القصف يُخرج مستشفيات مركزية عن الخدمة بريف دمشق

13 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
5 minutes

آلاء عوض

تستأنف قوات النظام، وحليفتها روسيا، قصفها للمستشفيات والمراكز الحيوية السوريّة، بوحشية لا مثيل لها، وتتجاهل كل المطالب الدولية، وتستخدم كل ما تملكه من أوراق؛ لتتابع جرائمها المنتهكة للشرعة الدولية، وآخرها (الفيتو) ضد مشروع القرار الفرنسي الداعي إلى وقف القصف العشوائي.

وأفاد تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بأن القصف السوري والروسي أخرج مستشفيين عن الخدمة في منطقة ريف دمشق، كل منهما كان الأخير الذي يخدم المنطقة التي يوجد فيها، وجاء في التقرير: “لقد باتت استراتيجية النظام السوري مفضوحة، حيث يتعمد قصف المستشفيات والأسواق والمدارس في المناطق الخارجة عن سيطرته؛ ليُجبَر الأهالي على قبول تسوية، تنتهي بتهجيرهم وتشريدهم إلى الشمال السوري، أو خارج سورية، ومازال المجتمع الدولي متفرّجًا على ما يحصل من تغيير ديموغرافي في سورية، مكتفيًا بعبارات التنديد والتهديد، والتي يقرؤها جميعها النظام السوري والإيراني على أنها بمنزلة ضوء أخضر للاستمرار في الجرائم”.

في سياق متصل، أفادت منظمة أطباء بلا حدود، في تقريرها الأخير، بأن أربعة مستشفيات رئيسة تدعمهما، قُصفت بالصواريخ والمدافع في المناطق التابعة لسيطرة الثوار في محافظة ريف دمشق، وورد في التقرير: “وفيما لا تزال حلب تحت دائرة الضوء على الصعيد العسكري والديبلوماسي والإنساني تقع هذه الهجمات في خضم حملة عسكرية متصاعدة، تشنّها الحكومة السورية حول العاصمة دمشق”.

حيث استهدفت قوات النظام -منذ نحو أسبوع- بالبراميل المتفجرة وقذائف الهاون مناطق متعددة في بلدتي الهامة وخان الشيح، الواقعتين في محافظة ريف دمشق، وتسبب القصف بتضرر مستشفيين هما: “السلام” في بلدة الهامة، و”الدكتور زياد البقاعي” في بلدة خان الشيح، وأسفر القصف عن مقتل اثنين من الكوادر الطبية في مستشفى (السلام)، وتضرّر كبير في بنائه وأجهزته الطبية، كجهاز التخدير العام وجهاز التصوير بالأمواج فوق الصوتية، كما تسبّب القصف بخروج المستشفى عن العمل موقّتًا، وهو الوحيد في بلدة الهامة.

كما تعرّض مستشفى زياد البقاعي، وهو الوحيد في بلدة خان الشيح، للقصف بالبراميل المتفجرة التي تحتوي على مواد حارقة، وقذائف الهاون؛ ما أدى إلى احتراق مولدات الكهرباء الخاصة به، وتضرّر بناؤه وأثاثه تضررًا كبير، وخرج عن الخدمة أيضًا.

كما أكد التقرير الصادر عن الشبكة أن عددًا من الأهالي والمتعافين الذين شهدوا حوادث القصف، أفادوا بعدم وجود مقرات عسكرية تابعة للمعارضة المسلحة أو التنظيمات الإسلامية بالقرب من تلك المستشفيات، سواء قبل أو في أثناء الهجوم.

من جهته أفاد مدير عمليات منظمة أطباء بلا حدود، بريس دو لافين، بأن “ما يجري فصل مروّع جديد من فصول انتهاكات القانون الإنساني في الحرب السورية، وإنها واحدة من القواعد الأساسية التي ينّص عليها القانون الدولي، والتي تعبّر بأنه من غير المقبول شن الهجمات العشوائية أو المستهدِفة على المرافق الطبية، وسنستمر برفع الصوت عاليًا كلّما وقعت الرعاية الطبية ضحية النزاعات.”

إلى ذلك، طالب التقرير الصادر عن الشبكة “بوجوب تفعيل عدم استهداف الكوادر والمراكز الطبية، وعدّ ذلك خطًا أحمر، يُوجِب ردة فعل سريعة ومباشرة، وأوصى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وأمانتها العامة، ألا يقفوا صامتين، ولو لدقيقة واحدة، أمام قصف متعمّد يتكرر بشكل شبه يومي للمستشفيات، وأن التاريخ يُسجّل أن النظام الروسي استخدم حق النقض خمس مرات؛ لحماية النظام السوري، الذي يقوم بارتكاب انتهاكات صارخة، تُشكّل جرائم حرب عبر قصف المستشفيات واستخدام الأسلحة الكيماوية، وتشريد الأهالي والسكان، والشعب السوري لن ينسى ذلك مطلقًا”.

جدير بالذكر، أن النظام يشنّ حملة شرسة على مناطق سوريّة عديدة، ويمارس سياسة الإبادة في الغوطة الشرقية، مُستخدمًا الأسلحة المحرّمة دوليًا لتهجير الأهالي، كما يباشر بإخراجهم من قدسيا، وارتفعت نسبة استهدافه للمراكز الطبية في حلب الشرقية التي لم يتبق فيها -أيضًا- سوى خمس مستشفيات ثانوية.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]