روسيا ترفض وقف القصف على حلب.. موسكو تزاحم باريس في مشروع بمجلس الأمن حول المدينة المنهكة
8 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
يناقش مجلس الأمن الدولي، اليوم السبت، مشروع قرار فرنسي بشأن وقف القصف الجوي على مدينة حلب شمال سورية، ويعقب التصويت على هذا المشروع تصويت آخر على مسودة قرار روسي يرفض حظر للطيران فوق المدينة التي ترتكب موسكو ونظام الأسد فيها مجازر غير مسبوقة منذ بدء الثورة السورية عام 2011.
وكانت روسيا قد هددت باستخدام “الفيتو” لمنع تمرير القرار الفرنسي وبالتالي إبطاله. وينص القرار الروسي الذي حصلت وكالة الأنباء الفرنسية على نسخة منه الجمعة “على التنفيذ الفوري لوقف الأعمال القتالية، وخصوصا في حلب”، ويدعو جميع الأطراف إلى السماح بإيصال المساعدات الإنسانية.
مناورة روسية
وأعرب السفير البريطاني ماثيو رايكروفت عن رفضه للنص، قائلاً إنه مناورة روسية هدفها “تحويل الانتباه بصورة ساخرة عن ضرورة وقف القصف على حلب”.
وقال دبلوماسي في مجلس الأمن طلب عدم كشف هويته إن القرار الروسي “في شكله يحتوي على العديد من التعابير البناءة المستمدة من قرارات سابقة ومن النص الفرنسي، لكن النقطة الأساسية هي أنه لا يدعو إلى وقف القصف الجوي”.
وأضاف أن “الغالبية العظمى” من أعضاء المجلس يريدون “وقفا فوريا لعمليات القصف المتواصل للمدنيين في حلب”.
وقدم مشروع القرار هذا إلى مجلس الأمن بعدما أشارت موسكو إلى استعدادها لاستخدام الفيتو من أجل منع مشروع قرار قدمته فرنسا.
ويدعو النص الفرنسي إلى وقف إطلاق النار في حلب وفرض حظر للطيران في المدينة بشمال سورية.
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة حول سوريا الجمعة غداة تحذير مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا من أن الأحياء الشرقية لحلب ستدمر بالكامل بحلول نهاية العام إذا ما استمرت الغارات الجوية الروسية والسورية، ودعا مقاتلي “فتح الشام” إلى مغادرة حلب.
ورحبت روسيا في مسودتها بمبادرة المبعوث الأممي، ودعت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تقديم خطة مفصلة يمكن اعتمادها من قبل مجلس الأمن.
ولاقت دعوة دي ميستورا رفضاً واسعاً من المعارضة السورية، إذ قالت الحكومة السورية المؤقتة في بيان لها، اليوم الجمعة، إن المبعوث الأممي “انحاز لرواية العصابة في دمشق والمحتل الروسي وقدم لهم المبررات للاستمرار في عدوانهم”.
وطالبت الحكومة مجلس الأمن بإقالة دي ميستورا وأعلنت إيقاف جميع أشكال التواصل معه.
وأشارت إلى أنه “بدلاً من أن يدين دي ميستورا العدوان بكافة أنواع الأسلحة ومنها المحرمة دولياً على المدنيين (في حلب) والمطالبة بإقافه فوراً باعتباره إرهاباً منظماً، فإنه انحاز لرواية العصابة في دمشق والمحتل الروسي وقدم لهم المبررات للاستمرار في عدوانهم مقايضاً تقديم المساعدات الإنسانية وإخراج الجرحى والمرضى بالاستسلام وإفراغ المدينة من أبنائها”.
[sociallocker] [/sociallocker]