التهديدات الأمريكية بضرب “الأسد” .. قصف دبلوماسي ورصاص “فالصو”
8 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
آلما عمران – ميكروسيريا
تصريحات أمريكية بالجملة، يمكن رصدها، وهي تلوح بعمليات عسكرية ضد جيش الأسد في سورية، بدءاً من البيت الأبيض وانتهاءً بأجهزة الاستخبارات الأمريكية. وهي تصريحات لم يؤثر في “جديتها” المفترضة قرار الرئيس الروسي بوتين بنشر المنظومة الدفاعية “إس – 300” على الأراضي السورية. إذ أعقبها ثلاث تصريحات من البيت الأبيض، والخارجية والدفاع.
لاشك أن أهم تلك التصريحات جاء على لسان الناطق باسم البيت الأبيض “جوش أرنست” الذي حرص بنفسه على إظهار الشكوك بجدوى “العمل العسكري” حين قال: “إن واشنطن لا تستبعد احتمال شن ضربات جوية ضد الجيش السوري، رغم التشكيك في أن الأمر يصب في مصلحته”، قبل أن يتابع: “العمليات العسكرية ضد النظام السوري والتي تهدف إلى تسوية الأوضاع في حلب لا يحتمل أن تحقق أهدافها المحددة من حيث خفيض مستوى العنف. ومن المرجح أكثر أنها ستتسبب بعواقب غير متوقعة لا تتوافق تماما مع مصالحنا القومية، غير أنني لن أستبعد دراسة أية خيارات”.
ولعل تصريح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، كان أكثر ميلاً إلى إظهار الجدية بالتوجه نحو الخيار العسكري، لكنه حرص أيضاً على استخدام عبارات “العتب” وما تحمله من دلالات الرغبة بالتهدئة، حيث أفاد بأن: ” الولايات المتحدة أصيبت بخيبة أمل لكيفية استخدام روسيا، وفي بعض الحالات الصين، حق الفيتو في مجلس الأمن بهدف تقليل المساعي الدولية الرامية إلى تخفيض العنف في سوريا. وقد أحزننا لأنهما استخدمتا الفيتو دفاعا عن الأسد”.
هذا “الحزن” الأمريكي، سيكون موضع تقدير من “الكرملين” رغم استدراك كيربي “التصعيدي” إن جاز التعبير، سواء بقوله: “الولايات المتحدة، بعد وقف التعاون مع روسيا، تدرس جميع الخيارات المتاحة لحل الأزمة السورية، بما فيها العسكري”.
أو بقوله أيضاً:
“النقاشات داخل الحكومة الأمريكية حول الخيارات المتاحة في سوريا ليس جميعها تتماشى مع الدبلوماسية .. الإدارة الأمريكية مستمرة في عملها على إحلال الهدنة في سوريا، لكنها ستقوم بذلك في إطار متعدد الأطراف وليس على أساس الاتصالات الروسية – الأمريكية الثنائية”.
لكن اللافت أن تصريح “بيتر كوك” المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، كان أكثر دبلوماسية في اللغة من تصريحات زميله الناطق باسم الخارجية، رغم أنه كان يرد على تهديدات عسكرية روسية بإسقاط الطائرات الحربية الأمريكية في حال تنفيذه “الوعيد” بعمل عسكري ضد جيش الأسد، إذ قال إن : “تصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، تعتبر تهديدا بإسقاط الطائرات الأمريكية.. ونحن سنواصل اتخاذ كافة الخطوات اللازمة، لكي يعمل طيارونا في أكبر قدر من الأمان” مشيراً إلى أن الاتفاق الروسي الأمريكي حول ضمان أمن طائرات روسيا والولايات المتحدة في أجواء سورية هو آلية فعالة لخفض المخاطر التي قد تهدد كلا من طياري التحالف والطيارين الروس.. وسنواصل استخدام قنوات الاتصال المفتوحة وفقا للاتفاق المذكور” ثم أكتفى بتلميح خجول إلى أن “البنتاغون سيتخذ تدابير الأمان اللازمة في سورية، بعد نشر منظومة الدفاع الجوي الصاروخي “إس – 300″ من قبل روسيا”.
تلك أهم التصريحات الأمريكية، التي اعتبرها كثيرون مؤشراً، على توجه إدارة أوباما في نهاية ولايتها إلى تبني الخطة البديلة “ب”، التي عادت إلى صدارة التداول الإعلامي، لكن للسفير الأمريكي السابق في سورية “روبرت فورد” رأياً آخر هو الأصح على الأرجح.
يستبعد السفير “فورد” في حوار مع قناة “فرانس 24” بثته يوم الأربعاء الماضي، حدوث أي تدخل عسكري أمريكي ضد “الأسد” في سورية، مؤكداً أن “الإدارة الأمريكية خائفة ومترددة في التدخل”، كما أعرب عن رأيه “بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري غير قادر على إيجاد حل للأزمة السورية، مشيراً إلى أن ما يتردد حول نية الولايات المتحدة توجيه ضربات جوية للنظام في سورية نسمعه منذ أربعة أعوام”.