الأساتذة يزجّون على جبهات القتال وجامعات النظام تستجدي المدرسين
11 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
رصد: المصدر
تعيش الجامعات التابعة لحكومة النظام أزمة كبيرة نتيجة نقص الكوادر التدريسية، مع هجرة أغلبها، وإرغام عدد كبير من المدرسين على الالتحاق بميليشيات النظام، لتأدية الخدمة الاحتياطية.
ويشير موقع (صرخة) إلى أن محاولات مجلس وزراء نظام بشار الأسد لتشجيع المدرسين الجامعيين، الذين خرجوا من سوريا، على العودة، مع تسوية أوضاعهم، أثارت حفيظة الموالين، واعتبروها ظلماً بحق أصحاب الشهادات العليا منهم.
وما يزال النظام يرفض تسريح من كان يخضع لخدمة العلم منهم، كما تم استبعاد عدد لا بأس به من حملة شهادة الدكتوراه من التعليم لأسباب سياسية.
تسوية أوضاع وتذمّر
أصدر مجلس الوزراء في حكومة الأسد بتاريخ 29 / 9/ 2016 قراراً بتسوية أوضاع الهيئة التدريسية الجامعية، ممن خرجوا من مناطق سيطرة النظام، أو سافروا إلى الخارج، واعتبارهم بمثابة المستقيلين أو المجازين، حسب فترة غيابهم، مع استعداد الحكومة لإعادتهم إلى عملهم حين عودتهم، دون الملاحقة قضائياً أو أمنياً، مع التعهد بأن يؤدي المتخلفون عن الخدمة العسكرية الإلزامية فترة خدمتهم في الجامعة التي يدرّسون بها.
واعتبر الكثير من موالي النظام هذا القرار مجحفاً، وجاء في صفحة “سوريا فساد في زمن الإصلاح” في “فيسبوك”: “من بقي في البلد من حملة شهادة الدكتوراه في وزارات الدولة، أو يخدم بلده في الجيش العربي السوري فلا أحقية له بالتدريس بالجامعة. الفكرة انو الدكاترة اللي سافروا يسووا وضعهم ويرجعوا للتدريس بالجامعة، وفي حملة شهادة دكتوراه بوزارات الدولة وفي بالجيش صار لهم من بداية الأزمة وما بيستفيدوا منهم بالتدريس بالجامعات بناء على تعميم رئيس مجلس الوزراء رقم 213/15 تاريخ17/5/2015. ليش الدكاتره اللي ظلوا بالبلد بالأزمة ما بيعطوهم فرصة يدرسوا بالجامعات، وبعدين يسووا وضع اللي تركوا البلد بعز الازمة وسافروا”.
وعلق على ذلك “لؤي غانم” بقوله: “سيعود من ترك البلاد معززاً مكرماً كالعادة”، بينما نسب “مجد زكي” ذلك للمقاييس المقلوبة.
هجرة واحتفاظ واحتياط
هذا وتعاني الجامعات التابعة للنظام، كجامعة دمشق، وحلب، وحمص، وتشرين، وطرطوس، نقصاً كبيراً في الكوادر التدريسية، نتيجة سفر العديد من أعضاء الهيئة التعليمية خارج القطر، في الوقت الذي تمتنع فيه وزارة الدفاع عن تسريح المدرسين الذي كانوا يؤدون خدمة العلم، منذ بداية الثورة السورية في البلاد.
وقد جاء في صفحة الدكتور “شادي كشكة”: “فساد لا مثيل له، أنا دكتور مهندس موفد سابقاً ورجعت، ولهم ثلاث سنوات ونصف محتفظين بي بالجيش، ولا يسرحونني، لأنني موفد وزارة، ولست موفد تعليم عالي، رفاقي لم يعودوا، والآن يريدون تسوية الأوضاع لهم، مهزلة وظلم، شيء يدفعك لكره الوطن والمسؤولين فيه”.
وقُتل عدد من المدرسين الجامعيين، أثناء المعارك العسكرية، التي خاضوها على الجبهات ضد الثوار.
ورغم النقص الحاصل في كوادر التدريس، فوزارة الدفاع ما تزال تستدعي من تبقى منهم لأداء الخدمة الاحتياطية، ولا تسمح لمن تستدعيهم، أو تحتفظ بهم، بالعودة، والتدريس بجامعاتهم، خشية انشقاقهم، وهروبهم إلى دول الجوار، أو أوروبا.
وسرّحت الجامعات عدداً من كوادرها، تنفيذاً لتعليمات الجهات الأمنية، بناء على شكوك حول مواقفهم السياسية، وعدم تأييدهم لنظام الأسد، وسياسة القتل التي ينتهجها.
كما اعتقلت الفروع الأمنية كل من تشك بمواقفه، من أصحاب الشهادات العليا، لتزج بهم في غياهب سجونها، واستشهد بعضهم تحت التعذيب، حسب منظمات حقوقية.
وتعاني الجامعات في سنوات الثورة خصوصاً من انحطاطٍ غير مسبوق في المستوى التعليمي والأخلاقي وسيطرة المدرسين المصنفين كـ (شبيحة) عليها، فلا تزال فضيحة الدكتور علي بركات، مدرس مادة الثقافة القومية، في آداب دمشق، حاضرة في أذهان طلبة الجامعة، وكيف عاد إلى الجامعة باستقبالٍ حافلٍ بعد فضيحة ابتزاز جنسي لطالباته.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]