السوري جابر البكر حاول صعق نفسه بالكهرباء قبل الانتحار.. وضجة في ألمانيا من تقصير السلطات


أعلنت هيئة السجون في مقاطعة ساكسونيا شرق ألمانيا، اليوم الخميس، أن السوري جابر البكر الذي انتحر في زنزانته، مساء أمس الأربعاء، بعد يومين على توقيفه للاشتباه بأنه يعد لاعتداء في ألمانيا، لم يبد أي مؤشرات تدل على أنه قد يقبل على الانتحار، لكن محاميه الخاص قال إنه حاول صعق نفسه بالكهرباء.

وأوضح رئيس هيئة السجون رولف جاكوب في مؤتمر صحافي أن عالم النفس الذي تحدث مع المشتبه به الذي كانت تتم متابعته عدة مرات في الساعة قال إنه كان "هادئاً"، مشدداً على أنه "لم تصدر عنه أي مؤشرات على خطر الانتحار الوشيك".

ومع أن القاضي اعتبر أن البكر معرض للإقبال على الانتحار، إلا أن هيئة السجون لم ترصد "خطراً وشيكاً". ولهذا السبب انتقلت مراقبة المشتبه به من مرة كل 15 دقيقة في اليوم الأول لتوقيفه إلى مرة كل نصف ساعة في اليوم الثاني.

وعلق وزير العدل في ساكسونيا سيباستيان جيمكو: "لم يكن يفترض أن يحصل مثل هذا الأمر لكنه وقع للأسف".

وعثر على البكر مشنوقاً بقميصه في زنزانته في مستوصف السجن بعد يومين على توقيفه مما أثار جدلاً حول ظروف اعتقاله.

تحميل المسؤولية للسلطات

وصرح محامي البكر الذي عينته السلطات الكسندر هوبنر: "لقد صدمت فعلاً وتفاجأت جداً لحصول ذلك"، مضيفاً أنها "فضيحة قضائية".

وأوضح هوبنر أن المسؤولين في السجن كانوا على علم بمخاطر لإقدام موكله على الانتحار، مشدداً على أن البكر بدأ إضراباً عن الطعام منذ توقيفه وحاول أن يصعق نفسه بالتيار مستخدماً مقابس كهربائية.

ومن جانبه، أقرّ نائب رئيس وزراء ولاية ساكسونيا مارتن دوليش أن السلطات القضائية في ولايته تتحمل "جانباً" من المسؤولية لوفاة البكر، مضيفاً أن ذلك نجم عن "سلسلة من التقديرات الخاطئة"، مشيراً إلى "سوء تقدير لأهمية السجين ولحالته الصحية"، وفقاً لما ذكره موقع "DW" الألماني، اليوم الخميس.

وفي وقت سابق شدد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير على ضرورة توضيح سريع وشامل لوفاة البكر وقال في تصريحات خاصة لبرنامج "مجلة الصباح" (Morgenmagazin) الإخباري بالقناة الثانية الألمانية "ZDF" اليوم الخميس إنه يطالب بمعرفة ما حدث ليلا في مدينة لايبزيغ الألمانية.

كما دعا بعض ساسة الشؤون الداخلية بالبرلمان الألماني "بوندستاغ" إلى تحليل أخطاء السلطات بلا هوادة. وقال النائب البرلماني عن حزب الخضر كوستانتين فون نوتس في تصريحات لإذاعة ألمانيا إنه لابد حاليا من استيضاح هوية المسؤول تحديدا عن هذا "الفشل الذريع" للعدالة في ولاية سكسونيا.

كما طالب حزب اليسار باستقالة وزير عدل ولاية ساكسونيا سيباستيان غيمكو. غير أن الأخير نفا أن تكون وزارته مسؤولة عن أيّ تقصير، مشددا أن السلطات قامت بـ"جميع الجهود لمنع حدوث الانتحار". 

وكانت الاستخبارات الألمانية أعلنت أن اللاجئ السوري البالغ من العمر 22 عاما والذي اعتقل بشبهة تدبير اعتداء في البلاد، خطط لاستهداف أحد مطارات العاصمة برلين.

وقال مدير الاستخبارات الداخلية "هانس-يورغ مابين" لشبكة "ايه ار دي" التلفزيونية: "لقد وردتنا معلومات من أجهزة استخبارات، مفادها أنه كان في البداية يريد مهاجمة قطارات في ألمانيا، قبل أن يتحدد في النهاية أن وجهته هي أحد مطارات برلين".

واعتبر دي ميزير انتحار البكر هزيمة في مكافحة الإرهاب، وقال وزير على هامش لقائه مع وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي اليوم في لوكسمبورغ إن التحقيقات حول التفجير المشتبه في أنه كان يتم التخطيط له من جانب البكر بمطار بالعاصمة برلين أصبحت أصعب حاليا بسبب موته.

وأضاف قائلا: "يعد ذلك بالطبع انتكاسة أيضا بالنسبة للكشف عن متورطين آخرين وداعمين وشبكات وما شابه".

 ومن جانبه وصف خبير شؤون السياسة الداخلية بحزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي فولفغانغ بوسباخ ما حدث بأنه "مأساة"، وأشار إلى أنه تمّ فقدان "مصدر مهم للمعلومات".

وبحسب وسائل إعلام ألمانية، فإن المشتبه به تحدث خلال نهاية الأسبوع الماضي عن نيته استهداف احد مطارات العاصمة، ولكن هذه المعلومات لم يؤكدها في حينه أي مصدر رسمي.

وكانت الشرطة أوقفت صباح الاثنين المشتبه به بفضل مساعدة ثلاثة لاجئين سوريين، وذلك بعد مطاردة استمرت يومين في قضية حركت مجدداً الدعوات إلى مراقبة اكبر لطالبي اللجوء.




المصدر