معركة “عاشوراء الساحل” .. من أطلقها فجأة، ولماذا توقفت؟


محمد عبد الرحمن – ميكروسيريا

مع غروب شمس الأمس كان ثوار الساحل السوري قد أعلنوا انطلاق معركة جديدة سميت معركة عاشوراء وجاء الاسم نتيجة التوقيت الزمني للمعركة المرافق لليلة عاشوراء ..

ومع اندلاع المعركة تقدم الثوار في كل الجبهات التي أشعلوها  نحو نقاط إستراتيجية تمكنهم من إتمام التقدم في قرى وبلدات جبل الأكراد ..
هدف المعركة كما أعلن عنها ثوارها  تحرير القرى والبلدات التي سيطر عليها النظام، منذ التدخل الروسي العسكري المباشر فترة وتشمل أجزاء واسعة من جبلي الأكراد والتركمان وصولاً إلى الشريط الحدودي مع تركيا   وخاصة سلمى وكنسبا في جبل الأكراد وبلدة ربيعة في جبل التركمان .
كان التقدم سريعاً , خسر النظام مع بداية المعركة خطوط دفاعاته الأولى التي انهارت تحت القصف المدفعي المكثف من قبل الثوار وتم اقتحام عدة نقاط مهمة كتلة رشّا وقريتها وتلة الملك وقرية نحشّبا وتلة الدبابات والمقناص في الجبهة الشرقية من جبل الأكراد لتتوقف المعركة فجأة دون أسباب معروفة ويتم الانسحاب  من تلك النقاط مع بزوغ فجر اليوم ليعود الثوار الى خطوط دفاعاتهم السابقة يحملون معهم أجساد شهدائهم الذين قضوا في تلك المعركة .
ولطالما كانت جبهة الساحل ومنذ بداية الثورة منطقة حساسة في الصراع “النظام”، وإحدى  أهم الجبهات التي حاول الأسد وحلفاؤه السيطرة عليها وتمكين تواجدهم فيها ومحاولة إيجاد تفاهمات دولية بخصوصها .

ومع تغير الظرف الدولي وخاصة بعد جلسات مجلس الأمن الأخيرة وتوتر الأوضاع بين أمريكا وأوروبا من جهة وروسيا وحلفاء الأسد من جهة أخرى، اعتقد الثوار أنها الفرصة سانحة للتقدم في تلك الجبهة وتحقيق مكاسب جديدة ولكن يبدو أن الأوامر الدولية دائماً تفرض شروطها على الواقع السوري الُمرتهن للممول العسكري ..فمن كان وراء إيقاف تلك المعركة؟

  يرى البعض أن المعركة لم تكن سوى محاولة لخلط الأوراق والتغطية على مشروع المصالحة بين الأحرار وجند الأقصى، بعد سلسلة المعارك التي دارت بينهما وشلال الدم الذي سفك اثر ذلك الخلاف ..بينما يرى آخرون أن وجود بوتين خلال مؤتمر الطاقة المنعقد في اسطنبول كان له الدور الأكبر في إيقاف المعركة .
وبين تلك التحليلات وسواها تبقى حقيقة واحدة أن ثوار الساحل قدموا قرابين في ليلة عاشوراء للنظام بعد توريطهم في معركة حكمت الدول الكبرى عليها، حتى قبل انطلاقها بالفشل.