on
قدسيا والهامة… ضغوطٌ وسفكٌ للدماء والهدف هو التهجير
عدي عودة: المصدر
في اليوم الثامن من حملة التصعيد المستمرة على مدينتي قدسيا والهامة قرب دمشق، شنت قوات النظام اليوم الأربعاء حملة قصفٍ بمختلف أنواع القذائف والصواريخ والبراميل التي تتساقط على المدينتين.
واستهدفت قذائف قوات النظام اليوم الأربعاء مستشفى (شام الأمل) في مدينة قدسيا متسببة بسقوط جرحى في صفوف المدنيين، ودمار كبيرٍ في مبنى المستشفى، واستنكرت مؤسسة (شام للتنمية) استهداف المستشفى الوحيد في مدينة قدسيا التابع لها، مؤكدة بأن ليس له أي توجه سياسي أو عسكري ويقدم خدماته المجانية انطلاقا من ميثاق عمل المؤسسة وتأدية لواجبها الانساني دون التمييز بين أحد من المستفيدين على أي أساس.
وقال الناشط الإعلامي “أبو ياسر عمر” من بلدة الهامة، إن حملة التصعيد تسببت بسقوط قتلى برصاص قناصي قوات النظام الواقعة على جبل المسطومة وجبل الخنزير والرحبة المطلة على البلدة وأن قوات النظام في صباح كل يوم تقوم باقتحام البلدة من محور “عيون” والثوار في النقاط تصد الهجوم، كما دمر الثوار دبابتين وعطبوا الثالثة أثناء عملية الاقتحام خلال الأيام الماضية.
قد سجل ناشطوا البلدة ارتقاء عشرة قتلى ونحو 25 جريحاً، والعدد قابل للازدياد إضافة إلى إلقاء 30 برميلا متفجرا من الطائرات المروحية واستهداف البلدة بـ 17 صاروخ من نوع فيل، أي أنها استخدمت كافة أنواع الاسلحة الثقيلة في ثمانية أيام وقد سجل سقوط نحو 300 قذيفة بين دبابة وهاون ومدفعية. وتزامن مع قصف قوات النظام للبلدة احتراق نحو خمسة منازل ولم يتمكن أحد من اطفائها بسبب شدة القصف وقلة المياه.
وتسببت صواريخ (الفيل) محلية الصنع بتسوية الكثير من منازل المدنيين بالأرض، وباتت الحياة شبه معدومة، بسبب انقطاع الماء والكهرباء بعد تفجير خط مياه الفيجة الرئيس المار من البلدة، ما أدى إلى انقطاع المياه عن بلدتي الهامة وقدسيا.
وأضح “عمر” لـ “المصدر” أن وجود الهدنة في بلدتي الهامة وقدسيا جعل قوات النظام تحاصر المدينتين جزئياً، ومنعت دخول المواد الغذائية والدوائية إليها وفي ظل القصف الذي تشهده البلدة الآن وجب على الأهالي الالتزام داخل الأقبية والملاجئ بسبب شدة القصف وجود قناصات النظام على أطراف البلدة، الامر الذي أدى إلى صعوبة تأمين المستلزمات الحياتية.
وجاء هذا التصعيد ضد المدينتين المجاورتين للعاصمة دمشق بعد نحو عامٍ من الهدوء النسبي على جبهات القتال ضد قوات النظام، مع القصف والاشتباكات، في سعيٍ من قوات النظام لفرض حلّ التهجير لأهالي المدينتين، كسواها من المدن المحيطة بالعاصمة.
المدينتان الواقعتان في ريف دمشق الغربي ركبتا قطار المصالحات عند انطلاقه عام 2014 في بداية إنشاء صفقات المهادنات والمصالحات في محيط دمشق، مع أحياء القابون وبرزة والقدم في العاصمة.
وبعد تهجير كل من أهالي مدينة داريا في ريف دمشق وحي الوعر الحمصي إضافة إلى أهالي داريا القاطنين في مدينة معضمية الشام إلى الشمال السوري، يبدو أن الهدف الجديد هو بلدتي الهامة وقدسيا.
وعرضت قوات النظام على لجان المصالحة في بلدة قدسيا ترحيل الأهالي القاطنين فيها إلى مدينة إدلب أو تسوية أوضاع المقاتلين فيها، أي أن يصبحوا لجاناً شعبية تتبع لها، ووافق نحو 20 في المئة من المقاتلين على تسوية أوضاعهم والبقية أرادوا أن يبقوا تحت قصف وبراميل النظام، بحسب ناشطي المدينة، في حين يسعى النظام لإجبار كافة المقاتلين المتواجدين بداخلها على الصلح.
المصدر