صالون (الكواكبي) يختتم ملتقاه الأول بالتأكيد على أهمية الحوار والاعتراف بالآخر


صبحي فرنجية

أنهى صالون (الكواكبي) للحوار حول قضايا الدين والدولة والسياسة، أمس الأحد، ملتقاه الحواري الأول، والذي عُقد في مدينة اسطنبول التركية على مدار اليومين الماضيين، بحضور مجموعة من الباحثين والمتخصصين في الشؤون السياسية والدينية والفكرية، حيث بُحثت قضايا رئيسة، تمس مستقبل سورية، وهوية الدولة السورية المستقبلية، والعلاقة بين الدين والدولة.
واتسم اللقاء الأول لصالون (الكواكبي) الذي يعدّ أحد مشروعات مركز (حرمون) للدراسات المعاصرة، بجدية الحضور، واضعين نصب أعينهم مستقبل سورية، من خلال تحليل الحدث، ورصد المواقف تجاه مستقبل البلاد، محاولين الوقوف عند أبرز التحديات التي تواجهه، في ظل الاحتراب الحاصل على الأرض. كما بحث الحاضرون تطلعات القوى ذات المرجعيتين: الإسلامية والوضعية، من الصراع السوري ومآلاته، مُركزين على إمكانية جَسر الهوة التي تفصل بين التيارات الإسلامية والعلمانية وغيرها.
وأبرز المحاور التي وضعها اللقاء على طاولة الحوار الموضوعي هي: الحوار النقدي بين القوى المختلفة أيديولوجيًا، هوية الدولة السورية الجديدة، والعلاقة بين الدين والدولة من وجهة نظر المرجعيتين: الإسلامية والوضعية، إنتاج السلطة وتداولها ومرجعياتها، الدستور والقانون والقضاء من وجهة نظر المرجعيتين، قيم المواطنة، الحريات العامة ومرجعياتها، المرأة وحقوقها ودورها، إرهاب الدولة وازدواجية المعايير، الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين: معوقاته وسبل تجاوزها، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة.
وقال د. جمال طحان لـ (جيرون): “يسعدني أن يكون هناك صالون لعبد الرحمن الكواكبي الذي اشتغلت عليه كثيرًا، والذي يُمكن أن يجتمع عليه السوريون، وخلال هذين اليومين قُدمت أوراق مهمة، وأُلحقت بها نقاشات في غاية الأهمية بين تيارات مختلفة، سواء أكان ذلك على الصعيد السياسي أم على الصعيد المذهبي أم العرقي، وكان هناك تقارب أوضح أن السوريين همهم واحد، هو البحث عن الحرية والكرامة”.
وأضاف: “كانت هناك تقاربات كثيرة، على الرغم من اختلاف وجهات النظر، لكن الإجماع كان أكبر بكثير، وتمّ الاتفاق على استمرار مثل هذه الحوارات؛ من أجل أن يتم التقارب الفكري بين فئات السوريين جميعًا، ومن أجل أن يتم نقل هذه الأفكار إلى الآخرين الذين لم يحضروا مثل هذه اللقاءات المهمة؛ كي يعلموا أن السوريين همهم واحد، تاريخهم واحد، ومستقبلهم واحد”.
من جهته قال بهنان يامين لـ (جيرون): “هذه الحوارات التي تمت لها طابع مهم جدًا؛ لأنها بداية حوارات، كان من المفترض أن تتم منذ زمن، والحوار يجب أن يعترف بالآخر، وإذا لم يعترف به فلا معنى له”.
وأضاف: “المشكلة أن هناك تخندق، كل شخص يتخندق وراء أفكاره ومواقفه، وهذا ليس مقبولًا، ويمكن عدّ هذه اللقاءات بدايات، وكل موضوع من الموضوعات التي قدمت، والحوارات التي جرت، بحاجة إلى حوار على مدى أيام متواصلة، لكن كبداية أعتقد أن ما قمنا به أمر جيد”.
وختم الحاضرون يومهم الثاني من اللقاءات، باستعراض مصفوفة المعلومات التي تم التطرق لها خلال النقاشات التي جرت، وقاموا -أيضًا- بوضع الملاحظات حول الموضوعات التي تحتاج مزيدًا من الحوار، وحول سبل الحوار المقترحة وآليات تنظيمها.
كما أجمع الحاضرون على ضرورة استمرار هذه اللقاءات؛ من أجل سبرٍ أكبر وأكثر دقة للموضوعات المطروحة، على أمل أن يخرجوا -في نهايته- بأوراق توافقية، تُسهم في رسم معالم الطريق الجديدة لسورية بعد سنوات من النضال والثورة؛ لنيل الكرامة والحرية.
وشارك في أعمال هذا اللقاء الحواري مجموعة من الباحثين والمختصين والمفكرين الإسلاميين والسياسيين السوريين، من بينهم: سمير سيعفان، سلام الكواكبي، أحمد السعدي، نادر جبلي، أحمد طعمة، علاء الدين جنكو، يحيى العريضي، فداء المجذوب، بهنان يامين، محمود الحمزة، محمد جمال الطحان، عبد الله تركماني ومناف الحمد.




المصدر