هل ستشكل أصوات السود بأمريكا فرقاً لفوز كلينتون بانتخابات أمريكا؟

9 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016

7 minutes

تحتاج المرشحة الديموقراطية للبيت الأبيض “هيلاري كلينتون” إلى مشاركة كثيفة من الأقليات وخصوصاً السود من أجل أن تهزم خصمها الجمهوري “دونالد ترامب” في الانتخابات الرئاسية وتصبح أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة.

فهل تنجح في تعبئتهم للمشاركة والإدلاء بأصواتهم في 8 نوفمبر/تشرين الثاني في الولايات التي تشهد منافسة محتدمة مثل كارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وفلوريدا؟

يجيب “سانتي جونز” (37 عاماً)، رجل الأعمال الأسود، متحدثاً أمام ملعب في كارولاينا الشمالية قبل بدء مباراة لكرة القدم، أن “بوسعها تحقيق ذلك، لكن عليها أن تبذل جهوداً أكبر بقليل”.

شهدت الولايات المتحدة منذ العام الماضي سلسلة من الحوادث قتل فيها سود برصاص الشرطة، ما أجج التوترات العرقية في هذا البلد.

واتهم البعض رجل الأعمال الثري “دونالد ترامب” بالمساهمة في تعميق الشقاق من خلال الخطاب الاستفزازي الذي بنى حملته الانتخابية عليه، والسنوات التي قضاها يروج لفكرة أن “باراك أوباما”، أول رئيس أسود للولايات المتحدة، لم يولد على الأراضي الأمريكية، وتقربه من أنصار نظرية تفوق العرق الأبيض.

وحين سئل “ترامب” خلال مناظرته الأولى مع “هيلاري كلينتون”، عما إذا كان من الضروري معالجة الانقسام العرقي في الولايات المتحدة، في أعقاب اضطرابات دامية هزت مدينة شارلوت، رد مؤكداً “إننا بحاجة إلى فرض القانون والنظام في بلادنا”.

وتعتبر كارولاينا الشمالية محورية في جهود “كلينتون” لحشد التأييد التاريخي الذي قدمه السود لـ”باراك أوباما”، وتكرار التجربة لصالحها هذه المرة في الولايات المتأرجحة التي ستحسم نتيجة الانتخابات.

وفاز “أوباما” بفارق ضئيل في كارولاينا الشمالية عام 2008، لكنه عاد وخسر الولاية بعد أربع سنوات. وتكثف “كلينتون” حملتها حالياً لتحويل مسار الولاية لتصب لصالح الحزب الديموقراطي من جديد.

 يشكل السود 12 بالمئة من الناخبين الأمريكيين، وهم يؤيدون “هيلاري كلينتون” بنسبة تقارب 90 بالمئة، بحسب مختلف استطلاعات الرأي. ورغم ذلك، لا يزال العديد منهم يبدون حماسة ضعيفة لها.

وفي مؤشر إلى حجم التحدي الذي تواجهه “كلينتون”، قال “جونز” نفسه إنه رغم تأييده لوزيرة الخارجية السابقة، ليس متأكداً من أنه سيدلي بصوته.

وفي أحد مكاتب حملة “كلينتون” في الشارع التجاري من مدينة شارلوت، كان متطوعون بينهم “أرنيتا ستريكلاند” (56 عاماً) يجرون اتصالات هاتفية لتحفيز الديموقراطيين والناخبين المترددين وحضهم على المشاركة في التصويت.

حين سئلت “ستريكلاند” التي تعمل سكرتيرة طبية، عما إذا كان بوسع “ترامب” أن يفعل أو يقول أي شيء لحملها هي أو سواها من السود على تبديل رأيهم والتصويت له، هزت رأسها نافية.

وقالت: “إن السود ديموقراطيون بمعظمهم. ومهما قال، هم لن يصوتوا له. إننا معتادون على التكاتف في ما بيننا”.

ورغم ذلك، فإن “ستريكلاند” التي تطوعت لـ”أوباما”، أبدت شكوكاً حول ما إذا كانت المشاركة لصالح “كلينتون”: “ستوازي المشاركة لصالح أوباما”.

