500 جندي سوري ممن سالت على ربى الجولان دفاعاً عنه وعن بلادنا هي ليست دماء سوريين .
وتهجّير ما يقارب 100 ألف جولاني من دياره ليعيشوا أذلاء لقرابة خمسون عاماً في مخيمات النزوح وعشوائيات بلادنا بدون حسيب ولا رقيب هي أمر عادي جداً يحدث في أي مكان.
بقي حافظ الأسد طوال سنتين يهيئ الظروف ليكون رئيساً، وهذا هو المهم بالنسبة له، لهذا لابد من إخفاء معالم الجريمة واعتقال واغتيال كل من يشهد على بيع وسقوط الجولان للحفاظ على شعبيته، ومن بين الشخصيات البارزة التي تمت تصفيتها "دريد المفتي" سفير سوريا لدى اسبانيا والذي كشف عن عملية تفاوض سرية بين الخارجية الامريكية والحكومة السورية عبر اسبانيا.
بقيت الأمور غامضة إلى أن وقعت أحداث "أيلول الأسود" ودخلت القوات السورية إلى الأردن لدعم الفصائل الفلسطينية، ورفض حافظ الاسد ارسال القوات الجوية مما أدى إلى ضربة جوية إسرائيلية - أردنية للجيش السوري على الحدود الأردنية السورية وفشل مهمته.
أصدر صلاح جديد ونور الدين الأتاسي على إثرها قراراً بإقالة حافظ الأسد الذي لازال يتمتع ببعض السلطة داخل الجيش وبنفوذ غربي مقبول، حدث صراع بين الطرفين انتهى بأن تمكن حافظ الأسد من اعتقال "جديد والأتاسي" ليستفرد بالسلطة في انقلابه على رفاقه في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970 واعتقالهم وايداعهم السجن .
عن النصر المزوّر
في السادس من تشرين/اكتوبر من عام 1973 أي بعد ست سنوات على إسقاط الجولان، نضجت الظروف أمام حافظ الأسد لضرورة خلق "نصر" ما، يراد منه ترميم شعبيته وتثبيت حكمه، فكان أمام خيارين إما أن يستمع لنصيحة شقيقه "رفعت الأسد" بعدم دخول الحرب وعقد اتفاق سلام دائم مع إسرائيل مقابل استعادة نصف الجولان أو أن يخوض حرباً "تحريكية" تدفع الإسرائيليين وحلفائهم الأمريكان باتجاه صفقة تثبت حكمه على الأقل ل10 أو 15 سنة قادمة.
فكانت الحرب هي الخيار، وقدّم السوريين خلالها أشجع البطولات في حرب لم يعلموا أنهم فيها آلات لتحريك تسوية سياسية الرابح الأكبر فيها رئيسهم.
فقد كشف السفير السوفيتي السابق في مصر "فلاديمير فينوغرادوف" العامل في فترة 1970-1974 في القاهرة في مذكرته الموجهة إلى القيادة السوفيتية خفايا الحرب عام 1973 بين مصر وسورية من جهة واسرائيل من جهة أخرى .
حيث جاء في المذكرة أن الولايات المتحدة كانت تعرف بالعمليات الحربية المتوقعة ووافقت عليها وسعت إلى " غض النظر " عن الأنباء الواردة من الملك "الحسين" ملك المملكة الاردنية حول نية سورية ومصر بشن هجوم على إسرائيل، وفي أغلب الظن من مصادر أخرى أيضاً. ما يثبت أن هناك علم وقد يكون تخطيط مسبق لهذه الحرب واتفاق بين الطرفين .
كما تحدثت المذكرة أيضاً أن الاتحاد السوفيتي قد أجلى قبل عدة ايام من 6 أكتوبر( تشرين الأول) أفراد أسر الرعايا السوفييت العاملين في مصر وسورية، وأجلي من مصر فقط خلال فترة قصيرة جداً 2700 شخص، علماً أن هذا تم ليس في رحلات جوية خاصة فقط بل وبواسطة سفن نقل الركاب وسفن الأسطول البحري – الحربي السوفيتي. و هذا الأمر من غير الممكن أن يخفى عن عيون العملاء السريين الأمريكيين والإسرائيليين، كما أن الصحافة الغربية نشرت أنباء إجلاء الأفراد هذا بصورة جماعية.
مع ذلك وصلت القوات السورية إلى بحيرة طبريا ولاح النصر المؤكد، طلبت القيادة في الجبهة الأذن بالاستمرار بالتقدم، وهنا اتصل الرئيس ريتشارد نيكسون بالرئيس الأسد بمكالمة سرية غيرت تاريخ البلاد إلى اليوم. هذه المكالمة التي تضمنت صفقة بيع الجولان، تحول بعدها حلم تحرير الجولان إلى مجرد شعارات، حيث وصلت الإمدادات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل، بالمقابل طلبت القيادة في الجبهة من حافظ الأسد ارسال القوات الجوية لتأمين الغطاء الجوي فلم يُستجب لها، وتكرر الإلحاح تحت وطئة القوة النارية الجوية المعادية إلا أن الأسد لم يستجب. وجاء بعدها الأمر بالانسحاب ومن حافظ الاسد شخصياً. لتبدأ بعدها عملية تدمير القوة العسكرية السورية، إذ تم في يوم واحد شن 129 طلعة جوية إسرائيلية دمرت خلالها 700 دبابة من أصل 1300 دبابة للجيش السوري، أجبر الجيش السوري بفعلها إلى التراجع، ودخلت القوات الإسرائيلية واحتلت الجولان مرة أخرى بالإضافة الى 23 قرية وتقدمت إلى أن وصلت مشارف دمشق. فانسحبت قيادات الجيش من مراكزها، وأعلنت اذاعة لندن أن "… الجنود الإسرائيليين يرقصون على مشارف دمشق" .
