بعد أن كانت ثروة اقتصادية للأهالي … مزارع الأسماك تتراجع في سهل الغاب
8 أكتوبر، 2016
خالد عبد الرحمن: المصدر
تأثرت مزارع الأسماك في سهل الغاب بريف الغربي حماة بشكل كبير منذ بداية الحراك في سوريا، نتيجة الصعوبات الكبيرة التي واجهت مزارعي الأسماك، وتسويقها للأسواق الداخلية والخارجية.
تدهورت مزارع الأسماك نتيجة نقص حاضنات تفقيس البيوض ما أثر على تربيتها، حيث يتم التفقيس بنطاق ضيق، بالاعتماد على خبرة الأهالي، بدلاً من المفاقس الحكومية التي أُحدثت سابقاً قبل أن تخرج المنطقة عن سيطرة النظام.
محمد الابراهيم، مزارع أسماك في سهل الغاب، قال لـ”المصدر” إن عدم الاستقرار التي تعانيه منطقة سهل الغاب، والنزوح المتكرر، نتج عنه عدم الإقبال على تربية الأسماك، واقتصر على تسويق ما ينتج إلى المطاعم والمحلات بكميات قليلة، بعد أن كانت ثروة اقتصادية لأهالي المنطقة.
وأضاف الإبراهيم أن الصيد العشوائي للأسماك خلال فترة المنع (فترة تكاثر الأسماك) ساهم في تدمير الثروة السمكية، نتيجة قتل البيوض، وتخريب مواقع التفريخ، هو ما يهدد انقراض الثروة السمكية في المنطقة.
وساهم ارتفاع أسعار الوقود وانقطاعها في بعض الأحيان في قلة الإنتاج، إذ تحتاج المسامك إلى كميات كبيرة من المياه الجوفية، ناهيك عن أمراضي تصيب الأسماك، وسط غياب الأدوية الفعالة أو ارتفاع ثمنها، منوهاً إلى أن تقلص طرق التسويق الداخلي والخارجي، تعد من أكثر الصعوبات التي أثرت على هذا القطاع، فلا فائدة من إنتاج ليس له منافذ تصريف، بحسب الابراهيم.
وأردف أيضاً أن ارتفاع مراحل تربية الأسماك وقلة إنتاجه أدى إلى عزوف المطاعم- وهي أكبر المستهلكين له- عن شرائه، بعد أن وصلت تكلفة كيلو السمك المشوي إلى 3000 ليرة سورية،(حوالي 6دولارات) وأدى ذلك إلى أضعف الإقبال على شراء السمك بكميات كبيرة، فبينما كانت تصل المبيعات في أحد مطاعم باب الطاقة (أحد أشهر مطاعم الأسماك في سهل الغاب) يومياً إلى 200 كيلو غرام ،أصبحت الآن لا تتجاوز 25 كيلو غرام في اليوم الواحد.
ويعد سهل الغاب أكبر المناطق التي تنتج الأسماك في سوريا، ويصل إنتاجه لنسبة 40% من إجمالي الإنتاج السوري للأسماك، بحسب ما أوردت جريدة الثورة الرسمية في عددها الصادر بتاريخ 26/3/2012.
وتشير الإحصائيات إلى أن سهل الغاب كان ينتج قبل 2011 بمعدل سنوي نحو ستة آلاف طن من الأسماك من مزارع خاصة وحكومية، نظرًا للبيئة المناسبة لتربية الأسماك التي يتمتع بها الغاب، ويحوي الأخير قرابة ثلاثمائة وخمسين مزرعة سمك على مساحة تمتد إلى 6400 دونم، حيث تربى الأسماك ضمن أحواض ترابية تتراوح مساحة كل حوض بين عشرة دونمات وخمسين دونمًا، حيث يتم إنتاج عدة أنواع من السمك أهمها الكرب والسلور والمشط.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]