ولفت الرئيس الشهر الماضي انتباه الأمريكيين السود إلى الأمر، فقال خلال حفل عشاء لمنظمة “مؤتمر السود في الكونغرس” “ليس هناك ما يمكن اعتباره صوتاً لا يحدث فرقاً”.

وقال مستنهضاً تأييد السود لـ”كلينتون”: “بعد أن حققنا مشاركة تاريخية في 2008  و2012، وخصوصاً من مجتمع السود، سوف أعتبر الأمر إهانة شخصية، إهانة لإرثي، إن تهاونت هذه المجموعة وفشلت في تعبئة نفسها في هذه الانتخابات”.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم “كلينتون” بفارق ضئيل في كارولاينا الشمالية، غير أنها قد تحظى بدفع جديد في الأيام المقبلة بعد الفضيحة المدوية التي أثارها تسجيل نشر الجمعة، يسمع فيه “ترامب” يتبجح بكلام فاضح وبذيء بمضايقة النساء والتحرش بهن.

وروى الحلاق “بريندان واتسون” في محل “أندرتون” للحلاقة في شارلوت أنه سجل مع زملائه ألفي ناخب جديد في انتخابات 2008 و2012.

وقال: “أتوقع أن نفعل الأمر نفسه هذه المرة. ألمس حساً بالضرورة الملحة داخل مجموعة السود، سوف تظهر على أرض الواقع”.

غير أنه أقر رغم ذلك بأن كارولاينا الشمالية ستكون معركة “صعبة”.

ويطرح هذا التحدي في ظل تصاعد للتوترات العرقية في الولايات المتحدة، تؤججها حوادث قتل سود بأيدي شرطيين.

وبين مؤيدي “كلينتون” المشاركين في حملة جمع الأصوات لها، أمهات شباب سود قتلوا برصاص الشرطة أو أثناء اعتقالهم في مراكز الشرطة، وقد شكلن مجموعة تعرف بـ”أمهات الحركة”.

ومن بينهن “جينيفا ريدفيل”، والدة “ساندرا بلاند” التي أثار مقتلها أثناء توقيفها في سجن بولاية تكساس حركة احتجاجات.

وقالت “ريدفيل” إن “كلينتون” ربما لا تلهم السود بقدر “أوباما”، لكنها تأمل أن يترجم ولاؤهم للديموقراطيين أصواتاً انتخابية.

وترى “ريدفيل” أن الصعوبات التي تواجهها “كلينتون” في الفوز بأصوات السود ناجمة عن قانون جنائي مثير للجدل وقعه زوجها “بيل كلينتون” حين كان رئيساً.

وقالت “هيلاري كلينتون” في خطاب ألقته عام 1996 إن القانون يستهدف “المجرمين الكواسر”، في تعبير اعتبر العديدون أنه يستهدف الشباب السود.

واعتذرت لاحقاً عن كلامها، غير أن مشاعر الاستياء بقيت قائمة حيال هذا التصريح.

غير أن “ترامب” لا يزال رغم ذلك عاجزاً عن اجتذاب ناخبين من الأقليات. وخلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي عين المرشح رسمياً في يوليو/تموز، حصل على أدنى عدد من المندوبين السود منذ قرن.

ومن بين هؤلاء المندوبين الذين صوتوا لـ”ترامب”، “آدا فيشر”، وهي طبيبة متقاعدة في “سالسبوري”، ومن أعضاء اللجنة الوطنية الجمهورية في كارولاينا الشمالية، وقد أعربت عن ثقتها بفوز المرشح بحوالى 10 بالمئة من أصوات السود تأييداً لرؤيته الاقتصادية للبلاد.

وقالت إنه سيكون ضرباً من “الجنون” أن يؤيد السود “كلينتون”، معتبرة أن الليبراليين يتحملون مسؤولية ظروف الفقر التي تعم مناطق السود.

وقالت “فيشر” (68 عاماً): “الديموقراطيون هم الذين يديرون هذه المناطق، وليس الجمهوريين”.

وقالت أن التربية وإصلاح نظام السجون لطالما كانا من طروحات الجمهوريين سعياً لكسب تأييد السود، أكثر من الإدارات الديموقراطية التي تعمد الى توزيع المساعدات.

وأضافت “سأسأل السود: قولوا لي ما الذي فعله أوباما من أجلنا، عدا عن أن بشرته سوداء؟”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]