شتاء قاسٍ تقابله استعدادات خجولة لأهالي الحولة بريف حمص

9 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016

هيثم الحسن: المصدر

تزداد أوضاع أهالي منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي سوءا يوما بعد يوم بسبب الحصار المفروض على المدينة منذ ما يقارب أربع سنوات، ويزيد الوضع سوءا اقتراب فصل الشتاء الذي يبدوا أنه شتاء أقسى مما عهده أهالي المنطقة طيلة سنوات الحصار التي عاشتها المنطقة، ليس من حيث انخفاض درجات الحرارة وتقلبات المناخ، بل من ناحية تأمين مستلزمات التدفئة التي أصبح تأمينها أشبه بالحلم.

وفي حديث لـ “المصدر” مع الناشط الإعلامي عمرو الحمصي من منطقة الحولة أوضح أن أهالي المنطقة كانت تعتمد على الأشجار التي كانت مزروعة في محيط السد الموجود جنوبي المدينة لكنها الآن استهلكت بشكل كامل ولم يعد أمامهم سوء اللجوء إلى شراء الحطب من شبيحة النظام الذين بالفعل بدؤوا يتعاملون مع تجار المنطقة لإدخال الحطب بأسعار مرتفعة جدا بالمقارنة مع القدرة الشرائية لسكان المنطقة.

عبد الرحمن الحمود رجل أربعيني أحد سكان منطقة الحولة قال بدوره لـ “المصدر”: نحن مقدمون على شتاء قاس لن يرحم صغيرنا ولا كبيرنا وإلى الآن لم نستطع تأمين مستلزمات التدفئة ممثلة بالحطب الذي اعتمدنا عليه طيلة السنوات الماضية بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وذلك نظرا لارتفاع أسعاره بشكل كبير فاق قدرتي على شرائه حيث وصل سعر الطن الواحد الــ 80 ألف ليرة سورية بعد أن كان بحدود الـ 40 ألف ليرة السنة الماضية والآن بدأت بقطع أشجار الزيتون التي أملكها أملا أن تقينا برد الشتاء.

في حين لم يكن تأمين الحطب عند أبي محمد أحد سكان المنطقة، وهو أب لأربعة أطفال، بالأمر الصعب مع توفر النقود ففي حديثه لقد تمكنت من تأمين طن من الحطب مقابل مبلغ يعتبر خياليا بالنسبة لأهالي المنطقة حيث وصل سعره الى 82 ألف ليرة سوريا دون تقطيع ليصل سعره مع تقطيعه إلى أجزاء صغيرة 100 ألف ليرة سورية، واشتكى لـ “المصدر” من غلاء الأسعار وارتفاعها الباهظ متهما تجار المنطقة باستغلال الحصار لكسب الأموال واصفا إياهم بمصاصي الدماء.

واستنكر “أبو عبد الله”، وهو أحد تجار الحطب في منطقة الحولة ما يقال عن استغلاله للأهالي لكسب الأموال، وقال: “وأنا لا أكسب سوى القليل من عملي هذا، حيث أشتري الحطب من شبيحة النظام بأسعار مرتفعة ويتم إدخاله المدينة بعد أن يمر على حواجز قوات النظام التي تحاصر المنطقة والتي بدورها تدخله مقابل مبلغ مالية الأمر الذي يجبرنا على رفع أسعاره حيث تصل تكلفة إدخاله المدينة 74 ألف ليرة سورية أي أن كل ما أتقاضاه يقدر بـ 6 آلاف ليرة سورية وهو مبلغ ضئيل جدا ورغم ذلك يلومني البعض قائلا (شو جايب الحطب من بيت أبوي حتا نزل سعرو)”.

تأمين الحطب كان ولا يزال الشغل الشاغل لأهالي منطقة الحولة مع اقتراب فصل الشتاء لكن الأمر يختلف مع الشاب أبو ياسر أحد سكان بلدة تلدو في منطقة الحولة إذ قال لــ المصدر أنا شاب متزوج وليس لي أولاد أسكن أنا وزوجتي ولدي القدرة على شراء المازوت رغم ارتفاع سعره الذي وصل الــ 400 ليرة سورية للتر الواحد وتمكنت بعد عناء طويل مع تجار المحروقات في المنطقة من تأمين برميل مازوت وهو كاف ليقيني أنا وزوجتي من برودة الشتاء

منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي تخضع لحصار خانق من قبل قوات النظام منذ ما يقارب 4 سنوات ويصل عدد سكانها حاليا الى 75 ألف نسمة تحيط بها القرى الموالية وحواجز النظام من جميع الجهات ويعيش سكانها حياة مأساوية بامتياز تصل لحد الفقر وما دون تمكنت الأمم المتحدة من إدخال عدة قوافل إنسانية لكنها لا تغطي ربع احتياجات المدنيين.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]