تصاعد القتال بين جند الأقصى وأحرار الشام


unnamed-4

زيد المحمود: المصدر

سقط قتلى وجرحى اليوم الجمعة (7 تشرين الأول/أكتوبر) في اشتباكات بين حركة أحرار الشام الإسلامية من جهة وجند الأقصى من جهة أخرى، على خلفية تبادل الاتهامات بالخطف وتعطيل العمل العسكري في حماة.

وظهر الخلاف بين جند الأقصى وأحرار الشام أمس، باتهامات متبادلة بين الطرفين، ليتطور اليوم وتراق الدماء في ريف إدلب، فأكد “مركز إدلب الإعلامي” من خلال حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي مقتل عنصر من جند الأقصى جراء اشتباكات مع أحرار الشام في مدينة سرمين شرق إدلب، كما قتل 12 من حركة أحرار الشام جراء اشتباكات بين الطرفين في بلدة كفرسجنة بريف إدلب الجنوبي.

وأضاف المصدر بأن أحرار الشام سيطرت على معسكر المسطومة جنوب إدلب بعد اشتباكات مع جند الأقصى، في حين أكد ناشطون أن عناصر جند الأقصى في مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي سلموا مقراتهم لأحرار الشام دون قتال.

وأشار “مركز إدلب الإعلامي” إلى مقتل “حسام محلول” أمير القوة التنفيذية في محكمة إدلب بكمين قرب إدلب، دون أن يوضح من يقف وراءه.

واتهم عضو مجلس شورى حركة أحرار الشام الإسلامية “أبو عزام الأنصاري”، جند الأقصى بإعدام أسرى من الحركة، فغرّد على حسابه في “تويتر” قائلا: “جند الأقصى تعيد مسلسل داعش، وتعدم الأسرى ميدانيا، ومازال رؤوس الغلو ينظرون لهم ويشرعون لهم جرائمهم”.

وردّ الناطق الإعلاميّ باسم جند الأقصى “أبو الحسن الشامي” في تغريدات على حسابه في “تويتر” فقال: “ننفي بشكل قاطع الأنباء المتداولة عن إعدام أسرى، وهؤلاء إنما قتلوا أثناء محاولتهم الاقتحام علينا في كفرسجنة، لكن الكذب ديدنهم في تجييش عناصرهم، ونقول لعناصر الأحرار: تجنّبوا عنّا وكفّوا عن العدوان، ولا تطيعوا من يرميكم في أتون البغي والصيال، ولا زلنا في حالة دفاع عن النفس والوجود”.

وأردف: “أما من بين يدينا من الأسرى فنعاملهم بأخلاق الإسلام وضوابطه، ولسنا غلاة ولا متعطشين لدماء، فما قتالنا إلا دفعا لصائل الأحرار وردًا لعاديتهم”.

ومن جهته، دعا القاضي العام لغرفة عمليات جيش الفتح، “عبد الله المحيسني” إلى تشكيل لجنة عليا تعطى صلاحيات واسعة، لحل الخلاف بين جند الأقصى وحركة أحرار الشام الإسلامية.

وقال “المحيسني” من خلال حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي: “إخواني ومشايخي الكرام لابد على كل ذي لب أن يتحرك سريعاً قبل أن نخسر دماء إخواننا وينفلت زمام الأمور”.

وأشار إلى أن المشكلة بين أحرار الشام وجند الأقصى ليست وليدة الساعة، ولا يمكن أن تحل القضية على أساس خلاف جنائي، “فليس الحل أبداً أن يدعى لمحكمة شرعية فقط فهذا مجرد إبرة مخدر سرعان ما تتفاقم المشكلة”.

وأضاف بأن الحل: يكون “بتشكيل لجنة عليا من مشايخ يرتضيهم الطرفان لحل القضية من جذورها تعطى صلاحية واسعة باستدعاء أي طرف للقضاء، وتكون هذه اللجنة لها اعتراف من الطرفين وتكون الجبهة طرف ضامن وتلتزم الجبهة بل وكل فصائل الساحة بأن تأخذ بقرارات اللجنة وتوصياتها في هذه القضية، ثم يخرج بيان من اللجنة ومن شرعيي الطرفين بالأخذ بتوصيات اللجنة، وماعدا ذلك أخشى أن نكون نرحل المشكلة لما هو أسوء فلنتق الله ولنبادر بالحل”.

وأوصى “المحيسني” المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي “لا تقل كلمة تحبس عليها في القنطرة بين يدي الصراط فيقال لك اخرج مما تكلمت”.

وأعلن 16 فصيلاً عسكرياً ثورياً وقوفهم الكامل عسكرياً وأمنياً ومعنوياً مع حركة أحرار الشام الإسلامية، في مواجهة فصيل جند الأقصى، وقتاله “حتى يخضع لشرع الله”.

وأفاد بيان مشترك وقّع عليه 16 فصيلاً ثورياً، بأنه ثبت أكثر من مرة ضلوع جند الأقصى في عمليات اغتيال ضد قيادات الفصائل، وكشفت التحقيقات مع الخلايا التابعة لتنظيم “داعش” التي تم القبض عليها والتحقيق معها علاقتهم الوثيقة بأطراف وقيادات داخل جند الأقصى، حيث دعموهم لوجستياً وبشريا.

وأشار البيان إلى السلوك الواضح لجند الأقصى في عمله العسكري الذي يهدف إلى عرقلة مسيرة الثورة في سوريا، وتوجيه طعنة جديدة لها كنتيجة لفكر غال.

وأكدت الفصائل الموقعة على البيان وقوفها الكامل عسكرياً وأمنياً ومعنوياً مع حركة أحرار الشام في تصديها لجند الأقصى، وقتاله حتى يخضع لشرع الله والاحتكام لهيئة شرعية يتم الاتفاق عليها بين الفصائل الثورية.

وأضافت بأنها لن تتردد في الزج بقواتها العسكرية لتحقيق الحسم السريع في حال لم يمتثل جند الأقصى، مؤكدة أن ما تواجهه ليس بفتنة وإنما هو ردّ لصيال فئة بغت وظلمت وتحولت إلى بوابة تنذر بخطر كبير وشر مستطير أضحت يلج منها “داعش” إلى أراضي سيطرة الثوار، على حد تعبير البيان.

ووجهت الفصائل رسالة إلى “الشباب المسلم الصادق الغيور في صفوف تنظيم جند الأقصى”، أكدت فيها أن عقيدة الولاء والبراء لا تعقد على تنظيم، ودعتهم ألا يكونوا سبباً في إراقة الدماء.





المصدر