هنا تدخلت القوات العراقية المتواجدة في سوريا وحمت دمشق وأجبرت القوات الإسرائيلية للتراجع إلى ما قبل حدود الجولان بقليل. ثم طلب صدام حسين - نائب الرئيس البكر أنذاك - من الأسد الاستمرار بالحرب وأرسل له مبلغ 50 مليون دولار وثلاثة ألوية إلى سوريا إضافة للقوة الموجودة، إلا أن الأسد منعه الدخول الى سوريا.
حافظ الأسد – كيسنجر ... شيء ما بالغ الأهمية يحدث
نشطت جولات هنري كسينجر المكوكية بين دمشق وتل أبيب والتي أثمرت للعلن في عام 1974 اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل، تفصل بموجبها قوات من الأمم المتحدة بين سوريا وإسرائيل في حين تنسحب الأخيرة من القنيطرة في سوريا، والتي تشكل أقل من 10% من المساحة التي سيطرت عليها إسرائيل في عام 1967، ليرفع الأسد منتشياً العلم السوري فوق ما بقي من القنيطرة في أكبر مسرحية سياسية، الهدف منها إظهاره كبطل قومي منتصر بينما الجولان قد بيع. ولتجمّد بعدها الجبهة السورية حتى هذه اللحظة، ولينتقل أي خلاف بين سوريا وإسرائيل إلى لبنان أو داخل فلسطين نفسها.
لكن استمرار الحوار السري والتفاوض مع هنري كيسنجر الصديق الشخصي للأسد لم يكن هذا المطلوب منه فقط، فهذه الزيارات تعطي انطباعاً بإن شيئاً ما بالغ الأهمية يلوح في الأفق فقد تم التوصل إلى اتفاق سري غير معلوم حتى اليوم، حيث زار الرئيس الأمريكي سوريا بعدها بأقل من شهر لتهنئة "بطل التشرينين" بالمعاهدة السرية المتفق عليها ودفع ثمنها الجولان ودماء السوريين.
تتضمن هذه الاتفاقية وفق ما كتبه الرائد "خليل مصطفى" في كتابه "سقوط الجولان" والمعتقل لدى النظام السوري لليوم:
- تثبيت حكم الأسد وعائلته وطائفته في وجه الخصوم السياسيين والعسكريين في الداخل بضمانات أمريكية.
- تصوير الأسد كبطل قومي وإيهام السوريين بحالة العداء المستمر مع الإسرائيليين وأنه في حالة حرب دائمة تتيح له قمع السوريين.
- في المقابل يحمي الأسد حدود إسرائيل من طرفي الجولان والجنوب اللبناني.
- القضاء على جميع الحركات الفلسطينية المسلحة في لبنان وتأسيس منظمات تعنى بالمقاومة ولكنها تطبق التعليمات الأمريكية والإسرائيلية .
لأن الابن سر أبيه اكتسح بشار الاسد المتوحش وصبيانه البلاد
لم يكن الأسد ومن بعده وريثه البار "بشار الأسد" وفيّاً لشعبه كما هو وفيٌ لأمن إسرائيل، فلم يحصل أبداً أن تمكن أي سوري منذ الحرب المذكورة من دخول محافظة القنيطرة بدون تصريح أو موافقة أمنية من إحدى فروع المخابرات السورية، في حين من غير المهم أبداً أن تمتلك أي موافقة أو تصريح أثناء العودة من الجولان إلى دمشق . في توجه واضح لضمان أمن إسرائيل.
فمنذ أكثر من 50 عاماً لم يطلق السوريون رصاصة واحدة على إسرائيل، لهذا نجد اليوم أن القادة السياسيين والأمنيين في إسرائيل يتمنون بقاء بشار الأسد رئيسًا لسوريا، وهذا ما عبر عنه "إيدي كوهين" الباحث الإسرائيلي في جامعة بارايلان بقوله: "إن كل جندي حاول إطلاق رصاصة على إسرائيل قام النظام السوري بمعاقبته .. نحن نريد رئيس جبان مثل بشار الأسد ليكون في سدة الحكم لأنه لم يتجرأ منذ 40 أو 50 عاماً أن يطلق رصاصة واحدة من الجولان على إسرائيل … نحن نريد رئيس ديكتاتوري يقتل شعبه ولكن يعطينا الأمان والاستقرار".
وعليه فإن كان الأب قد باع جزء من البلاد فإن الابن قد فاق تجارة أبيه وباع كامل البلاد.