“المجموعة السورية للاستشارات الطبية والدوائية”.. عيادة للسوريين على “فيسبوك”


وفرت مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الفرص لخلق طرق بديلة أمام اللاجئين السوريين في تركيا للتعايش مع الواقع المتردي في ظل الظروف الصعبة الاقتصادية والاجتماعية التي يمرون بها، وعدا عن استخدامها التقليدي من قبلهم، كوسيلة للتواصل الاجتماعي والأسري والإخباري، أتاحت لهم الحصول جزئياً على الكثير من الخدمات والشؤون اليومية التي يحتاجونها، وعلى رأسها الخدمة الصحية.

لم تقلق نجلاء جمول على شيء من قبل، كما حدث معها مؤخراً بعد مرض رضيعتها الصغيرة، وعلى إثر ذلك لم تترك معلمة المدرسة مرفقاً طبياً في مدينة كيلس الحدودية التركية إلا وقصدته، أملاً في شفاء رضيعتها من حالة الإقياء المستفحل.
بعد يأسها من شفاء رضيعتها، نصحتها صديقتها بالسؤال عن دواء لها في المجموعات الطبية السورية على موقع “فيسبوك”. “فور سماعي نصيحتها، بدأت البحث عن المجموعة، إلى أن اهتديت إلى “المجموعة السورية للاستشارية الطبية” كما قالت صديقتي”.

تضيف جمول لـ”صدى الشام”: “لم أتوقع سرعة الرد منهم، فحينها كانت الأسئلة تنهال بشكل كبير على المجموعة، لكن لم تمض دقائق، حتى بدأ الطبيب يستفسر عن حالة رضيعتي، إلى أن نصحني بتغيير نوعية الحليب الصناعي، ووصف لي حبوباً أيضاً”.

تتابع: “على الفور توجهت للصيدلية، وأحضرت الدواء والنوع المطلوب من الحليب، ومنذ ذلك الحين شفيت ابنتي تماماً من حالة الإقياء الشديد، التي عجزت عنها المشافي التركية”، وتستدرك “لولا هذه المجموعة لكنت لازلت قلقة على رضيعتي، وصارت متابعتها عادة يومية في وقت الفراغ”.

مثل جمول، يعاني كثير من اللاجئين السوريين قبل الحصول على الخدمة الطبية في تركيا لأسباب متعددة، من أهمها ضعف التواصل مع الأطباء بسبب اللغة، والازدحام في المشافي العامة، واختلاف المدرسة الطبية التركية عن قرينتها السورية في كثير من الجوانب، ما يدفع بهم إلى البحث عن حلول بديلة “ترقيعية”، من بينها “العلاج عن بعد”.

وفي هذا الخصوص يتحدث الصيدلي جهاد زين الدين، مؤسس “المجموعة السورية للاستشارات الطبية” على “فيسبوك”، عن السبب الذي دفع به إلى العمل على هذه المنصة الإلكترونية، التي تلقى رواجاً ومتابعة من اللاجئين السوريين في تركيا، قائلاً: “إن العائق الذي تفرضه اللغة بين السوري والطبيب أو الصيدلي التركي، يؤدي بالغالب إلى نتائج عكسية، ولذلك نحن هنا نقدم خدمة مجانية للسوريين، ولا غاية لنا غير ذلك، لأنه واجبنا الإنساني تجاه أبناء بلدنا”.

وعن الآلية المتبعة في تقديم الاستشارة الطبية يوضح: “بعد وصول التساؤل، نحاول قدر الإمكان طرح الأسئلة للتعرف على حيثية الحالة الطبية، وبعدها يتم الإجابة على ضوء ذلك. لكن وفي حال كانت الحالة المرضية تستدعي تشخيصاً مباشراً، فحينها ننصح بالتوجه إلى الطبيب بشكل شخصي”.

ويتابع زين الدين في حديثه لـ”صدى الشام”: “يشرف على المجموعة عدة أطباء وصيادلة، يغطون غالبية الاختصاصات، ويحاولون قدر المستطاع الرد على كل الاستفسارات والاستشارات التي تصل للمجموعة، بالرغم من كثرتها”.

الطبيب مصطفى لولك، وهو عضو في المجموعة، بدوره، يرى أنه ونتيجة للوضع السوري الراهن، فإنه لا بديل عن “العلاج عن بعد”، وذلك  “على الرغم من المخاطر المرتفعة الناجمة عن هذه الطريقة”.

وخلال حديثه لـ”صدى الشام”، يشدد لولك، الطبيب المقيم في مدينة غازي عينتاب التركية: “أنا شخصياً ضد العلاج عن بعد، ولا أستخدم هذه الطريقة مع المرضى إلا في حالات محدودة. لكن وفي الوقت ذاته، هي طريقة ناجعة في بعض المواطن، وخصوصاً عند الاستفسار عن طرق استخدام الدواء التركي”.

وبحسب مشاهدات “صدى الشام”، فإن السؤال “لماذا يستخدم هذا الدواء” مصحوباً بصورة الدواء، هو الأكثر تكراراً من رواد هذه المجموعة. ويوضح لولك ذلك قائلاً: “تختلف أسماء الدواء التركي عن السوري بشكل كبير، وتقف اللغة التركية في وجه من لا يتحدث بها حاجزاً أمام معرفة طريقة الاستخدام الصحيحة، من هنا نجد أن هذا السؤال هو الأكثر شيوعاً”.

وبالرغم مما سبق، يأمل القائمون على المجموعة أن ينضم أطباء جدد للمجموعة، لضمان تقديم الخدمة، ولتغطية كل الاختصاصات، وصولاً إلى ضمان استمرار نجاح عمل المجموعة “التطوعية”.



صدى الشام