‘ناجٍ من مجزرةٍ أودت بحياة 5 من أقربائه: هذه الانتصارات التي أبدعها (بوتين)’
9 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
يغادر ريف حماة الشمالي ويتّجه شمالاً، يبتعد قليلاً عن بلدته التي أصبحت هدفاً يومياً للطائرات الحربية ومدفعية الميدان الثقيلة، يبحث عن ملاذٍ آمنٍ له ولأسرته في تلك القرية التي نسيتها كتب الجغرافيا، ولا يعلم بأن كلّ قرية وبلدة في سوريا، أصبحت هدفاً للطيران بكافة أشكاله وجنسياته.
(القصابية) كانت وجهة نزوحه، اسمٌ لقريةٍ ربما لم يسمع بها سوى قلة من القاطنين في في الريف الجنوبي لإدلب، وسمع بها أيضاً الطيار الروسي الذي أتاه الأمر بقتل ساكنيها، فكانت المجزرة أواسط كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي 2015، وراح ضحيتها تسعة أشخاص معظمهم نازحون من ريف حماة الشمالي، وعشرات الجرحى، بينهم العديد من ذوي (حميد الشيخ).
“الشيخ”، الذي نجا من المجزرة ولكنه فقد فيها خمسة من ذويه، بقول: استهدفت الغارة الجوية الروسية محلاً لتوزيع الخبز في قرية القصابية في الريف الجنوبي لإدلب، وقتل في هذه الغارة تسعة أشخاص مدنيين من بينهم طفلتي مريم ابنة السنوات التسع، واثنين من أولاد أخي لا تتجاوز أعمارهم العشرة أعوام، بالإضافة إلى أخي وعمّتي، ونازحين آخرين من مدينة حلفايا بريف حماة الشمالي.
وأردف: “كان المنظر رهيباً، وكأنّني في حلم، أخي محمد الشّيخ والذي كان في المحل لحظة الغارة، لم نجد له أثر، وحتى المحل أصبح رمادا، وبينما أنا أركض من هول الانفجار، كنت أمشي على كومة من جثث، وكنت أبحث فيها عن ابنتي وأولاد أخي، كانت ابنتي ترقد بعيداً عنهم بسلام، وبدون حراك، ضممتها إلى صدري، فلم تتحرك، ناديت بأعلى صوتي: مريم… مريم…، ولكن لا مجيب، فقد فارقت الحياة، وحينها انتهت الحياة عندي”.
يتابع “حميد”، والذي يحمل شهادة معهد زراعي، حياته من جديد، وانتقل إلى قرية أخرى في ريف إدلب، وعمل بائعاً جوالاً للأدوات المنزلية على سيارته ذات العجلات الثلاث (الطرطورة الحلفاوية)، هرباً من الواقع، ولكن الحدث مازال حاضراً في عقله وتفكيره، ينتقل من قرية لأخرى يحاول أن ينسى.
عشرات القرى والبلدات في ريف حماة الشمالي تعرضت لغارات جوية روسية، وراح ضحيتها المئات من المدنيين في مناطق مختلفة في مدن اللطامنة وكفرزيتا ومناطق أخرى، كما تسببت الغارات الروسية بدمار كبير في المؤسسات الخدمية ومنازل المدنيين.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]