إلى مُنظِّري الغُلو من خارج الحدود...


تقبعون تحت ظلِّ حكومات تقولون بكفرها، ولا نسمع لكم صوتًا حيالها، على حساب تفرُّغكم لتصدير فتاوى عابرة للحدود تزايد على من سبقكم بالثورة على الظلم والطغيان.

...

تظنون أنكم تنظّرون لجهاد أبناء الشام، وأنهم لكم تبع، وتنسون أن ثورتهم خرجتْ وأنتم نائمون، وجهادهم توقَّد وأنتم سادرون، وقدَّموا أرواحهم حين كنتم تلعبون.

...

لم تزدكم مناظر أشلاء أطفالنا إلا تنطعًا، ولم يزدكم تآمر الأعداء علينا إلا تفننًا في إثقال كاهل شعبنا بتنظيراتكم، ولم يزدكم صراخ المحاصَرين، وأنَّات المهجَّرين إلا تلذذًا بفتاوى تكفير من يُدافع عنهم.

...

فكنتم بلاء على شعبنا يفوق بلاءنا بأعدائنا الواضحين، أولئك قتلونا وهم يُقرُّون بأننا مسلمون، وأنتم قتلتمونا بتنظيراتكم التي تحرّض على قتلنا بدعوى أننا كفار ومرتدون.

...

إن كان فيكم من خير فقدِّموه لمن حولكم، وإن كان فيكم من نفع فخصُّوا به أهل بلدكم، وإن كان لتنظيراتكم من صدى فاجمعوا عليها جيرانكم، وأنذروا بها عشيرتكم الأقربين.

...

هذا جهادنا، وهذه ثورتنا، من أراد التعاطف معنا، ودعم ثورتنا فأهلاً به، ومن أراد إفسادها وتشويهها بتنظيراته فليعلم أن دماء أهلنا تلعنه، وجراح شعبنا تشتمه.

...

إن كان صمته عن فساد حكوماته خشية هلاك نفسه، فلا يَحملن -بغلوّه- شعوبًا بأكملها على الهلاك، وعندنا في بلادنا من العلماء والدعاة العالمين بحال ثورتهم ما يغنينا عن تنظيراته.