تشرين .. حرب الوهم التي استعبدت السوريين


ناصر علي- ميكروسيريا

اليوم سيحتفل الأسد وطغمته بانتصار الوهم الذي بسببه تُوج الأسد الكبير راعياً لأحلام القوميين والبعثيين العرب، وحامل لواء الحرب على إسرائيل بعد أن منحها بمؤامرة 5 حزيران الجولان على طبق من ذهب، ليحتل مع أبنائه كرسي السلطة في سورية إلى الأبد.

اليوم سترفع الأعلام الجديدة، وستحتفل المدارس والثكنات العسكرية، وستتلى النشرة التي توزعها الإدارة السياسية من دون تعديل، إلا بإضافة بسيطة عن حكمة الأسد الصغير والعصابات الإرهابية التي يحاربها ما بقي من الجيش الباسل.

اليوم سيجبر طلاب المدارس على الهتاف للسيد الخالد بينما في قلوبهم تنهال اللعنات على روحه التي قادت السوريين لتزييف حياتهم وابتلاع الكذبة الخارقة التي روج لها إعلام النظام، ومنظماته الشعبية والنسوية.

سيهرب الموظفون اليوم من دوامهم بحجة المسيرة التي لن تخرج، وسيذهبون لتناول السندويش في الصالحية، وستكون فرصة لشرب العصير عند أبو شاكر، والعودة إلى سوق الخصار لتأمين غداء اليوم من باب السريجة…هكذا سيحتفلون بهذا اليوم العظيم وهكذا احتفلوا به عقوداً.

تلفزيون النظام سيضع صور الأرشيف الذي مله السوريون، وسيرفع الأسد الكبير علم الجمهورية العربية السورية في القنيطرة كمنتصر كبير، وتصنع اللقاءات من بيوت الناس الفرحة بذكرى النصر الوهم، وسيدور كبار البعثيين اللصوص ليتقاسموا قص الشريط الأحمر لمشاريع الوهم البعثي، وربما يرسل معتوه المهاجرين رسالة صوتية للمقاتلين الأشاوس من الإيرانيين والأفغان وميليشيات حزب الله للذهاب، إلى جبهات الإرهابيين في الزبداني ومضايا وحلب.

ربما يخطر في بال ألأسد أن يصور فيلماً جديداً عن زياراته لجبهة خان الشيح مثلاً أو حلب (وأن كانت مستبعدة)، وربما في أشجع ما يمكن الذهاب لضريح الجندي المجهول في يوم النصر الوهم.

بعد الحرب الوهم ذبح الأسد الأب كل خصومه، احتل لبنان وسرقت قوات ردعه كل مقدراته واغتصبت نساءه، ووقف العساكر أصحاب أسنان الذهب على حواجز شتورة والحازمية وبيروت الغربية يحدقون في أفخاذ اللبنانيات على أنها مسلسل أجنبي على القناة الثانية كسفينة الحب، وبينما هؤلاء الرعيان مبهوتون بالعالم الجديد كان صف ضباط الأسد يسرقون البيوت ومحلات الذهب، ويعملون بترهيب الدخان والأواني الزجاجية لحضن الوطن.

عزز الأسد طائفية اللبنانيين وذبح الدروز مع المسيحيين، والسنة بأيدي أمل، وأباد مخيمات تل الزعتر وقانا، وساهم بصناعة غول التشيع باسم المقاومة، وربطه بالممانعة التي صارت شماعة ذبح السوريين حالياً.

في حرب تشرين يذكر السوريين جيداً خطابات كسر جدار الخوف والجيش الذي لا يقهر، وكيف ذهبت أموالهم وثرواتهم لترسانة السلاح التي تقتلهم اليوم، وكيف ركب البعث مؤسسات الدولة لأنه الحزب الوطني المنتصر الذي يمثلهم، واقتادهم إلى فروع المخابرات فقط لأنه من طيف يختلف عن طيف أولئك الوحوش القادمين من الجبال ليصبحوا موظفين أو عساكر لخدمة عرش الأسد، وكيف تسللوا إلى بيوتهم في أرياف المدن السورية وبنوا كانتونات الطائفة الضالة.

لم تكن حرب تشرين إلا لتثبيت كرسي الأسد، وبناء ترسانة الموت من طعام أولاد السوريين، ولتغزيز النصر قُتل 40000 مواطن في حماة، ثم أكمل الصغير مذبحة الأب في كل شبر سوري.

اليوم …السادس من تشرين يوم الهزيمة التي هتفت لها أجيال السوريين على مدى عقود لتكتشف من أول رصاصة قاتل كذبة الجيش والنصر، ومسرحية المعركة الوهم.