‘جند الأقصى والبيعة لفتح الشام.. هل ستنقذه هذه الخطوة مع مواجهة كبرى فصائل المعارضة السورية؟’

10 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016

8 minutes

تسود حالة من الترقب في الشمال السوري، بعد الأزمة الكبيرة التي نشبت بين حركة “أحرار الشام”، وتنظيم “جند الأقصى” الذي تربطه صلات بتنظيم “الدولة الإسلامية” وفقاً لما أقر به أحد أسرى التنظيم في اعترافات أدلى بها بتسجيل مصور بثته “أحرار الشام” في الساعات القليلة الماضية.

واتخذت كبرى فصائل المعارضة السورية قراراً باستئصال التنظيم المتشدد، بعد مواجهات دارت بينه وبين “أحرار الشام” في عدة مناطق بريف إدلب شمال البلاد، وعليه وجد “جند الشام” نفسه في مواجهة قوية وحاسمة ما دفعه، أمس الأحد، إلى إصدار بيان أعلن فيه حل نفسه، والانخراط في جبهة “فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً) والتي وافقت هي بدورها على قبول البيعة، ما أثار مواقف سلبية اتجاهها من المعارضة.

لكن محاولة الالتفاف هذه من قبل “جند الأقصى” والاحتماء بـ”فتح الشام” لم يحظى بقبول كبرى فصائل المعارضة، إذ يبدو أنها عازمة على استئصال التنظيم وفقاً لتصريحات قادة عسكريين كبار في “أحرار الشام” وفصائل أخرى من جهة، ونظراً لاستمرار المواجهات حتى بعد انضمام “الجند” لـ”فتح الشام” من جهة أخرى.

وقال قائد الحركة أبو صالح الطحان في سلسلة من التغريدات نشرها على حسابه في موقع “تويتر” خلال الساعات الماضية: “إلى أهل العلم في الشام سنمضي في طريق هؤلاء فلا تطيلوا علينا ذلك الطريق إذا أردتم تجنيب الساحة مزيداً من الكوارث وكونوا عوناً لإخوانكم”.

ووجه الطحان رسالة إلى مقاتلي “جند الأقصى” الذي قال – إنهم مفترى عليهم من تلك العصابة – وتوجه إليهم بالقول: “من رمى سلاحه وأغلق عليه داره فهو آمن، ومن دخل معتزلاً بيت مجاهد فهو آمن إلا أن يصب دماً حراماً”.

وتتواصل الاشتباكات بين فصائل المعارضة و”جند الأقصى” حتى، اليوم الإثنين، إذ قالت “أحرار الشام” عصر اليوم إنها و”الفصائل المجاهدة الأخرى طردت جند الأقصى من مصيبين وحيش في ريف إدلب”.

من جانبه، يحذوا لواء “صقور الشام” حذو “أحرار الشام” في عزمه على قتال التنظيم، إذ قال المتحدث باسم اللواء مأمون حاج موسى في تصريحات صحفية إن “قرار استئصال تنظيم جند الأقصى لم يخرج من  أحرار الشام فقط، بل جاء بموافقة فصائل الثورة في الشمال وتأييد مشايخها، والمجلس الإسلامي السوري”.

وأشار موسى إلى أن “أحرار الشام” لم توافق على انضمام “جند الأقصى” إلى “فتح الشام” طالما أنهم فصيل أقرب إلى “تنظيم الدولة” وبعض قياداته مرتبطة بالتنظيم و”هذا مؤكد لدى صقور الشام ولدينا تحقيقات مع عناصر منهم”، وفقاً لقول موسى.

وقال موسى في تصريح لـ”السورية نت” إن “بيعة جند الأقصى لفتح الشام لم تقبلها فصائل الثورة بالشمال، والذي حدث إيقاف مؤقت لإطلاق النار ريثما يتم التفاوض على شروط صريحة بتفكيك الجند وعدم حماية مجرميهم، وإلا فالقتال مستمر حتى يتم استئصالهم من مناطقنا وهذا القرار ثوري بامتياز وليس قرار الأحرار “.

ولفت إلى أن مفخخات “جند الأقصى الداعشية بدأت تضرب مقرات الفصائل الثورية في سراقب وسرمين غير عابئة باتفاق إطلاق النار المؤقت، وهذا ما يؤكد بان فكرهم خارجي وارتباطهم داعشي ولا حل معهم سوى التفكيك والاستئصال”.

