مجلة ألمانية ترفض الصمت إزاء الكارثة السورية بإيقاف “موقعها” لـ “يوم”
8 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
ميكروسيريا – متابعة
في خطوة تضامنية مع حلب السورية، قررت مجلة “شتبرن” الألمانية الجمعة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2016، إيقاف موقعها الإلكتروني عن العمل طيلة يوم والاكتفاء بوضع صور المأساة المستمرة في حلب وباقي المدن والقرى السورية.
المبادرة هي الأولى من نوعها، وتعبر عن موقف أخلاقي اتجاه الكارثة، وقالت هيئة تحرير الموقع في الرسالة التي تظهر على الموقع بعنوان “نصمت اليوم” .
نحن صحفيون، ويجب أن لا نبقى عاجزين عن الكلام. ينبغي علينا أن نكشف ما يحدث، نحلّل، وننقل الأخبار. لكننا كلما أخذنا واجبنا على محمل الجد أكثر، كلما وقفنا عاجزين عن الكلام أمام معاناة الناس في حلب وكامل سوريا. وبدلاً من الإجابات لدينا دائماً المزيد من الأسئلة:
كيف لنا أن ننقل المعاناة اليومية هناك؟!
ما مدى تأثير كل ما ننقله من أخبار؟!
وهل نقلنا ما يكفي حول هذا الموضوع؟
عن السؤال الأخير يجب أن نكون صادقين ونجيب: لا. لا، لم ننقل ما يكفي حول ما يحدث. وهذا الجواب يحيلنا إلى السؤال الأهم التالي: لماذا؟!
هل لأن الأخبار والصور عن مزيد من القتلى لم تعد تهزّنا؟ أم لأن ما يحدث بعيد كفاية عنا كي تتبلّد أحاسيسنا تجاهه؟ هل لأننا وسط متاهة الأخبار والصور الفظيعة نقف خامدين؟ أم لأن هذه الصور لم تعد تحرّكنا، لأننا ربما، عن وعي أو غير وعي، نريد حماية أنفسنا؟! أم لأنه ليس لدينا الوقت الكافي للتعامل مع كل هذا الأمر؟
…. أو لأن سوريا ببساطة لا تثير الاهتمام بما يكفي؟
ربما هو قليل من كل ما سبق.
إننا نخفق يومياً في إدراك حجم المعاناة التي تحدث في سوريا، لأنه أمر لا يمكن إدراكه حرفياً. مع ذلك نحاول مجدداً كل يوم: إنه عملنا.
ونحن اليوم نريد أن نقوم بالأمر بشكل مختلف تماماً، أن نتخلّى عن ردود أفعالنا الصحفية المعهودة. لن نكون صاخبين وسريعين في نقل الأخبار، وإنما صامتون.
Stern.de ستكون صامتة طيلة اليوم بدون أخبار، بدون إعلانات، وبدون أخبار عاجلة، هناك فقط صور من حلب وسوريا، بدون صور صادمة، بدون أطفال مضرّجين بالدماء، وإنما الحزن اليومي لا غير.
هيئة تحرير مجلة شتيرن (Stern)