الخارجية الأميركية تدعو العراق وتركيا إلى التهدئة


فراس محمد

دعت وزارة الخارجية الأميركية العراق وتركيا إلى تهدئة التوتر القائم بينهما، بعد السجال الذي دار بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على خلفية السجال الدائر حول القاعدة العسكرية التركية في بعشيقة، قرب مدينة الموصل، وقال بيان الخارجية الأميركية: “إن كل القوات الدولية في العراق، يجب أن تكون على اتفاق وتنسيق مع الحكومة العراقية، برعاية التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم الجهادي”.

وتصاعدت وتيرة التصريحات العدائية بين الطرفين، عندما اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أول أمس الثلاثاء، رئيس الوزراء العراقي بأنه يسيء له شخصيًا، وخاطبه قائلًا: “أنت لست ندًا لي، ولست بمستواي، وصراخك في العراق ليس مهمًا بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وأن تلزم حدك أولًا”. في حين لم يتأخر رد رئيس الوزراء العراقي في تغريده له على حسابه في تويتر، قال فيها: “بالتأكيد لسنا ندًا لك، سنحرر أرضنا بعزم الرجال وليس بالسكايب” في إشارة منه إلى حادثة الانقلاب الفاشل الذي حدث في تركيا، وخروج الرئيس التركي على برنامج “الفيس تايم”؛ ليدعو الشعب التركي للنزول إلى الشارع وإفشال الانقلاب.

وعاد المتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان قورتولموش، أمس الأربعاء؛ ليؤكد أن وجود تركيا في بعشيقة مشروع، وسيستمر ما دامت هناك حاجة إليه، وجلب مجموعات إرهابية مثل حزب الاتحاد الديمقراطي و(وحدات حماية الشعب) الكردية، أو عناصر أجنبية، ومحاولة زجها في عملية تحرير الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لا يحقق السلام في العراق، ولا يحل المشكلة في الموصل. وعُدّ هذا التصريح تصعيدًا جديدًا في الأزمة المتفاقمة بين البلدين، بسبب التجاذبات الإقليمية المرتبطة بمعركة تحرير الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فالحكومة التركية ترى أن وجود حزب العمال الكردستاني في كل من قضاء سنجار، وداخل ناحية ربيعة شمال الموصل، أصبح أمرًا واضحًا، كما أن المعلومات التي تتحدث عن أن مقاتلي الحزب سيقاتلون إلى جانب مقاتلي الحشد الشيعي في قضاء تلعفر، المجاور لقضاء ربيعة، بإشراف تام من قاسم سليماني، وفق ما أكدته تقارير إعلامية، وهو ما يشكل تهديدًا للأمن القومي التركي، وتهديدًا للمصالح التركية في الموصل ثاني أكبر المدن العراقية.

أما الشق الثاني المهم بالنسبة للحكومة التركية، في ما يخص التصعيد التركي إزاء ما يحدث في مدينة الموصول، فهو موضوع تركمان العراق، وخاصة تركمان تلعفر، المدينة التي ذكرها الرئيس التركي بالاسم خلال حديثه في البرلمان التركي، فقضاء تلعفر الذي يعدّ أكبر قضاء عراقي، وهو ذو أغلبية تركمانية مقسومة سنة وشيعية، حيث تحاول إيران من خلال إرسال مقاتلي الحشد الشعبي الموالي لها، دخول القضاء والسيطرة عليه؛ بحجة الدفاع عن التركمان الشيعة، وهي الذريعة التي تستخدمها إيران؛ للسيطرة على المنطقة المحاذية للحدود السورية، بهدف تسهيل نقل المقاتلين الشيعة (العراقيين، والأفغان، والإيرانيين)؛ بهدف إتمام مشروعهم الرامي للسيطرة على سورية أيضًا، وصولًا إلى البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يشكل تهديدًا للمصالح التركية.

يُذكر أن الأزمة الأخيرة جاءت على خلفية قرار البرلمان العراقي برفض قرار البرلمان التركي بتمديد بقاء القوات التركية داخل الأراضي العراقية، حيث وصفها البرلمان العراقي بقوات محتلة ومعادية، وودعا إلى اتخاذ ما يلزم للتعامل معها وإخراجها من الأراضي العراقية، إذا لم تستجب للمطالب العراقية، تلا ذلك استدعاء سفيري البلدين من وزاراتي الخارجية: العراقية والتركية.




المصدر