الغوطة الشرقية إبادة ممنهجة بين الحصار والنار

13 أكتوبر، 2016

حافظ قرقوط

تعيش مدينة دوما ومحيطها حالة من الاستنفار العام، وذلك بسبب غارات مكثفة شنها الطيران الروسي، منذ الصباح الباكر على المدينة، استهدف من خلالها الأحياء السكنية، ثم تابعت قوات النظام قصفها المدينة بالصواريخ.

وقال الناشط في العمل المدني والإعلامي، عبد الملك عبود، لـ (جيرون): إن أهالي الغوطة “استيقظوا في الساعة السادسة صباحًا، على أصوات الطائرات الحربية والانفجارات التي نتجت عن عشرات الصواريخ الموجهة، حيث تم توثيق عشرات الجرحى في صفوف المدنيين”، وأضاف عبود موضحًا أن هذا الهجوم “استهدف العديد من المدارس والمستشفيات والنقاط الطبية والمساجد بأكثر من 50 قذيفة صاروخية وعنقودية”.

وأشار -كذلك- إلى أن المجلس المحلي أوقف الخدمات التي يُشرف عليها، كما أغلقت المحال التجارية كافة، وأُعلن حظر للتجوال في الشوارع، مع استنفار لسيارات الدفاع المدني والإخلاء الطبي، وأعلنت مديرية التربية والتعليم في الغوطة عن تعليق الدوام يومي الأربعاء والخميس، في 13 و14 تشرين الأول، أكتوبر الجاري.

من جهته أعلن المكتب الطبي لمدينة دوما أن قسم الإسعاف المركزي استقبل إصابات عدة؛ نتيجة القصف الذي تعرضت له المدينة، حُوّل بعض منها إلى قسم العمليات والعناية المشددة.

وذكرت تنسيقية مدينة دوما، أن المدينة تعرضت إلى أكثر من 17 غارة جوية، وعشرات القذائف براجمات الصواريخ، أوقعت عددًا من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.

وحول ذلك، قال عبود: “إن الغوطة الشرقية تتعرض لحملة تصعيد شرسة من النظام السوري وقوات الاحتلال الروسي، من حيث القصف العشوائي الذي يطال كافة بلدات ومدن الغوطة كافة، بأنواع شتى من الأسلحة الثقيلة منذ يومين”، وأضاف: “وُثِّقت عملية استهداف مدينة دوما بصواريخ تحمل مادة النابالم الحارقة التي خلفت حرائق ودمارًا في المباني السكنية”.

يُشار إلى أن الغوطة الشرقية تعاني من حصار منذ تحرير مدنها عام 2012، يترافق مع قصف جوي ومدفعي شبه مستمر؛ ما أدى إلى تأثر الوضع المعيشي والخدمي للسكان، وتردي الوضع الصحي؛ بسبب ضعف الإمكانيات والمواد الإسعافية والعلاجية وغيرها.

وكانت كل من مدينة زملكا، وبلدة كفربطنا قد تعرضتا أيضًا لقصف جوي ومدفعي شديد، كذلك حاولت قوات النظام التقدم للسيطرة على بلدة الريحان، بجوار مدينة دوما، إلا أنها -بحسب ما أعلن جيش الإسلام- قد فشلت.

وقد عاشت كل من سقبا وحمورية وكفربطنا ودوما ليلة حامية؛ نتيجة قصف عنيف استهدفها من قوات النظام؛ ما تسبب بوقوع عدد من القتلى والجرحى، ودمار كبير، ولم يعلن الدفاع المدني في الغوطة -حتى الآن- عن إحصاء عدد الضحايا، حيث الطيران ما يلبث أن يغادر سماء الغوطة؛ حتى يعود محملًا بالقذائف والصواريخ.

وفي سياق ذلك، فقد تعرضت المدينة ليل الأحد الماضي، 10 تشرين الأول/ ديسمبر الجاري، لقصف بقنابل الفوسفور الحارق، بغارات شنتها طائرات روسية، أدت إلى اندلاع حرائق في البيوت السكنية والمحلات التجارية، كما أفاد ناشطون من المدينة، ولم ترد معلومات عن ضحايا.

وعدّ عبود تصعيد النظام “ورقة ضغط على الأهالي؛ لإرضاخهم لنداء يوجهه -دائمًا- بعض السياسيين والمحسوبين على النظام السوري، إلى أهالي الغوطة؛ لقبول بالمصالحة مع النظام، والجلوس معه على طاولات التفاوض لإيقاف القتل”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]