وانفجرت، اليوم الإثنين، سيارة مفخخة استهدفت حاجزاً لحركة “أحرار الشام” الإسلامية في سراقب بريف إدلب، وفقاً لما ذكره أحمد قره علي، المتحدث الرسمي باسم الحركة.

موقف موحد

وكانت 8 فصائل وقعت على بيان أول أمس، ألزمت فيها تنظيم “جند الأقصى” بعدة شروط، وأعلنت فيه أنها في حالة حرب مفتوحة مع “تنظيم الدولة”، مشيرةً إلى ضرورة أن يصدر “الجند” بياناً يعلنون فيه اعتبارهم لـ”تنظيم الدولة” “خوارج وخونة للدين والشعب”.

ومن بين الشروط الأخرى، رفض سياسة “الجند” في تكفير الفصائل، وتوقف “الجند” أيضاً عن منع فصائل الثورة من الوصول لجبهات حماه بسلاحهم وأن يكون للتنظيم مناطق نفوذ خاصة به.

وطالبت الفصائل أيضاً من “الجند” التسليم الفوري لكل المتورطين في خلايا “تنظيم الدولة”، وتسليم المتورطين بتصفية الأسرى، وعرض كافة قضايا المظالم والدماء بين فصائل المعارضة و”الجند” لحكمة شرعية.

وحذرت الفصائل من أن عدم التزام “جند الأقصى” بهذه الشروط، سيدفعها إلى مواصلة قتاله  واستئصاله.

ووقع على البيان كل من: جيش الإسلام، وأحرار الشام، ولواء صقور الشام، وتجمع فاستقم، وجيش المجاهدين، وحركة نور الدين الزنكي، وفيلق الشام، والجبهة الشامية”.

وقال مكتب التواصل في “جيش الإسلام” في تصريح لـ”السورية نت”، اليوم الإثنين، إن “الفصائل (وهو من بينهم) ما تزال ملتزمة في البيان ما لم يتم إصدار بيان منافي”.

وأضاف: “نحن ملتزمون مع الفصائل، لكن القضية بين أحرار الشام وجند الأقصى، وموقف جيش الإسلام وباقي الفصائل كان واضحاً من البداية بإيقاف الظالم عن ظلمه الداعم للأحرار”. 

اشتباكات

ويوم الجمعة الماضي، اندلعت اشتباكات بين “أحرار الشام” و”جند الأقصى” في جبل الزاوية بريف إدلب، وقالت “أحرار الشام” إن تنظيم “جند الأقصى” يحمي خلايا تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وأمهلته 24 ساعة من أجل إطلاق سراح أحد عناصر الحركة المحتجزين في سجون التنظيم.

وأشارت في بيان لها إلى أن عناصر من “جند الأقصى” اعتقلوا أحد عناصرها في مدينة سراقب بريف إدلب، وأطلقوا النار على أخيه وزوجته، وذلك بعد يومين من ضبط الحركة خلية مرتبطة بالرقة معقل “تنظيم الدولة” في سورية.

“جند الأقصى” أقر بمسؤوليته عن العملية، وطالبها بالإفراج عن أمنيين تابعين لـ”تنظيم الدولة” مقابل إطلاق سراح القيادي المعتقل من “أحرار الشام”، وقالت الأخيرة في بيانها: “إن وجود خلايا أمنية مرتبطة بالدواعش وتحت حماية جند الأقصى ليس بالأمر الجديد (…) وكذلك الاعتداء على أحرار الشام وبقية الفصائل وتكفيرها من عناصر الجند أصبح أمراً متكرراً”.

وزاد التوتر بين الفصيلين، بعدما قتل “جند الأقصى” مساء السبت الفائت القيادي العسكري في “أحرار الشام” محمد الدبوس، وهو قائد لواء “المهاجرين والأنصار”، بعد نصب كمين له ولاثنين من مرافقيه وإهداهم رمياً بالرصاص في بلدة حزارين بريف إدلب.

واتهمت “أحرار الشام” “جند الأقصى” بسرقة أثار كانت متواجدة داخل متحف إدلب الوطني بعد سيطرة المعارضة على المدينة العام الماضي.

ونشر لواء “التمكين” التابع للحركة صوراً تظهر صناديق بداخلها أحجاراً وقطع آثرية قال “إنها وجدت داخل إحدى مقرات جند الأقصى أثناء سيطرة عناصر من اللواء على المقر، عقب الاقتتال الدائر بين الطرفين”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]