وأنت تقود دراجتك الهوائية على إسفلت من الأجساد، وأنت تستخدم أوتار حنجرة أبيك المهترئة لغيتارك الإلكتريك، وأنت تنزعج من صوت قذيفة تحلق من قاسيون باتجاه ببيلا، وأنت تهتز على وقع انفجار في جوبر البعيدة كفيتنام القريبة كمانهاتن، وأنت تتمرجل على وزير الكهرباء، وأنت تلقن الضحية درساً بالسلم الأهلي، وأنت ازدواجي كسيف بحد واحد، وأنت تريد للقتلة أن يمروا بلا عقاب، وأنت “باحث” علمي بهوىً نازي.
حلّت عليك اللعنة..
وأنت هلع على مصير الخبز لا الخبّاز، وأنت وطني للعظم عندما يلعب المنتخب وغير مكترث إذا اعتقل أحد لاعبيه، وأنت تستغل ما أتاحته لك الثورة كي تطعن بها، وأنت تسأل عن هوية المجرم قبل إدانته، وأنت تستفسر عن هوية الضحية قبل التعاطف معها، وأنت ترفض الحديث عن الضحايا تجنباً للخوض في “السياسة”، وأنت تستذكر مجازر الأرمن وتتناسى مجزرة حماة، وأنت ضد جرائم “الشرف”.. مع جرائم الإبادة، وأنت مع قصف المدنيين.. أي مدنيين..
حلّت عليك اللعنة..
وأنت تشارلي إيبدو ولست أكرم رسلان، وأنت منتفض بسبب رسم كاريكاتوري ومستكين إثر قطع رأس، وأنت تؤيد دولة الخلافة من ستوكهولم أو الرقة، وأنت تؤيد الديكتاتورية الأسدية من أمستردام أو معلولا، وأنت معجب بفلاديمير بوتين من باريس، وأنت ضد الوهابية مع ملالي قم.. أو العكس، وأنت تحتسي النفط الإيراني وتشمئز من البترول الخليجي، وأنت مع فلسطين وليس مع الفلسطينيين، وأنت مع “المقاومة” ضد مخيم اليرموك.
حلت عليك اللعنة..
وأنت عنفي في كوباني سلمي في ريف حلب، وأنت ملحد بانحيازات طائفية، وأنت مذعور من جبهة النصرة متواطئ مع أبو الفضل العباس، وأنت ثائر ضد الأسد مترحم على صدام حسين، وأنت تتمترس خلف ما تعرف في قرارة نفسك أنها أكاذيب، وأنت تناقش الكيفية التي يجب أن ينفذ بها الحد، وأنت تزعق بعد هاون على دمشق وتخرس بعد برميل على دوما، وأنت تقرأ عباراتي هذه وتشعر أنك المعني بها.