14 ألف كتاباً أنقذت من البراميل… ولم تسلم من (التعفيش) في داريا


unnamed

وليد الأشقر: المصدر

أمضى شبانٌ من داريا سنواتٍ وهم يجمعون في كتبها، وينقذوها من تحت الرّكام والبراميل المتفجرة، ليؤسسوا مكتبة داريا السرّية، بإرثٍ حضاريّ ضمّ أكثر من 14 ألف كتاب، باتت جميعها صيداً لـ (المعفّشين) الذين احتلوا المدينة بعد تهجير أهلها.

صورٌ صادمةٌ لمؤسسي المكتبة ولكل من سمع بها وعرف المجهود العظيم الذي بذلوه لإنقاذ هذا الكنز العلمي، ظهرت أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، فالكتب في زمان “المعفّشين” باتت مرميةً في سيارة “السوزوكي” وربما مصيرها لن يعدو أن تكون سوى وقوداً لمدافئ الشبيحة الذين سرقوها.

مكتبة داريا استهلكت جهود ما يقارب من 25 شاباً من أبناء المدينة طيلة سنوات الحصار الأربع الماضية، ولم يكشفوها للعلن سوى قبل أشهر قليلة من استباحة النظام للمدينة التي تفاخرت بصمودها.

وفي أحد التقارير الإعلامية التي سلطت الضوء على المكتبة في نيسان/أبريل الماضي، يقول أنس أحمد، وهو طالب سابق في كلية الهندسة المدنية، وهو أحد مؤسسي المكتبة، “رأينا أنه من الحيوي أن نؤسس مكتبة جديدة لنتابع تعليمنا، ووضعنا الكتب في القبو كي نكون بمأمن من القصف والقذائف التي تنهال على داريا”.

ومنذ بدء الحصار على مدينة داريا من قبل قوات النظام قبل أربعة أعوام مضت، جمع أنس ورفاقه المتطوعين ممن تركوا دراستهم بسبب الحرب، أكثر من 14 ألف كتاب تقريبا، عن كل موضوع قد يخطر في البال.

وفي نفس الفترة، قتل أكثر من 2000 شخصا في داريا معظمهم مدنيون، إلا أن هذا لم يوقف أنس ورفاقه من أن يجوبوا الشوارع المدمرة للبحث عن كتب لرفوف مكتبتهم.

يقول أنس: “في أغلب الأحيان نحصل على الكتب من البيوت التي دمرت بفعل القصف، ومعظم هذه الأماكن قريبة من خط النار، لذا فإن جمعهم خطير للغاية”.

ويتابع: “علينا أن نراوغ القناص بالاختباء خلف الدمار، وأن نكون حذرين جدا لأن القناص يلاحقنا بمنظاره، متوقعا الخطوة التالية التي سنقوم بها”. وجراء خشيتهم من استهداف المكتبة من قبل قوات النظام كان موقع المكتبة سرياً.

14570461_1156530464427867_1354111427976390143_n





المصدر