تصعيدٌ عسكريُّ للشهر الثاني بين ريفي درعا والسويداء
11 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
إياس العمر: المصدر
منذ مطلع شهر أيلول/سبتمبر الماضي بدأت قوات النظام وميلشياته في محافظة السويداء تصعيداً غير مسبوق باتجاه مدن وبلدات الريف الشرقي في محافظة درعا، تمثل بتسلل مجموعة من العناصر التابعين لقوات النظام إلى مناطق سيطرة الثوار وزراعة العبوات الناسفة، حيث تسببت بمقتل عدد من المدنيين والثوار.
ومنذ يوم الجمعة الماضي 8 تشرين الأول/أكتوبر، صعدت قوات النظام من حملتها باتجاه مدن وبلدات ريف درعا الشرقي، فلم تعد تقتصر على زراعة العبوات الناسفة، بل أقدمت قوات النظام على استهداف مدن وبلدات ريف درعا الشرقي براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية، وردت تشكيلات الثوار على قصف قوات النظام باستهداف مواقع قوات النظام بريف السويداء الغربي وهي (مطار الثعلة – حاجز سكاكا – بلدة الدارة).
وقال قائد المجلس العسكري الأسبق في محافظة السويداء العقيد مروان الحمد لـ “المصدر”: “لقد تم الإعلان من قبل بعض فصائل الثوار عن معركة (وشدوا الوثاق)، والتي تهدف إلى تحرير أهداف عسكرية في المنطقة الشرقية من ريف درعا، ونتيجة لذلك بدأ الثوار بشن هجمات نارية بالقذائف على مواقع عدة للنظام بهدف تشتيت نيرانه، لكن سقطت أربعة قذائف على بلدة الثعلة في ريف السويداء الغربي، وبسببها حدث توتر في الجو بين الأهل في المحافظتين، وكلنا ضد ضرب المدنيين في أي منطقة كانت، وكلنا ثقة بأن الثوار حريصون على المدنيين حرصاً كبيراً ولديهم أيضاً من الحرص على الوحدة الوطنية ما يكفي لوأد أي فتنة”.
وعن عمليات زرع العبوات في مناطق سيطرة الثوار بريف درعا الشرقي، قال الحمد إن زرع العبوات الناسفة وعمليات الاغتيال التي حدثت مؤخراً هي جرائم لا يقوم بها إلا النظام أو أعوانه من العملاء له مباشرة أو من أصحاب الأجندات التي لا تخدم في النهاية سوى النظام، وأعداء الوطن، فهي إضافة إلى تكبيد الثورة خسائر بالأرواح من المدنيين والثوار والقادة، أيضاً تبث الفتنة في صفوف الأهل وتبث الفرقة بين أبناء البيت الواحد، لذلك نتائجها خطيرة للغاية وعلى الثوار تعزيز الاحتياطات الأمنية في المناطق المحررة، والعمل الجاد على اكتشاف الاختراقات، وإدراك أن هذا النظام جنّد الكثير من عملائه لاختراق صفوف الثوار.
وأشار إلى أن النظام من خلال أعماله هذه زرع العبوات يعمل على خطين، الأول تخويف أهالي محافظة السويداء من المجهول، فمن خلال أعماله يحاول بث إشاعاته ليثير الخوف في القلوب، وإن تم له ما أراد يبقى السكان تحت رحمته من جهة ويخلق فتنة بينهم وبين إخوتهم في الوطن من جهة أخرى، على حد تعبيره.
وأردف بأن الخط الثاني يعمل النظام في مناطق سيطرة الثوار على بث الفتنة بين الفصائل الثورية ليتيح من خلالها لقواته إعادة التموضع واختراق الثغرات التي يحدثها الاقتتال الذي يخطط له، وأكد “في سوريا رجال ثوريون صادقون أبطال سيحبطون كل خطط النظام وأفكاره الخبيثة، ومهما طالت وازدادت انتكاسات الثورة فسيأتي اليوم الذي يتم الإعلان فيه عن سوريا محررة من رجس هذا النظام ومن قلب دمشق إن شاء الله”.
وبدوره قال الناشط خالد القضماني لـ “المصدر” إن استهداف قوات النظام كان يرمي لزراعة الفتنة بين محافظتي السويداء ودرعا، فنتيجة العبوات الناسفة قتل مدنيون من محافظتي درعا والسويداء، وكانت آخر عملية في 7 أيلول/سبتمبر الماضي، حين انفجرت عبوة ناسفة بسيارة على طريق الحج غرب السويداء، مما تسبب بمقتل رجل مسن يدعى (عصام العقباني)، وإصابة ابنه بجروح خطيرة.
وأضاف بأن الأهالي في بلدة المزرعة مسقط رأس المسن القتيل، وجهوا أصابع الاتهام لقوات النظام والميلشيات الموالية له، فقوات النظام كانت في 22 أيلول/سبتمبر الماضي قد تبنت عملية تفجير أسفرت عن مقتل الشاب (أيسر حسان) غربي بلدة عرى بريف السويداء الغربي.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]