هل اتفق بوتين وأردوغان على تقاسم مناطق النفوذ في سورية؟


ميكروسيريا – متابعة

تناولت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية لقاء الرئيسين الروسي والتركي؛  خلال المؤتمر “23” للطاقة في اسطنبول ، مشيرة إلى أن الطرفين يلتزمان بمبدأ فصل المسؤوليات في سورية.

ونقلت الصحيفة عن “خبراء” استبعادهم تشكيل تحالف عسكري متكامل بين البلدين، مرجحين الاتفاق على تحديد مناطق النفوذ. رغم ما أشار إليه وزير خارجية تركيا مولود تشاوش أوغلو في وقت سابق، عن إمكان قيام روسيا وتركيا بعمليات مشتركة ضد “داعش”. و ترحيب موسكو بهذا المقترح، دون القيام  بأي عملية مشتركة في هذا المجال حتى الآن.

الصحيفة أشارت، إلى الاختلاف بين مواقف أنقرة وموسكو في سورية، حيث لا تزال الأولى قلقة من تعزيز الوحدات الكردية، ميلشيا “سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردي” لمواقعها قرب الحدود التركية، في حين تشعر الثانية بالقلق على قدرات “نظام الأسد” الذي تراهن عليه، خاصة بعد الخلافات المفاجئة مع إيران بشأن استخدام القاعدة العسكرية. بحسب الصحيفة، التي رأت بأن روسيا وتركيا متفقتان على محاربة “داعش”، وهما لا تستطيعان تجاهل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.

بدوره، المحلل السياسي التركي، الأستاذ في جامعة الاقتصاد والتكنولوجيا في أنقرة طغرل إسماعيل، أفاد للصحيفة بأنه من غير المحتمل  أن يؤثر تفاقم العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة على موقف تركيا في سورية. ذلك أنها  تتصرف  هناك بحذر، وتأخذ بالاعتبار مصالح الولايات المتحدة والدول الأخرى. كما أن حادثة إسقاط الطائرة الروسية، ستدفع الجانبين إلى الخروج باستنتاجات معينة.

ووفق رأي “المحلل التركي”، أن تسوية الأزمة الروسية–التركية، مكن  أنقرة من إطلاع موسكو على مغزى سياستها في سورية، معرباً عن اعتقاده بتطابق  وجهات نظر موسكو وأنقرة في العديد من النقاط إلى درجة “إن الوجود الروسي في المنطقة لا يُقلق تركيا، وإن المجتمع التركي يرى في الوجود الروسي في سورية عنصر توازن. والمهم هنا أن يأخذ كل جانب مصالح الجانب الآخر بالاعتبار. وقد ظهر في الأشهر الأخيرة فهم متبادل بين الجانبين، مشيراً إلى قلق المجتمع والحكومة التركية من تطورات الأوضاع في حلب، لكنه رأى أن المجتمع الدولي سيلعب دوره في هذا المجال، منوهاً إلى أن السبب في تنامي قوة “داعش” في المنطقة، هو أن الوضع الجيوسياسي  الذي  تغير لمصلحة الشيعة، ما أثار استياء أهل السنة. ولكي تسوى المشكلة ويحل السلام يجب منح السنة في المنطقة قوة سياسية معينة مع ملحقات الطاقة، بحسب رأيه. كما استعرضت الصحيفة، في سياق تناولها “للتوجهات” التركية الجديدة، ما صرح به رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم  لوكالة “سبوتنيك” الروسية قبيل لقاء الرئيسين بوتين وأردوغان، وأشار فيه إلى أن بلاده تريد توحيد اللاعبين الدوليين في سياق الأزمة السورية، حيث “يكمن دور تركيا في توحيد روسيا والولايات المتحدة وإيران، وقد تنضم المملكة السعودية إلى هذه العملية أيضا.  وبهذا الشكل يتوقف نزيف الدم في المنطقة وسقوط الضحايا البريئة. ونحن نبذل جهودنا من أجل التوصل إلى هذا الهدف”

من جانبه، يعتقد رئيس مركز سان بطرسبورغ لدراسات الشرق الأوسط المعاصر “غومير إيسايف”: إن تركيا غير راضية عن الوضع في حلب و”بالنسبة لها هذا ممر مهم. وتركيا تقوم أيضا بعملياتها الخاصة. لذلك أعتقد أننا هنا بصدد اتفاق ما. ومن المحتمل أن يكون الرئيسان بوتين وأردوغان خلال مناقشتهما للأمور الاقتصادية قد تطرقا إلى مناطق النفوذ في سورية. وهذا وضع متناقض. فروسيا لم تنتقد جدا عملية “درع الفرات” كما لا تنتقد وسائل الاعلام التركية روسيا بسبب وضع حلب. والطرفان يستطيعان تنسيق نشاطهما، والفصل بين مجالات عملهما. لكن من غير المحتمل تشكيل تحالف بينهما.